القرآن الكريم كلام رب العالمين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الكتاب العزيز، «لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»، وهـو أحسن الكلام وأجمله، وأصـدق الحديث وأبلغه، وأحسن القصـص وأعـذبه، وهو عِزُّ هذه الأمة وشرفها،» لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ»، ويقول سبحانه وتعالى :«وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ»، وهذه الأمانة وتلك المسئولية تحتم علينا خدمة كتاب الله عزّ وجلّ، والعناية به وبأهله، حفظًا، وتجويدًا، وتلاوة، وترتيلا، وفهمًا، وتطبيقًا، سواء فى جانب المداومة على التلاوة والتحذير من هجره أو نسيانه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالي: «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا»، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَوَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فى عُقُلِهَا»، أم فى جانب المداومة على الحفظ والتذكر والحث عليه، يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ «، ويقول صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِى الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا «، والهجر لا يقف عند حدود هجر التلاوة أو نسيان الحفظ، إنما الهجر الأكبر أن نحفظ القرآن ولا نعمل به، أو أن يكون حفظنا فى جانب وسلوكنا فى جانب آخر.