تشارك مصر الاثنين المقبل كضيف شرف فى قمة العشرين فى دورتها الـ19 والتى سوف تستضيفها «رى دى جانيرو» البرازيلية على مدى يومين وتتناول القمة عدداً من الموضوعات فى مقدمتها الادماج الاجتماعى واصلاح المؤسسات الدولية، ونقل الطاقة، ويتضمن حفل الافتتاح اطلاق التحالف الدولى ضد الفقر والجوع وهى مبادرة برازيلية تهدف بالأساس إلى حث الدول والمنظمات الدولية لتسريع الجهود للقضاء على الفقر والجوع بحلول 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الملف الأهم الذى سيتم التركيز عليه ومناقشته من قبل رؤساء الدول واقترحته البرازيل باعتبارها رئيسة الدورة الحالية هو إصلاح الحكم الدولى حيث سيتم التطرق إلى كيفية تحديث المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة والبنك الدولى وصندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية وهو ما سيؤدى بدوره إلى حكومة أكثر كفاءة وعدالة.
قال السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية الأسبق أنه بتلبية الرئيس السيسى دعوة نظيره البرازيلى لولا دا سيلفا لحضور اجتماعات قمة مجموعة العشرين ستكون هذه هى الزيارة الاولى من نوعها لرئيس مصرى يزور البرازيل وأمريكا اللاتينية، وهناك آفاق واعدة للدفع بالتعاون الاقتصادى بين مصر والبرازيل، فالبرازيل ضمن 4 دول شكلت تجمع البريكس عند نشأته مع روسيا والصين والهند وانضمت مصر إليه فى بداية هذا العام، وبالتالى هناك قواسم مشتركة بين مصر والبرازيل وعكسته أيضا الزيارة التى قام بها رئيس البرازيل لمصر فى فبراير الماضى ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، والزيارة الرئاسية ستدفع بالعلاقات بين البلدين قدما، والرئيس خلال الزيارة سيعقد محادثات ثنائية مع عدد من القادة مما يجدد أطر التعاون بين مصر وأكبر اقتصادات فى العالم كما أن وجود مصر ضمن قادة مجموعة العشرين يبرز صورة أن مصر قادمة ضمن الاقتصادات البازغة، حيث نجحت مصر خلال العقد الأخير من تعزيز بنيتها التحتية بحيث أصبحت جاذبة للمستثمرين الاجانب وكذلك قدمت حزم من التسهيلات لتشجيع الاستثمار على أرضها.
أشار الحفنى إلى أن الاقتصاد المصرى من الاقتصادات الفاعلة و المؤثرة وشهد طفرة كبيرة خلال العقد الأخير وهذا ملموس على المستوى الدولى وتم الاشادة بالمبادرات المصرية على لسان سكرتير عام الامم المتحدة و خاصة الجهود المبذولة على مستوى 4500 قرية مصرية ضمن مبادرة حياة كريمة لرفع مستوى معيشة المواطنين وتوفير سكن كريم وشبكات اتصالات وصرف صحى وخطوط تليفونات وترميم وإنشاء مستشفيات ومدارس ومراكز رياضية وهناك متابعة ورغبة فى اتخاذ هذه التجربة ونقلها إلى دول أخري، كما يتم النظر إلى الاقتصاد المصرى بأنه اقتصاد واعد وينتظره مستقبل مشرق بصرف النظر عن الازمات الحالية، لأن الأزمات ليست قاصرة على الدولة المصرية لكنها تنال من دول الجنوب بشكل خاص ، كذلك الاقتصادات الكبرى تتأثر بفعل الأزمات والحروب، ومصر على وجه الخصوص تأثرت لكونها وسط منطقة مشتعلة بالأزمات ومنها الحرب فى غزة ولبنان والاضطرابات فى السودان وليبيا ومع ذلك مصر قادرة على الدفع بجهود التنمية، وطبقا للارقام المتداولة استقبلت مصر خلال الأزمة السودانية الأخيرة حوالى مليون سودانى وهو ما يجعل الدول الكبرى تنظر إلى مصر بكونها قادرة على التدخل لحل المشكلات الدولية، على الرغم من أن ذلك يمثل عبئًا كبيرًا بالإضافة إلى أن مصر استطاعت أن تتحكم فى الهجرة غير الشرعية من خلال تأمين سواحلها وحدودها وهذه تحسب لمصر كدولة ونظام وحكومة.
أوضح أن مجموعة العشرين تضم أقوى الاقتصادات العالمية وهى دول مؤثرة فى الوضع الاقتصادى والمالى العالمى ومن المتوقع أن تناقش القمة مجالات الاستثمار والتجارة ورأس المال والوضع فيما يتعلق بسوق المال الدولى وكذلك ستتطرق لتأثير الحرب فى أوكرانيا وما أسفرت عنه من أزمات فى امدادات الطاقة وسلاسل الغذاء وكذلك الحرب الاسرائيلية فى غزة على حركة التجارة والملاحة فى البحر الأحمر وقناة السويس.
السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق يقول أن قمة مجموعة العشرين ستعقد خلال يومى 18، 19 من الشهر الجاري فى ريو دى جانيرو عاصمة البرازيل وتضم 19 دولة بجانب الاتحاد الاوروبى والاتحاد الافريقى وتم دعوة مصر إلى هذه القمة، وهذه هى المرة الرابعة التى تشارك فيها مصر فى قمة مجموعة العشرين وهذه الدعوة تجسد ثقل مصر على الصعيدين الإقليمى والدولي، وتعزز من جهود الدول النامية بشكل عام والافريقية بشكل خاص، والموضوعات الاقتصادية هى الموضوعات الرئيسية فى هذه القمة وايضا سيتم تناول الموضوعات السياسية، وتعتبر القمة فرصة لإجراء لقاءات على المستوى الثنائى للدفع بالعلاقات بين مصر والدول المشاركة أو بين المنظمات المشاركة ومصر لها ثقل فى مجريات الأمور الإقليمية والدولية ولها دور كبير فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية فى الإطار الافريقى و الإطار العربى وتتحدث فى مثل هذه القمم بصوت افريقيا وصوت العرب وكدولة اقليمية ذات وزن وتأثير وارتباطات سواء بمجموعة البريكس أو بعضويتها فى الجامعة العربية او الاتحاد الافريقى او مجلس الدول العربية والافريقية المشاطئة للبحر الأحمر وأيضا فيما يتعلق بأهميتها فى منظمة التعاون الاسلامي.
اضاف السفير حليمة أن الملفات الرئيسية فى هذه القمم تتمحور بالأساس حول الموضوعات الاقتصادية الدولية و فى نفس الوقت بسبب تطورات الاوضاع السياسية فى المنطقة فى الجوار الاقليمى وعلى المستوى الدولى ستفرض هذه الموضوعات نفسها على القمة ويتم تناولها أيضا بجانب الموضوعات الاقتصادية الرئيسية ، ومصر بهذه المشاركة والمشاركات السابقة لها دور كبير فيما يتعلق بالموضوعات الاقتصادية على المستوى الدولى سواء على المستوى الافريقى و مستوى الدول النامية لكن هناك ايضا اهتمام بدور مصر فيما يتعلق بالتغيرات المناخية خاصة أن مصر استضافت من قبل قمة المناخ العالمية COP27، وهناك ثلاث موضوعات رئيسية ستكون محل اهتمام ايضا فى هذه القمة باعتبار ان مخرجات قمة المناخ فى مصر كان لها نقاط رئيسية وكانت موضع اهتمام وهى عمليات التمويل ونقل التكنولوجيا والوفاء من جانب الدول الغنية بالتزاماتها من خلال توفير 100 مليار دولار سنويا كدعم للدول النامية لمواجهة الازمات المترتبة على تغير المناخ، بالاضافة الى ما اقترحته مصر من إنشاء صندوق تعويض عن الأضرار لصالح الدول الافريقية خاصة ان القارة الافريقية هى الاكثر تضررا من اضرار المناخ والاقل سببا فيها.
وأوضح ان القمة ستناقش اصلاح النظام الاقتصادى الدولى سواء كان هذا الاصلاح يشمل الجانب المالى او النقدى او التجارى او الاستثمارى و ايضا الموضوعات المتعلقة بالتنمية المستدامة وبالاضافة إلى مشاكل عبء الديون المتزايدة بسبب ارتفاع عمليات التضخم وأزمة الغذاء وأزمة الطاقة ، وسيتم مناقشة ايضا توطين الصناعات ونقل التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعى بالاضافة الى تسهيل نفاذ صادرات الدول النامية الي الدول الاعضاء فى المجموعة.
أضاف ان هذا الاجتماع سيكون له اهتمام بالجانب السياسى وخاصة الاوضاع السياسية وخاصة ما تشهده منطقة الشرق الاوسط من العدوان الاسرائيلى على غزة وتداعياته بالاضفة الى لبنان وذلك على ضوء ما تم فى القمة العربية الاسلامية الاخيرة والتى عقدت فى الرياض مؤخرا من قرارات ومناقشات ، و سيتم التباحث حول كيفية وقف اطلاق النار وإدخال المساعدات الغذائية وايضا وقف اطلاق النار فى لبنان وضرورة تسوية القضية الفلسطينية وليس تصفيتها ، وذلك على ضوء ما دار فى القمة العربية الاسلامية خلال الايام القليلة الماضية من مناقشات حول تطورات الأوضاع فى الشرق الاوسط و محاولات اسرائيل تصفية القضية الفلسطينية بدلا من تسوية القضية الفلسطينية ، وتأكيد الرئيس السيسي فى هذا الصدد على ضرورة مواجهة محاولات التصفية التى تقوم بها اسرائيل سواء كان ذلك فى الضفة الغربية او قطاع غزة سواء من خلال المحاولات الاسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية جغرافيا بضم الاراضى الفلسطينية أو ديموغرافيا بإفراغها من سكانها سواء فى الضفة الغربية اوفى قطاع غزة ، والتأكيد على أن اسرائيل دولة مارقة وانها تمارس ارهاب الدولة من خلال عمليات الابادة الجماعية.
اوضح ان مجموعة العشرين تمثل من 85 إلى 90 ٪ من اجمالى الناتج المحلى العالمي، وأكثر من 75٪من التجارة العالمية، كما تمثل أكثر من ثلثى سكان العالم وهذا التقدير مهم عندما نتحدث عن الموارد البشرية فمجموعة العشرين تمثل ثقلاً ووزنًا يمكن أن يكون له مردود على تطورات الاوضاع فى منطقة الشرق الاوسط، وسيكون هناك اهتمام ايضا بالأمن الغذائى والأمن المائى وأمن الطاقة فضلا عن اصلاح منظمة الامم المتحدة ومنظمات التمويل والمؤسسات الدولية وخاصة ما يتعلق بمؤسسات تمويل الامم المتحدة والمؤسسات المرتبطة بها
وعن العلاقات بين مصر والبرازيل يقول حليمة ان العلاقات بين البلدين لها شق تاريخى وشق حديث وذلك على الرغم من بعد المسافة بين البلدين وخاصة بعد انضمام مصر لمجموعة البريكس، فمصر والبرازيل اعضاء فى مجموعة البريكس ولا شك فإن ذلك فتح المجال امام علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين تقوم على التعاون الاستراتيجى فى كافة المجالات سواء فيما يتعلق بالمجال الامنى او الســياسى او الاقتصــادى او الاجتماعى بشقيه الصحة والتعليم وبناء القدرات والعلاقات بين البلدين، و على الرغم من البعد الجغرافى الا ان علاقات التعاون لم تعد تقاس بالمسافة لكنها أصبحت تقاس بما يوفره الجانبان من المصالح المشتركة فى المجال الاقتصادى بصفة خاصة وفى المجال السياسى بصفة عامة.
ومن جهته .. قال السفير رخا احمد حسن مساعد وزير الخارجية الاسبق ان مصر تم دعوتها فى قمة العشرين كضيف شرف لاهميتها لمجموعة العشرين وبالنسبة للبرازيل باعتبارها عضو معها فى البريكس مشيرا الى ان مشاركة مصر سوف تكون لها اهمية كبيرة لتوثيق علاقاتنا مع البرازيل.
اوضح ان دعوة مصرفى هذا المحفل نظرا للعلاقة الوثيقة بين دول هذه المجموعة ومصر وتقديرا لجهودها التى تبذلها على كافة النواحى , مشيرا الى ان التعاون فى المجال السياسى امر جيدا للغاية , ولكن نامل ان تشهد الفترة المقبلة التركيز على التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى والتكنولوجى الى جانب القوة الناعمة بكل مشتملاتها وهو ما يعطى اسس للعلاقات قوة ويدفع بالتحرك السياسى ظهير اقتصادى وتجارى واستثمارى قوى .
اشار الى ان علاقات مصر بكافة دول مجموعة العشرين جيدة للغاية وانه لابد من زيادة حجم التعاون الاقتصادى مع هذه الدول , موضحا ان قمة العشرين ينعقد بها العديد من القمم الثنائية على هامش المشاركة وهى مهمة للغاية .
ومن جانبه .. يرى السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن دعوة مصر لحضور قمة قادة مجموعة العشرين G20 جاءت تقديرا لدور مصر البارز فى منطقة الشرق الاوسط ، كما أن وجود مصر مهم عند مناقشة قضايا العدوان الاسرائيلى على الشعبين الفلسطينى و اللبناني، وكذلك من زاوية التعامل مع التحديات التى تواجه الاقتصاد المصري.
اضاف انه يتم ايضا خلال القمة بحث المشاكل الاقتصادية التى تواجه الدول النامية مثل ارتفاع المديونية والديون الخارجية واصلاح مؤسسات التمويل الدولية مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى والبحث فى كيفية مساعدة هذه المؤسسات للدول النامية على التغلب على المشاكل التى تواجهها ، وكذلك التغيرات المناخية.
ومن الجدير بالذكر أن مجموعة العشرين تضم الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وألمانيا وفرنسا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وجمهورية كوريا والمكسيك والاتحاد الروسى والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.