لإجابة الدعاء مفاتيح، منها مفتاح عام وهو باب الوصول، حيث يقول سبحانه: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، فالمفتاح الرئيسى «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي» أَجِب تُجب، تعرف على الله عز وجل فى الرخاء يعرفك فى الشدة، كن معه يكن معك، «وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ»، وهناك مفاتيح أخرى تتفرع عن هذا المفتاح الرئيسي، منها: كثرة السجود، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ»، وحسن الأدب مع الله عز وجل وهو ما كان فى دعاء سيدنا أيوب عليه السلام: «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»، فلم ينسب ما أصابه من ضر إلى الله تأدبًا مع الله عز وجل، وإنما قال «مَسَّنِيَ الضُّرُّ»، واقتصر فى طلبه على الثناء على الله عز وجل، ومن مفاتيح إجابة الدعاء: كثرة ذكر الله عز وجل مع التوبة والاستغفار وهو ما كان من سيدنا يونس عليه السلام: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنِينَ»، ومنها: التضرع إلى الله عز وجل والمسارعة فى الخيرات، وحسن الظن بالله تعالي، وهو ما كان من سيدنا زكريا عليه السلام، حيث يقول الحق سبحانه: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ»، ومنها: كثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، ودعوة الإنسان لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المسافر، ودعوة الصائم، ودعوة الوالد لولده.