لا شك أن وزارة التربية والتعليم تهدف إلى تحسين منظومة التربية التعليم وتطويرها من خلال التغيير المستمر، ولا شك أن المجتمع إذا شعر بحسن القرار وتوقيته سيكون داعما له، والجميع يعلم أن الاقتراب من منطقة «شهادة الثانوية العامة» دائما مثير للجدل بسبب رحلة التجارب والتغيير والتبديل عبر قرنين من الزمان، بداية من عام 1825 ووصولا إلى التغيير الأخير الذى تم تطبيقه منذ شهور قليلة فى عهد وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، ثم مقترح نظام شهادة البكالوريا ليكون بديلا للثانوية العامة بشكلها الحالى والذى تم طرحه منذ أيام قليلة ويشهد حاليا جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض وهذا أمر طبيعى جداً.
يعلم الجميع أن مقترح شهادة البكالوريا الجديدة، ما زال قيد التنفيذ وتم طرحه للحوار المجتمعى ويمكن قبوله أو تعديله أو رفضه نهائيا.
رحلة التعليم الثانوي، بدأت بـ «الشهادة العمومية» عام 1887 وشهدت أول امتحان موحد للثانوية العامة، ومرورًا بـ «الكفاءة والبكالوريا»، ثم «التوجيهية» عام 1935، والتعديلات التى تمت أعوام 1977، 1981، 1988، 1991، 1994، 1996، 2012، 2018، عاصرت منها 5 تغييرات كطالب وصحفى فى مجال التعليم، فى عهد الوزراء أحمد فتحى سرور وحسين كامل بهاء الدين و محمود أبوالنصر وطارق شوقي.
أثناء مناقشة مقترح شهادة البكالوريا الجديدة مع وزير التربية والتعليم الأربعاء الماضى فى إطار سلسلة الحوار المجتمعى حولها، أكد الوزير ترحيبه بجميع الاقتراحات ودراستها، اتفقت معه على رؤية التطوير وهدفه النبيل، وقدمت بعض الملاحظات لتطوير النظام المقترح وهي:
1- يجب أن يكون هناك حدود فاصلة بين مسارى الفنون والآداب والأعمال فكلاهما يؤدى إلى الالتحاق بالكليات النظرية وكان من الأفضل دمجها.
2- فى حالة تطبيق «مسار الأعمال» يلغى التعليم الثانوى التجارى والاستفادة من المدارس فى مرحلة الثانوية العامة لدعم تقليل الكثافات.
3- مسار الهندسة وعلوم الحاسب اختيار مادة من الكيمياء أو برمجة، يقلل من أهمية التركيز على المستقبل وكان من الأفضل تخصيص مسار لها، لزيادة عدد الطلاب الدارسين لعلوم المستقبل، علما بأن عدد طلاب الصف الثالث الثانوى العام الماضى هو، شعبة علمى علوم 58.3٪، الأدبى 27.9٪، وبالنظر إلى علمى رياضة والتى بلغت 13.8٪، فإنها لا تتناسب مع متطلبات النهضة التنموية التى تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى وعلوم المستقبل بشكل أساسي.
4- تقسيم الثانوية العامة إلى عامين دراسيين «الصف الثانى – الصف الثالث» يخفف العبء الدراسى عن كاهل الطلاب، ومطلوب وجود ضمانات للقضاء على الدروس الخصوصية.
5- الإبقاء على «الثانوية العامة» بدلا من «البكالوريا» لأنها «شهادة فرنسية» ويجب علينا الحفاظ على «البراند المصري».
6- إضافة مادة لـ «السوشيال ميديا» فى مرحلة الثانوية لحث طلابنا على استخدامها بشكل إيجابى والاستفادة منها
7- تدريس اللغة الأجنبية الثانية كمادة أساسية من الصف الأول الثانوي، علما بأن المدارس الخاصة تمثل 17٪ من إجمالى الفصول المدرسية وذلك يدل على أن 17٪ هم فقط الذين درسوا اللغة الأجنبية الثانية قبل مرحلة الثانوي
8- سيكون هناك تأثير سلبى واضح على القبول بكليات الالسن وأقسام اللغات بكليتى الآداب والتربية وبعض البرامج المميزة التى يتم تدريسها باللغة الفرنسية فى الجامعات.
9- تقديم امتحانات الصف الثالث الثانوى وتأخير امتحانات الصف الثاني، حتى يكون هناك متسع من الوقت للتحسين وتنسيق القبول بالجامعات.