عرف الإنسان كائناً مجتمعياً يعيش داخل أسرة تنتمى إليه مباشرة وتعتبر قاعدة ينطلق منها للتعامل مع دوائر المجتمع الأخرى، كما ميزه الله سبحانه وتعالى بخاصية الكلام المفهوم، لغة متكاملة المفردات يستخدمها فى معاملاته وحياته والتعامل مع الآخرين.
وكما أكدت قواعد التاريخ، قامت الحضارة الإنسانية على الحوار المؤدى للابتكار، شواهد شامخة يفخر بها الأجداد ويتركونها أمانة للأبناء وبمرور الوقت توطدت مكانة الحوار فى الحياة وأصبح ضابطاً للسلوك الإنسانى المتوائم مع طبيعة الحياة وإعلام التقدم وتواصل الأجيال.. تجارب تتوالى جمعتها بوتقة العلم والبحث، ركزت على برمجتها وتنقيتها وتحويلها إلى خارطة طريق مرشدة للآباء والأمهات الذين زادت مشاكلهم مع تعقيدات العيش والمكان وصعوبة مكونات الإعلام.. ظهرت المؤسسات التربوية والتعليمية المتخصصة فى إعداد النشء وفقاً لمتطلبات العصر وأهداف البناء.
جاء الحل فى اعتماد الحوار عاموداً رئيسياً فى المتابعة والتقييم وتصحيح المسار.. واتفق الجميع على أهمية هذه المساحة يتبادل أفراد المجتمع كل فى اختصاصه الرأى ونقــاش الأفكــار والمقترحـــات، بـــدأت فى قاعدة الأسرة.. حيث الجلســات العائليــة وتوجيهــات «سى السيد» القابلة فقط للتنفيذ، حتى أعلى المستويات مجالس للوزراء وهيئات برلمانية ومنظمات مجتمعية وأخرى تطوعية، تساندها وسائل إعلام ثم اتصال تعددت برامجها وأساليبها، وعلى سبيل المثال نشير إلى صفحات التواصل الاجتماعى وما تتداوله من تفاصيل صغيرة ودقيقة عن حياة الناس وتأثيرها على الرأى العام.
نعود إلى مستوى الأسرة الصغيرة، من منطقة لا تغيب عن الكثيرين، وأقصد بها ذلك الإبهار الذى يتحدث به الكثير من المسافرين للخارج عن علاقة الآباء بالأبناء.. هناك حيث يحرص الآباء على تكوين صداقة طيبة مع الأبناء، يسقطون حاجز الخوف الذى عرفناه فى الشرق وعبرت عنه الدراما خير تعبير.. إنهم يتحاورون مع فلذات الأكباد فى كل التفاصيل، يشجعونهم على الإدلاء برأيهم، وعدم ازدواجية السلوك وأشياء كثيرة قد تبدو صغيرة، ولكنها مهمة لتكوين الشخصية السوية القادرة على عبور محطات الانتقال الصعبة فى الحياة، ويطمئن ساعتها الجميع.. احرصوا على تبادل الحوار بروح الصداقة والحب مع فلذات الأكباد.. أسلوب راق ودود.. يغرس بداخلهم قيم الوفاء والحب والانتماء.