السفير محمد العرابي: اتساع الصراع بالشرق الأوسط نتيجة لتمادى إسرائيل فى انتهاكاتها بالمنطقة
السفيرة منى عمر: المواجهة الحالية خطورة كبيرة قد تسبب اندلاع أزمة أكبر
توقع الدبلوماسيون أن الأزمة التى اندلعت نتيجة لقصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية فى دمشق بداية الشهر الحالى ان الرد الإيرانى سيكون نهاية خاصة وأن كل الأطراف لا تريد تدهوراً أكبر فى المنطقة ولفت الدبلوماسيون ان حكومة إسرائيل تريد جر المنطقة إلى الاشتعال من أجل البقاء فى موقعها.
أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الاسبق ورئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن اتساع رقعة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط يأتى نتيجة لتمادى إسرائيل فى انتهاكاتها بالمنطقة فى ظل وجود غطاء قوى من بعض الدول الغربية ودعم لامحدود لحكومة تل أبيب.
قال العرابى إن وقف آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وكافة الأعمال العسكرية الاستفزازية بالشرق الأوسط بات أمرا ضرورياً لإنقاذ المنطقة والأمن والسلم الدوليين من الانهيار.
نبه وزير الخارجية الأسبق أن ما يجرى الآن فى سماء منطقة الشرق الأوسط من هجوم عبر المسيرات، هو ما سبق وحذرت منه مراراً وتكراراً القيادة السياسية المصرية التى حذرت من تداعيات الحرب الإسرائيلية على اتساع رقعة النزاع ودخول أطراف أخرى إلى حلبة الصراع.
وناشد العرابى الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل بحزم لمنع إسرائيل من الاستمرار فى سياستها المتهورة وغير المدروسة التى تجر أطرافاً أخرى إلى الدخول فى الصراع وتدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.
رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية يرى أن عدم الالتفاف إلى مناشدات ونداءات ضبط النفس لن يهدد فقط بلدان الشرق الأوسط بل مصالح مختلف دول العالم لما تمثله تلك المنطقة من أهمية استراتيجية واقتصادية عالمية.
السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق شددت على ان المواجهة الحالية بين ايران واسرائيل تمثل خطورة كبيرة للغاية لإمكان تسببها فى اندلاع ازمة اكبر ودخول دول اخرى من دول المنطقة فى هذا النزاع مما يؤدى لاتساع نطاق الحرب وبالتالى يمثل خطرا كبيرا على امن واستقرار المنطقة.
اشارت السفيرة الى اننا كان لدينا امل انه خلال شهر رمضان الماضى ان اسرائيل تحترم بعض المعتقدات الدينية او الاسس الدينية الاسلامية وخلال هذه الفترة يكون هناك نوع من وقف الاعتداءات الموجودة على غزة لكن اسرائيل لم تراع او تهتم بها على الاطلاق وبالتالى فهم فى حالة تحد دائم لمشاعر العرب والمسلمين والعالم.
توقعت انه سيكون هناك رد فعل اسرائيلى على الضربة الايرانية ولكن سيكون محدوداً حتى تكون الحكومة الاسرائيلية ثأرت لكرامتها امام شعبها وهذا الامر يهم وبصفة خاصة رئيس وزراء اسرائيل نيتنياهو والذى أصبح مهدداً بخسارة موقعه او منصبه، مشيرة الى انه ليس لديه القدرة حتى لو اراد وان هناك دوراً للولايات المتحدة للضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلى حتى لا تتصاعد الأمور وفى الغالب الموقف يمكن أن يتم احتواؤه حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
من جهته.. قال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق ,إن الاعتداءات الإسرائيلية ضد مواقع داخل سوريا ولبنان ولا سيما على القنصلية الإيرانية فى دمشق كانت محاولة من حكومة تل أبيب لاستدراج المشهد الإقليمى لمزيد من المواجهة والعنف ؛ للبقاء فى السلطة حتى لو عرضت مصالح وأمن بلادها والمنطقة للخطر خاصة وأنها تعلم تداعيات المواجهة مع طهران إقليمياً ودولياً.
ورأى السفير حجازي، أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى البقاء فى السلطة عبر جر منطقة الشرق الأوسط إلى مواجهات لا سيما عقب تصدى مصر والقوة الإقليمية والولايات المتحدة لخطة تنفيذ هجوم عسكرى على مدينة رفح الفلسطينية علاوة على عدم تمكن الجيش الإسرائيلى من تحقيق الأهداف التى حددها منذ بداية الحرب وهى القضاء على حماس وتهجير الفلسطينيين بجانب إدراك إسرائيل أن الإفراج عن الأسرى يستلزم وقفا لإطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
أضاف: أن حكومة تل أبيب ورئيس وزرائها اعتبرا أن توسيع نطاق العنف واستمرار الحرب لأشهر قادمة وصولاً لمرحلة الانتخابات الأمريكية سيمكنها من البقاء فى الحكم وتفويت معادلة إنهاء الحرب فى غزة ومواجهة ومحاسبة الحكومة داخلياً، وكذا ما قد تفرضة إدارة جو بايدن من مسار قد يقودها لتنازلات باتجاة حل الدولتين ؛ مما استدعى توسيع نطاق النزاع من خلال عملية ممنهجة ومدروسة بقصف للقنصلية الإيرانية بدمشق وبالتالى دفع إيران إلى ضرورة الرد حفاظاً على سمعتها الإقليمية ومواجهة الرأى العام الداخلي.
اعتبر السفير حجازى أن إيران لا تسعى إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة التى تدرك أن عملية استدراج طهران لمواجهة إقليمية هو خطر يهدد مصالحها وسيقود إلى صراع شامل واسع النطاق فى الشرق الأوسط.. مرجحا أن تقوم الولايات المتحدة بكبح جماح أى رد فعل إسرائيلى بعد الضربة الإيرانية خاصة عقب إعلان طهران أنها توقفت بالفعل عند هذا الحد ومنع توسيع نطاق المواجهة الإقليمية ليس فقط لمخاطرها على دول وشعوب المنطقة ولكن أيضا على الأمن والاستقرار فى أوروبا والعالم.
قال: «إن إيران تعد أحد مصادر الطاقة الكبرى بالعالم، والمواجهة معها ستؤدى حتماً لاضطراب الأسواق العالمية فى الوقت الذى لاتزال تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تؤثر على إمدادات الطاقة فى العالم وتسبب اضطرابات بالأسواق العالمية».. مؤكدا أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة والدول الكبرى والأوروبيين.
حذر السفير حجازى من أن المشهد الحالى بات دليلاً واضحاً على مخاطر استمرار الحرب فى قطاع غزة على السلم والأمن الدوليين وخطر التطرف اليمينى لحكومة نتنياهو سواء فى غزة أو الضفة الغربية.
قال: «إن تلك التطورات الإقليمية الخطيرة جاءت فى الوقت الذى كنا على مشارف جولة مفاوضات جديدة بالقاهرة، لن تقبل إسرائيل بمآلاتها، إذ ترفض منذ البداية المطالب المحددة لحركة حماس من وقف إطلاق النار المستدام، والإفراج عن الأسري، وإدخال المساعدات الإنسانية وبدء عملية إعادة الإعمار وانسحاب القوات الإسرائيلية من داخل القطاع والسماح بعودة النازحين إلى شمال غزة».
نبه السفير حجازى إلى أن تل أبيب تعمل من خلال توسيع نطاق المواجهة الإقليمية على إبعاد الأنظار عن الحرب فى قطاع غزة وذلك عقب محاصرة موقفها وانحسار دعم شركائها وإدانتها بارتكاب جرائم ترقى للإبادة الجماعية، بل ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارتن غريفيث ما فعلته فى غزة بأنه «خيانة للإنسانية».
كما حذر من أن إسرائيل تحاول تشتيت الانتباه بعيداً عن التحركات الدبلوماسية المهمة فى الأمم المتحدة لصالح فلسطين، حيث يعتزم مجلس الأمن بحث قرار منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة.
شدد السفير حجازى على أن مخاطر اليمين المتطرف وجرائمه باتت تستلزم العقاب وازاحته عن سدة الحكم وإفساح المجال لحل سياسى يبدأ بوقف العنف وينتهى بالانتصار للعدالة الدولية ومعاقبة المتطرفين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كمدخل وحيد لاستعادة أمن واستقرار الشرق الأوسط بل والعالم.
ورأى أنه ومن الآن وحتى تصويت مجلس الأمن على الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة فيتعين الضغط على واشنطن لإفساح المجال لبداية طريق الحل ووقف انحيازها لإسرائيل حتى لا تظل القضية الفلسطينية مصدراً لعدم الاستقرار الإقليمى والدولى الدائم.
السفير حجازى ثمن موقف مصر الرائد ودعوتها إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منحى خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.
من جانبه.. قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المواجهات العسكرية بين إسرائيل وايران تجرى على حساب أراضى واستقرار الشعوب العربية و الأمن القومى العربي.
ورأى السفير هريدي، أن الرد الإيرانى على الهجوم الإسرائيلى ضد قنصليتها فى دمشق لم يكن مفاجئا للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول الأخرى بل كان رداً متوقعاً.
والحكومة الإسرائيلية المتطرفة توظف هذا التصعيد المتعمد من جانبها للاستمرار فى التوسع الاستيطانى الممنهج للضفة الغربية وتقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة فى إطار رؤية حل الدولتين لتسوية النزاع الفلسطينى الإسرائيلي.
حذر مساعد وزير الخارجية الأسبق من أن هجوم طهران على تل أبيب أعطى المبررات الكافية لحكومة نتنياهو لمواصلة عدوانها الغاشم، سواء داخل الأراضى الفلسطينية أو السورية أو اللبنانية، بحجة أنه يمثل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل.
ونوه إلى أن رد إيران على إسرائيل أظهر عمق التحالف الإستراتيجى العسكرى الأمنى بين الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل، وسلط الضوء على التوافق بين واشنطن وتل أبيب فى استمرار عدوانها على الفلسطينيين.
أكد هريدى على ضرورة مراجعة الولايات المتحدة لسياستها فى توفير الغطاء الدبلوماسى بدون حدود للعدوانية وآلة القتل الاسرائيلية، الأمر الذى يخدم السياسات الراهنة لنتنياهو وحكومته المتطرفة، تلك السياسات التى هى المصدر الأساسى لكافة اوجه التصعيد العسكرى الحالى فى الشرق الأوسط.
من جهته.. أكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الضربة التى وجهتها إيران بمسيرات هجومية ضد اسرائيل كانت معلومة للجميع، فإيران أعلنت من جانبها انها ستقوم بتوجيه هذه الضربة وكانت تستعد لهذه الضربة من خلال قيامها بمناورات عسكرية طوال الأسبوع الماضى والولايات المتحدة الأمريكية بما لها من أقمار صناعية قامت برصد هذه الاستعدادات وطائرات الاستطلاع، فكانت الولايات المتحدة على علم مسبق بما سيحدث كما أن الانتشار الأمريكى والبريطانى فى المنطقة ساهم فى مساعدة إسرائيل فى صد هذه الضربة وايران على علم بذلك.
قال السفير رخا ان الضربة الجوية التى قامت بها إيران هى من وجهة نظره إنذار معلن لإسرائيل فلم تكن هجمات مفاجئة او تم توجيهها فى توقيت مفاجيء، فالرئيس الأمريكى اعلن ان ايران ستضرب إسرائيل فى نهاية هذا الأسبوع.
قال رخا: هذه الضربة تأتى فى إطار قواعد الاشتباك وعدم تحويلها إلى مواجهة او حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل لأنها ستكون حرب مدمرة، كما ستدفع الولايات المتحدة فى حالة وقوعها إلى التدخل، ولكن التوجه العام الامريكى فى هذا الموقف بأنه لو فكرت اسرائيل بمهاجمة ايران مباشرة على اراضيها فالولايات المتحدة لن تتدخل او تساعد إسرائيل عسكريا؛ ولكى تهاجم إسرائيل بطائرات عسكرية ايران يتطلب ذلك مرورها فى أجواء كل عدة دول ومن الصعب السماح لها بالمرور الا إذا كان هناك مساعدة أمريكية لها وإذا تم ضرب إيران بالصواريخ فأيران ايضا تمتلك صواريخ طويلة المدى التى تتعدى الـ 2000 أو الـ 2200 كيلو متر ومن الممكن ان تستخدمها فى الرد عليها، كما أنه من المعروف أن الطائرات المسيرة التى استخدمتها ايران فى الضربة ضد إسرائيل احتمالات اصابتها للهدف ضعيفة وتم اصطياد معظمها فى الدول المجاورة قبل أن تصل إسرائيل ولذلك اذا أرادت إيران فعليا شن حرب على إسرائيل سيكون من جنوب لبنان او داخل سوريا او العراق او اليمن وهى لها أذرع عديدة فى هذه البلدان ولذلك تعد هذه الضربة محاولة من إيران لرفع معنويات الرأى العام الإيرانى وتعطى إنذار أنه لو تمادت إسرائيل فى ضرب أهداف ايرانية فإن الضربة القادمة ستكون قوية.
أضاف أن إسرائيل ايضا حققت مكاسب وراء الهجمات الجوية الإيرانية لها منها انهم قادرون على صد الهجمات الإيرانية وهى هجمات من دولة كبيرة مثل إيران حتى وإن كان قد تم الإعلان انها صدتها بمساعدة الأصدقاء كما أن إسرائيل استطاعت بمقاومة هذه الضربة رفع معنويات الرأى العام الإسرائيلى بعد الفضيحة المدوية التى لحقت بها فى غزة وما لحقها من وصمات مثل قيامها بالابادة الجماعية للفلسطينيين او قيامها بالمجازر فى حق الفلسطينيين كذلك هناك بعض الآراء التى ترى أن هذه الضربة جاءت بالاتفاق بين الجانبين وأن إسرائيل لم تصب بأضرار تذكر.
وحول ردود الفعل المستقبلية من الطرفين أضاف السفير حسن أن الاتجاه العام عدم التصعيد من الدول الإقليمية او الولايات المتحدة الأمريكية والأيام المقبلة ستكشف عما سيحدث .
الخبراء العسكريون:
الأزمة معلقة
نتوقع العودة لمفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة
كتب – أحمد هاشم:
أكد الخبراء العسكريون ان الأزمة «الإيرانية – الإسرائيلية» التى بدأت مع تدمير إسرائيل لمبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق ومقتل 16 شخصاً فى بداية الشهر الحالى قد انتهت تماماً بعد الهجوم الإيرانى على إسرائيل مساء أمس الأول.
قال الخبراء ان ما حدث بين الطرفين خلال الأيام الماضية كان أشبه بـ «تمثيلية» قصيرة تمت بموافقة أمريكية.. حاولت فيها إسرائيل توجيه ضربة لقادة الحرس الثورى فى سوريا ولبنان.. ثم عملت إيران على توجيه ضربة بأقل الخسائر لحفظ ماء الوجه.. باتفاق أمريكى يسعى لعدم التصعيد وخلق وضع جديد قبل الانتخابات الرئاسية.
أكد اللواء أركان حرب سمير فرج، الخبير الإستراتيجى ومدير الشئون المعنوية بالقوات المسلحة سابقا، أن الأزمة «الإيرانية – الإسرائيلية»، قد انتهت تماما بعد الهجوم الإيرانى على إسرائيل، مشيرا إلى صدور تعليمات واضحة وصريحة من أمريكا لإسرائيل بعدم التحرك واتخاذ أى إجراء فى حالة الهجوم الإيرانى إلا بالتنسيق معها، وقد كان ذلك واضحا من وجود قائد القيادة المركزية الأمريكية فى إسرائيل، وبالفعل تم الاكتفاء بصد الهجوم الإيرانى وعدم الرد حتى لا يدخل العالم فى حرب إقليمية جديدة.
قال اللواء سمير فرج، إنه على الرغم من حالة الغليان التى كانت تشهدها شوارع طهران بسبب اغتيال 7 من قيادتها فى قصف طال القنصلية الإيرانية فى دمشق، ومن قبلها اغتيال قاسم سليمانى الرجل الثانى فى الحرس السورى الإيراني، إلا أن هناك حالة من الرضا والفرحة الآن بين شعبها بسبب الهجوم الجوى على إسرائيل وإن لم يحقق 2٪ من أهدافه.
كما عاد الهدوء إلى الشعب الإسرائيلى بعد أن عاش ساعات من الرعب والقلق خوفا من رد الفعل الإيرانى والتهديد بضرب إسرائيل.
أشار فرج إلى أنه بعد انتهاء الأزمة الآن سنعود من جديد إلى طاولة المفاوضات من جديد لوقف إطلاق النيران فى فلسطين، والانسحاب من غزة وإنهاء الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، والتى تبحث عنها مصر بقوة من أجل عودة الأمن للشعب الفلسطينى الشقيق ومن ثم عودة الاستقرار للمنطقة.
وصف الخبير الإستراتيجى اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، الأزمة الإيرانية – الفلسطينية بأنها أشبه بـ «تمثيلية» شاركت فيها اكثر من 300 مسيرة وصاروخ بالستى والنتيجة «صفر»، وقد انتهت حلقاتها سريعا، بعد صفقة ثلاثية تمت بين أمريكا وإسرائيل وإيران، والكل كسبان.
وأشار إلى أن الصفقة تم تمريرها لإرضاء الجميع بداية من أمريكا التى تحاول الحفاظ على مصالحها بعد حالة الغضب التى اجتاحت العالم بسبب مساندتها لإسرائيل فى حربها على غزة وأنها لا تريد الدخول فى معترك جديد يزيد من غضب الشارع الأمريكى قبل الانتخابات الرئاسية، كما أن إسرائيل ارتضت مقابل حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وإيران ارتضت بعد أن عم الرضا والهدوء شوارع طهران، بعد حالة من الغليان، كما أنها لا تريد الدخول فى مواجهة صريحة مع أمريكا التى هددت بضرب إيران معلنة وقوفها إلى جانب إسرائيل قلبا وقالبا حيث سبق وأن قال بايدن فى تصريحات مضمونها أمن إسرائيل ليس عرضة للتجارب وهو مسئولية أمريكية.
وقال اللواء العمدة إن الضربة وان كانت لم تصب أهدافها فى إلحاق الضرر بإسرائيل ولكنها ساهمت فى هدوء داخل الشارع الإيرانى الذى كان يعيش وسط حالة من الغضب بسبب ما فعلته دولة الاحتلال من ضرب القنصلية الإيرانية فى دمشق واغتيال ٧ من قادة الحرس الثوري، فضلا عن قيام إسرائيل بارتكاب الجرائم ومجازر الإبادة فى غزة والضفة الغربية.
أوضح أن إنهاء الأزمة سريعا أو تعليقها على الأقل خلال الفترة الحالية أمر فى منتهى الأهمية حيث كان من الممكن الدخول فى حرب إقليمية جديدة تؤثر على أمن واستقرار واقتصاد العالم أجمع.
برلمانيون وقيادات حزبية:
القاهرة حذرت مراراً من اتساع دائرة الحرب
الأحداث الأخيرة تهدد استقرار العالم.. ووقف إطلاق النار فى غزة ضرورة حتمية
نتنياهو يدفع المنطقة إلى المجهول.. وتأجيج الصراع ليس فى صالح أحد
كتب – محمد طلعت:
حذرت قيادات برلمانية وحزبية من خطورة اتساع رقعة الحرب فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أن شنت إيران هجوما جويا رداً على قيام إسرائيل باستهداف السفارة الإيرانية بدمشق مما يؤدى إلى تفاقم وتدهور الأوضاع فى المنطقة.
أكدوا أن كل ذلك نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة، وسط مطالبات بضرورة تدخل المجتمع الدولى لوقف إطلاق النار فى غزة، مؤكدين أن الدولة المصرية حذرت مرارا وتكرار من خطورة الحرب على المنطقة والعالم، ولم يقم المجتمع الدولى بدوره فى وقف هذه الحرب.
أشاد رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، برئاسة النائب أحمد فؤاد أباظة، بموقف مصر بشأن تطورات الأوضاع فى المنطقة.
حذر أباظة، من تصاعد وتيرة العنف فى المنطقة، مؤكدا أن ما يحدث أمر متوقع فى ظل التصعيد المستمر من الجانب الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطيني، وهو ما أسفر عن آلاف الشهداء والمصابين.
مضيفاً أن مصر سبق وحذرت من استمرار النهج الإسرائيلى فى توسيع دائرة العنف، وأنها لم تستجب للدعوات المستمرة بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
طالب رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب المجتمع الدولى بتحمل مسئوليته الكاملة تجاه هذا التصعيد المستمر فى منطقة الشرق الأوسط أكد أن الدولة المصرية وتحركاتها قادرة على حماية أمنها القومى فى مواجهة أى تصعيد محتمل.
الدكتور وليد دعبس رئيس حزب مصر الحديثة حذر من مغبة تصاعد التوتر فى منطقة الشرق الأوسط فى أعقاب تدمير إسرائيل القنصلية الإيرانية بدمشق، داعيًا الأطراف جميعها إلى الالتزام بأعلى درجات ضبط النفس، مؤكدًا أنه على المجتمع الدولى إيقاف إسرائيل عن الاستمرار فى مزيد من محاولات التصعيد.. لأن حكومة نتنياهو تدفع بالمنطقة كلها إلى المجهول وتحاول توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط لحماية نفسها، مؤكدًا أنه على عقلاء العالم الاستماع إلى صوت العقل الذى دعت إليه مصر منذ مؤتمر السلام فى القاهرة فى أكتوبر الماضي.
أشار إلى أن المنطقة تحتاج إلى التهدئة فى ظل توترات دولية عدة، وأنه ليس من مصلحة أحد الاستمرار فى تأجيج الصراعات، محذرًا من أن نتيجة هذا التصعيد ستلحق الضرر بالجميع بلا استثناء.
شدد على أهمية اصطفاف القوى الوطنية المصرية خلف القيادة السياسية فى ظل هذه الظروف الدقيقة.
دعبس أشاد بجهود القيادة السياسية لوقف التصعيد فى المنطقة، فى إطار سعيها للتهدئة وتحقيق السلام، بعدما شنت إيران هجومًا جويًا على إسرائيل، بعد أسبوعين من هجوم تل أبيب على قنصلية طهران فى دمشق، مشيرا إلى أن الموقف المصرى خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة لأن اتساع نطاق الصراعات فى المنطقة ليس فى مصلحة أى طرف، ومن الضرورى أن تدرك كافة الأطراف التكلفة الباهظة لاستمرار الأعمال العدائية.
أشرف أبوالنصر عضو مجلس الشيوخ قال إن مصر حذرت مبكراً من إتساع رقعة الصراع فى المنطقة مما سيكون له عواقب وخيمة على جميع دول المنطقة، بعدما وصلت التوترات فى الشرق الأوسط إلى نقطة حرجة، ويعد الموقف المصرى بشأن خفض التصعيد فى المنطقة حاسما لتجنب العواقب المدمرة للحرب على شعوب المنطقة، مشيراً إلى أن الدولة المصرية دعت باستمرار إلى إيجاد حل سلمى للصراعات فى الشرق الأوسط، مدركة أن اتساع نطاق الصراعات ليس فى مصلحة أى طرف وأن انتشار العنف وعدم الاستقرار فى المنطقة لا يؤدى إلا إلى زيادة زعزعة استقرارها، مما يؤدى إلى المزيد من المعاناة والمشقة لشعوب المنطقة.
أوضح، أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا فى التوسط فى الصراعات بالمنطقة، من خلال العمل مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات المختلفة من خلال الحوار والتفاوض فى حل الصراعات، بدلا من اللجوء إلى القوة العسكرية والعنف.
مشيراً إلى أن مصر سترد بحسم على أى تهديد لامنها القومي، ومصر قادرة على حماية حدودها، والجيش المصرى قادر على الحفاظ على الأمن القومى فى أى وقت والدولة المصرية مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة مشيرًا إلى أن الرئيس السيسى يبذل جهودا كبيرة من أجل تعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة، والوصول لحلول جذرية لكافة الأحداث الجارية فى المنطقة، الأمر الذى توج بإشادة جميع دول العالم بمواقف مصر المشرفة فى جميع الأزمات من أجل إحلال السلام بالمنطقة، وعودة الاستقرار إلى الشرق الأوسط.
النائب محمد عبدالرحمن راضى أمين سر لجنة الدفاع والامن القومى بمجلس النواب عبر عن قلقه إزاء التصعيد الإيرانى الإسرائيلي، وهو ما يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، مشددا على ضرورة أن تتمسك جميع الأطراف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها أى اضطرابات أو توتر.
قال راضى إن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى حذرت مرارا وتكرارا من اتساع دائرة العنف فى المنطقة، وإنزلاق قوى إقليمية فى الحرب الدائرة فى قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، مطالبا مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئوليته تجاه حفظ الأمن والسّلم الدوليّين، لاسيّما فى منطقة الشرق الأوسط التى أصبحت على صفيح ساخن، وأصبحت تمثل تهديدا مباشرا للسلم والأمن العالمي.
أضاف عضو مجلس النواب، أن مفتاح استقرار منطقة الشرق الأوسط مرتبط بشكل مباشر بتنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، يتمتع شعبها بكامل حقوقه مثله مثل باقى شعوب العالم، على حدود الـ 67، ووقف حرب الإبادة التى تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة دفع الجهود باتجاه المسار السياسى لتجنيب المنطقة مزيد من التوتر.
شدد راضي، على ضرورة ان تتم معالجة القضايا العالقة بالمنطقة بشكل صحيح، وان يتم إعلان وقف دائم لاطلاق النار، داعيا المجتمع الدولى للتحلى بالحكمة فى التعامل مع هذه الملفات الشائكة، والتوقف تماما عن إزدواجية المعايير.