ليس من طبع الحياة تمام الحظوظ فلا كمال مطلق ولا نقص مطلق.. التغير سمة حياتنا.. غير أن ثابتاً لا يتغير أبداً هو حب الوطن والحفاظ على استقراره.. وهنا أهز رأسى وتدمع عينى عند مشاهدة قتل الأطفال والنساء فى غزة أو رؤية مشاهد مؤسفة يئن لها القلب لأهالينا فى السودان وهم يجوبون الصحراء بوهن وحسرة لتركهم أمانهم ودفء أماكنهم وقطعهم مسافات شاسعة بحثاً عن مكان هربا من الحرب الدائرة بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
والسؤال كيف يستبيح الأخ قتل أخيه! كيف تسمح تلك العقول للغو ووحشية مصالح شخصية بأهداف مبهمة بالقتال الذى يؤدى إلى تدمير ذات الوطن.. وكيف تجرؤ تلك العقول على فتح أبواب الصراع الدموى دون تدبر ولا وعى ولا ادراك لما أصاب أوطان أشقاء كانوا فى مأمن أصبحوا فى ملجأ.
لا يستطعمون طعم أمان واستقرار الأوطان بعد حروب طالت أراضيهم الطيبة؟
نقبض ألماً لسوريا وليبيا واليمن وحتى لبنان.
وإذا بالسودان يتم استدراجه عنوة لحرب المنتصر فيها خسران، ألا يتعظ أهالينا فى السودان من نتاج الصراع والحروب والانقسام! أين عقل أحبائنا فى السودان الحبيب!
أين رابطة الدم وحلاوة الصبر فى مناقشة أعتى المشكلات بين الأهل..
هذا الاندفاع فى الصراع السودانى عار على المسئولين فى السودان.
إن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع دخلت السنة الثانية ولا حياة لمن تنادى لا يكترث بمآسيها قريب ولا غريب.
لقد أشارت أنظمة المياه والبيئة وتغير المناخ فى احتمال حدوث انعكاسات بيئية وصحية خطيرة لموسم الخريف وان الأمطار والرياح المصاحبين لما تؤدى إلى حرق مخلفات النفايات وبقايا الجثامين المدفونة فى الأحياء والطرقات العامة مما ينتج عنه تفشى العديد من الأمراض الخطيرة مثل الكوليرا والبلهارسيا انتبهوا أشقائى السودانيين.. نحن العرب مصيرنا واحد.. معاً نستطيع المساعدة والسعى لوقف هذه الحرب الكارثية..حياتنا فى وطننا.
الأكثر سواداً
من خلال القراءة اليومية لصفحات الحوادث نلاحظ تزايد جرائم القتل الفجائية.. ومهما تقدمت أسباب الجريمة فإن المجتمع يشعر بارتياح بعد صدور حكم القضاء باعدام القتلة.. كذلك نلاحظ أنه برغم نجاح الأجهزة الأمنية فى القبض على تجار المخدرات ومصادرة كميات كبيرة من المخدرات فإن هؤلاء التجار يتفوقون على الأرانب فى التوالد المستمر ويظهر مجرمون آخرون، وفى الوقت الذى يتم القبض على الوكلاء المعتمدين فى توظيف الأموال.. إلا أنه مازال البعض وهم المجنى عليهم يذهبون بمحض ارادتهم إلى الجانى طمعاً فى الفوائد الوهمية الكبيرة لكى يضيع كل شئ مع هروب اللصوص كذلك تزايدت القضايا التى تتعلق بغسل الأموال لكل الذين يقومون بأعمال الكسب غير المشروع مثل تجميع العملات الأجنبية وتعدد أنشطة عصابات تسعى إلى تكوين الثروات بطرق غير مشروعة ولابعاد الشهبات عنهم يتم اللجوء إلى غسل الأموال عن طريق شراء عقارات وأراض وسيارات ولكن هذه الأموال صارت أكثر سواداً.
مقياس الحياة
لا تقيس عمرك بأيام عشتها.. ولكن المقياس الحقيقى للحياة كيف استمتعت بعمل أحببته.. وكيف حاولت أن تجيد.. وكيف شاركت الناس حولك الأحزان والأفراح.
وماذا بقى من مشاعر الآخرين.. ومن عذبوك ومن شاركوك رحلة الحياة بكل الوفاء ومن أنكر جميلك وتحول إلى عدو لك يحاربك فى كل مكان.
هناك أبواب كثيرة تصبح أكثر إنسانية وتشعر أن السنين سرقتك وأنه يجب أن تعيش الحياة بحلوها ومرها.. وترضى عنها.. وتعيش اليوم كأنك تعيش أبداً أو تموت غدا.