إننا فى يوم عظيم من أيام الله، وهى أيام العزة والنصر، وإذا كانت الحياة كلها قائمة على الامتحان والابتلاء وسنة التدافع، فإن الإيمان ليس بالكلام، بل ما وقَرَ فى القلب وصَدَّقَه العمل، ويبدأ الإعداد الإيمانى بحمل النفس على الطاعة وكَفِهَا عن المعصية، حتى تتأهل لنصر الله، وحين يُقْدِمُ المؤمن على الشهادة فإنه يدرك أن الموت مجرد انتقال من الحياة الدنيا الفانية إلى الباقية، فيندفع إلى مجابهة العدو دفاعا عن المال والأرض والعرض والوطن والنفس، راجيا الباقية دون الفانية، ويسبق ذلك الإيمان الإعداد والتخطيط والتسليح والأخذ بالأسباب، انطلاقًا من قوله تعالي: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة» وتعبير « مِنْ قُوَّة « يشمل القوة العلمية والاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية، مع اليقين أن الإيمان بالله لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب، وبهذين العاملين: قوة الإيمان، وقوة الأخذ بالأسباب، تسلحت قواتنا المسلحة الباسلة فى العاشر من رمضان، فكان فضل الله عز وجل وتأييده لقواتنا المسلحة الباسلة، والتى عبرت السدود التى قيل أنها لا تُعبر، ولا يزال المصريون وفى القلب منهم رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية يواصلون مواجهة التحديات المعاصرة التى لا تنتهى وإنما تتنوع حسب اختلاف الظروف والأوقات، ومع مرور الوقت يثبت رجالنا فى الجيش والشرطة أنهم خير أجناد الله فى الأرض، وأن عقيدتهم راسخة رسوخ الجبال «يد تحمى وتحرس وأخرى تبنى وتُعمِر».