والخطوط الحمراء.. وترامب والمسلمين.. والكويت والرويشد
..وعلى ضفاف الخليج.. الخليج العربى الذى كانت دوله تراقب وتتابع وتنتظر نتائج التهديدات والتوترات الإسرائيلية – الإيرانية والتى يمكن أن تنعكس على أمنها ومصالحها الحيوية.. وهى الدول التى تلقت على ما يبدو تطمينات وتأكيدات أمريكية قبل الضربة الإسرائيلية لإيران بأن الضربة لن تستمر طويلاً وأنها محدودة ولن تمتد تأثيراتها إلى المنطقة.. وفى البحرين تحديداً فإننى لبيت دعوة كريمة من السيد جمال فخرو نائب رئيس مجلس الشورى البحرينى لعشاء خاص فى منزله حضره الدكتور عبدالله الحواج رئيس الجامعة الأهلية بالبحرين والدكتور فؤاد شهاب أستاذ العلوم السياسية والسيد عارف أحد كبار رجال الأعمال فى البحرين.
وفى العشاء كان الحوار والنقاش على مدار أكثر من ساعتين.. كنت أريد أن أسمع وأن أتعرف على تأثيرات ما يحدث على دول الخليج العربية بينما كانوا هم أكثر إصراراً على الاستفسار عن مصر بعبارة واحدة انطلقت تقول «طمنا على مصر».. كيف الأحوال لديكم.. وماذا أنتم فاعلون فى المرحلة القادمة.
ومصر فى العقل والقلب والوجدان الخليجي.. مصر تمثل العمق الإستراتيجى الواقعى لدول مجلس التعاون العربية.. وعندما تكون مصر بخير فإن ذلك ينعكس على كل دول الخليج وأمنها واستقرارها.
وعندما قام الشعب المصرى بمؤازرة قواته المسلحة فى معركته لإعادة الدولة المصرية إلى مكانتها الصحيحة بعد أحداث يناير 2011 وما تلاها من محاولات لإسقاط الدولة فإن النجاح المصرى أوقف محاولات كانت تستهدف أن تمتد الاضطرابات والفتنة إلى دول الخليج وتصدير الفوضى إليها أيضاً.
ولأنهم هناك فى البحرين التى هى جزء من النسيج المصرى عاطفياً ووجدانياً يتابعون كل شيء عن مصر فإنهم يعبرون عن مخاوفهم وقلقهم من محاولات استهداف مصر وعرقلة مسيرتها التنموية ودورها الريادى فى المنطقة.
وقلت لهم ما أقوله دائماً إننا قد واجهنا على مدار التاريخ ظروفاً كثيرة مشابهة وتربصاً بمصر وبشعبها ووجودها أيضاً ولكننا خرجنا من كل هذه الأزمات أكثر صلابة وقوة لأننا ندرك ونستوعب أبعاد ما يراد بهذا الوطن الذى يمثل حائط الصد لمحاولات إنهاء الوجود والتضامن العربي.. ولأننا كنا دائماً فى كل هذه الأزمات صفاً واحداً قادراً على التحمل والمساندة والصبر.. قلت لهم «كونوا مطمئنين على مصر.. نحن بخير».
>>>
ونتابع ما يحدث فى أعقاب الضربة الإسرائيلية ضد الأهداف العسكرية الإيرانية والتى وصفها أحد كبار السياسيين العرب بأن إسرائيل احترمت الخطوط الحمراء فى ضرباتها ضد إيران وأن هذه قد تكون بداية النهاية فى المواجهة بينهما..!!
والكلام بمعنى آخر يقول إن كل شيء كان معداً ومتفقاً عليه سلفاً وأن المواجهة المزعومة قد انتهت.. وهو ما يعنى أيضاً أن كل طرف قد اكتفى بما حصل عليه وحققه من أهداف.. فإسرائيل دمرت حماس وحزب الله.. وإيران سارعت إلى محاولة التأكيد على أنها لم تتخلى عن حماس أو حزب الله وأطلقت عدة صواريخ بدائية على إسرائيل.. وأبرأت ذمتها.. وإسرائيل ردت التحية بأحسن منها.. وأغارت على عدة أهداف عسكرية خالية.. ودمرتها.. وكله احترم الخطوط الحمراء بالضرب من بعيد لبعيد.. وبدون إصابات مؤثرة..!!
>>>
أما دونالد ترامب المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية والذى لا يتوقف عن تبادل الاتصالات الهاتفية مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى فقد حصل – كما تقول حملته الانتخابية – على تأييد ودعم المسلمين فى أمريكا للتصويت له فى الانتخابات الرئاسية، وأظهرت الصور التى وزعتها حملته الانتخابية عدداً من زعماء المسلمين فى ولاية ميتشيجان وهم يعلنون دعمهم له.
ولا يمكن التعويل على ما تقوله حملة ترامب الانتخابية عن دعم المسلمين لترامب، فالواقع أن هناك خلافات جوهرية فى الرؤى والسياسات خاصة مع الموقف السلبى الذى يتخذه ترامب ضد المهاجرين وتحريضه للرأى العام الأمريكى ضدهم.. كما أن هناك اختلافات أخرى بسبب دعم ترامب لرئيس وزراء إسرائيل دعماً بلا حدود فى حملته العسكرية التى استهدفت الفلسطينيين وإبادة غزة.
وأصوات المسلمين الأمريكيين فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى الخامس من نوفمبر ستكون حاسمة وذات تأثير بالغ خاصة مع تساوى فرص المرشحين للرئاسة وكل صوت سيكون له قيمة وتأثير..!!
>>>
ونعود للشأن الداخلي.. وسؤال يتردد كثيراً عن السوق العقارية.. هل سترتفع أسعار العقارات أم تشهد انخفاضاً!! والخبراء يقولون إن التضخم وأسعار الفائدة يدفعان لموجة جديدة من ارتفاع أسعار العقارات، وإعادة تسعير لبعض الوحدات التى سبق التعاقد عليها من قبل.
والواقع والتجارب يقولان شيئاً آخر.. لم ترتفع الأسعار لأى سلعة وتهبط بعد ذلك أبداً.. وأسعار العقارات لن تشهد انخفاضاً.. قد تشهد حركة البيع والشراء جموداً ولكن الأسعار لن تشهد تراجعاً!!
>>>
وأكتب لأوجه التحية إلى الكويت الشقيقة التى قدمت درساً فى تقدير الفن والفنانين والتى عكست احتراماً لقيمة الفنان ومكانته.. والاستقبال التاريخى لسفير الأغنية الكويتية عبدالله الرويشد بعد عودته من رحلة علاجية طويلة كان مؤثراً «وحشت الكويت كلها».. والرويشد وحشنا أيضاً.. الرويشد الذى غنى للكويت فى الليلة المحمدية بعد احتلال الكويت وأدمع أعيننا جميعاً وهو يغنى «سامحنى يا الله حتشق قلبى الآن.. بيتى وبيقول بيته اللى جى يعتدي، ومسجد لله بنيته ويقول ده مسجدي»..!! الرويشد هو إحساس الكويت الصادق والمؤثر الذى كان خير سفير للمعدن الكويتى الأصيل.
>>>
>> وأخيراً:
عش مع الذى يشترى اللحظة معك.
>>>
واعتنى بنفسك.. اعتنى بقلبك.. فكل الأيام تأتى محملة بما قد لا يسر خاطرك.
>>>
وإنما يهجرك من كان وده مكذوباً، فالمحب لا يحتمل الخصام.