دائما ما تمثل كلمات الرئيس السيسى فى المناسبات المختلفة إضاءات على طريق الواقع والمستقبل، ودائما ما تقدم لنا تحليلا صادقا وافيا لمجريات الواقع، وتمثل خارطة طريق واضحة للخروج من الأزمات ومواجهة التحديات.
وقد كانت كلمة الرئيس فى احتفالات عيد الشرطة المصرية الأخيرة على وجازتها أصدق مثال على شمول رؤية الرئيس السيسى للقضايا وعلاجها، فقد تناول الرئيس بالشرح والتحليل أسباب الأزمة الاقتصادية التى تأثرت بها مصر فى ضوء الأحداث الجارية منذ اندلاع أحداث يناير 2011م وما تلاها من آثار سلبية اقتصادية وأمنية ومواجهات دامية فى محاربة الإرهاب أنفقت فيها الدولة المصرية من مواردها واقتصادها أكثر من 120 مليار دولار، هذا مع ما مثله تراجع الإنتاج المحلى من تأثير سلبى على اقتصادنا، وفى الوقت ذاته ضرورة شراء كثير من السلع والخدمات الأساسية بالدلاور، وتوفيرها للشعب بالعملة المحلية.
وقد شرح الرئيس السيسى حل المشكلة أن تكون مواردنا وصادراتنا من الدولار مساوية لاستيرادنا واحتياجاتنا، وحتى الوصول إلى هذه المرحلة لابد من بذل الجهد والعمل الدءوب والإنتاج المستمر.
كما تعرض الرئيس السيسى إلى بعض التحليلات والاقتراحات والرؤى التى يطرحها بعض المحللين مثل الانكماش الاقتصادى أو إيقاف المشروعات القومية الكبري، مؤكدا أن ذلك لا يمثل حلا واقعيا بل ربما يزيد من تفاقم الأزمة بسبب إيقاف دخل أكثر من ستة ملايين عامل يعملون فى هذه المشروعات برواتب مجزية، هذا فضلا عن أن هذه المشروعات تحمل أملا كبيرا للمصريين فى مستقبل واعد، وتحول دون وقوعنا فى هذه الأزمات مرة أخري.
ولا شك أن طرح الرئيس لما تمر به مصر من أزمة يشعر ويتأثر بها جميع أطياف المجتمع طرح يتسم بالواقعية والمصارحة والمصداقية والمشاركة إذ أن الفلسفة والرؤية التى يقدمها الرئيس قائمة على قاعدة المسئولية المشتركة بين الشعب وبين الدولة وعلى حد تعبير الرئيس «مفيش إحنا وأنتم» يريد الرئيس أن الشعب والدولة فى مركب واحد وأن المسئولية مشتركة، وهذا الطرح فى حد ذاته يحمل رفضا قاطعا للطرح الذى دأبت على ترويجه جماعات الإسلام السياسى خاصة جماعة الإخوان الإرهابية وبعض جماعات الضغط السياسى الذى يحلل المشكلة دائما فى ضوء المسئولية الفردية للدولة والحكومة، ويرفع أى مسئولية عن الشعب أو بالأحرى عن السلوك الفردى لبعض فئات الشعب، ولا شك أن الأخذ بنظرية المسئولية المشتركة بين الدولة والشعب أحد أهم العوامل للخروج من الأزمة.
ولقد أشاد الرئيس بثبات وصبر الشعب المصرى وعبر الرئيس عن إعجابه بوعى الشعب وإدراكه لما يدور من حولنا من أحداث وأزمات وحروب، وأن بعض المغرضين يحاول أن يستغل الأوضاع الحالية ليدفع الجماهير إلى تكرار ما حدث فى 2011 لكن وعى الشعب وإدراكه لما يدور فى مصر ومن حولها وحرصه على الأمن والاستقرار والاعتبار بما يحدث من حولنا يحول دون ذلك، ولا شك أننا جميعا نرى رغم الأزمة أنه مع الصبر والترشيد فإن الأمور تسير بخير وأن أساسيات الحياة متوفرة، إننا نجدد الثقة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى وقيادات الدولة المصرية، ونوقن فى أن الذى يواجه مصر ليس مشكلة جزئية إنما هى مشكلة كلية لها أبعاد كبيرة تتعلق بالوضع الدولى وبمحاولة دفع مصر إلى مواجهات وصراعات تستنزف اقتصادها ومواردها وتدمر مستقبلها، ونثق فى أن الله تعالى الذى أعاننا على تخطى الكثير من الأزمات وعلى مواجهة الكثير من التحديات سوف يعطينا القدرة ويمنحنا التوفيق فى الخروج من هذه الأزمة.
وأن قيادات الدولة المصرية تعمل بإخلاص ودون توقف على تقديم الحلول العملية القابلة للتطبيق من أجل الخروج من الأزمة، وإننا نثق فى أداء الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى تجاه أزمة العدوان على غزة وندرك تماما أن الدولة المصرية لم تقصر ولن تقصر ولم تدخر وسعا فى ضوء الإمكانات والقدرات المتاحة فى مد يد العون والمساعدة لإخواننا فى غزة وتعمل جاهدة على إغاثتهم وعلى تخفيف المعاناة ورفع آثار العدوان عن أهلنا فى غزة، ولا شك أن المغرضين من مروجى الفكر الإرهابى المتطرف يعملون ليل نهار على زعزعة الثقة بين الشعب وبين الدولة محاولين من خلال ترويج الكذب وترديد البهتان المنافى للحقيقة والواقع أن تظهر مصر ورئيسها فى صورة المسئول المقصر عما يحدث فى غزة هذا مع أن الواقع اليومى أن آلاف الأطنان ومئات الشاحنات المحملة بالمساعدات لإغاثة إخواننا فى غزة تتدفق يوميا من معبر رفح المصري.
وأن الضغوط المصرية متواصلة على الجانب الإسرائيلى من أجل إيصال المساعدات إلى أهلنا فى غزة، إننا ندعو شعب مصر العظيم إلى التأمل فى كلمة الرئيس والوقوف عند مقاصدها ومراميها، وليعلم شعب مصر أن الرئيس منذ توليه المسئولية قد اختار وفضل طريق الإخلاص والصدق ومنهج المصارحة على طريق الكلام المعسول وبذل المسكنات المؤقتة حتى لو كان هذا مؤلما من أجل أن نتشارك جميعا فى مواجهة الأزمة مواجهة علمية صحيحة وأن نقتلع الأسباب من جذورها، وأن نحسن من سلوكنا الإنفاقى وطريقتنا الاستهلاكية، وإننا لقادرون بإذن الله تعالى وبفضل تلك الروح الجماعية أن نواجه كافة الأزمات والتحديات، وإننا لننتهز هذه الفرصة لكى نقدم التهنئة إلى رجال الشرطة المصرية الباسلة الذين كانوا وما زالوا حماة الوطن وحفظة أمنه الداخلى بذلوا من أجل حفظ أمن الشعب المصرى وأمنه الدماء والأرواح وقدموا الشهداء الأبرار من أجل سلامة الوطن، وإننا ندعو شعب مصر إلى الوقوف صفا واحدا مع دولته رئيسا وجيشا وشرطة كلنا يد واحدة من أجل الوطن «إن الله يحب الذى يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص» ويد الله مع الجماعة.