أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِن النَّاسِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»، ومن إكرام الله عز وجل لأهل القرآن أن جعله شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعَبد يوم القيامة، يقول الصيام: أى رَبِّ، مَنَعته الطعامَ والشهوات بالنهار فشفِّعْنى فيه، ويقول القرآن: منعته النومَ بالليل فشَفِّعْنى فيه»، قاَل: «فيُشَفَّعانِ»، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا ضَوؤُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِى بُيُوتِ الدُّنْيَا وَكَانَتْ فِيهِ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِى عَمِلَ بِهِ»، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يضرب أعظم المثل مع أهل القرآن، فقد قال يوما لسيدنا أُبيّ بن كعب: «أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ»، فَقُلْتُ: أَسَمَّانِى لَكَ رَبِّى أَوْ رَبُّكَ ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، فَتَلَا: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ»، وفى رواية: «قال أُبيّ يا رَسُولَ اللَّهِ، وَذُكِرْتُ هُنَاكَ؟، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ بِاسْمِكَ ونَسَبِكَ فِى الْمَلَأِ الْأَعْلَي» قَالَ: «فَاقْرَأْ إِذًا يَا رَسُولَ اللَّهِ»، على أن القرآن الكريم إما أن يكون حجة لنا أو حجة علينا، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ»، فالقرآن حجة لمن أعطاه حقه تلاوة وتدبرًا وعملاً بأوامره ونواهيه والتزامًا بأخلاقه، وحجة على من ضَيْعَهُ هجرًا له أو هجرًا لأخلاقه وأوامره ونواهيه، إذ يحتم علينا الوفاء بواجبنا تجاه هذا الكتاب إعطاءه حقه تعلمًا وتعليمًا وفهمًا، وتأملاً وتدبرًا وعملاً.