تحدث القرآن الكريم عن النبي– صلى الله عليه وسلم– حديثاً كاشفاً عن مكانته وأخلاقه وكثير من جوانب حياته، فهو نبى الرحمة، حيث يقول الحق سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، ويقول سبحانه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، ويقول– عز وجل-: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ»، ولقد زكى ربه لسانه، فقال سبحانه: «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي»، وزكى فؤاده، فقال: «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَي»، وزكى مُعَلِمَهُ، فقال: «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَي»، وزَكَّى خُلُقَهُ، فقال: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وشرح صدره، فقال: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»، ورفع ذِكْرَهُ، فقال: «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ»، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال سبحانه: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً* لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ»، وإذا كان موسى عليه السلام قد طلب من ربه أن يشرح له صدره، حيث قَال داعياً ربه– عز وجل-: «رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِي» فإن الله– عز وجل– قد منَّ على نبينا محمد– صلى الله عليه وسلم– فشرح له صدره منّة مِنْهُ وفضلاً، فقال سبحانه: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ «، وإذا كان موسى عليه السلام قد توجه إلى رب العزة– عز وجل– بقوله: «وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَي»، فإن الله– عز وجل– قد أكرم نبينا– صلى الله عليه وسلم– بقوله تعالي: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي».