تخوفات من حرب أهلية فى سوريا
دخلت سوريا مرحلة جديدة بسبب اصرار الادارة الجديدة على مطاردة من وصفتهم بفلول نظام الأسد وهو ما قد يعتبره البعض مواجهة قد تنتهى إلى حرب داخلية.
ففى الوقت الذى تؤكد فيه الادارة الجديدة أنها ليست فى عداء مع إسرائيل ولن تقوم بما يهدد أمنها، بدأت سريعاً فى خطة للتخلص من اتباع نظام الأسد.
وفى إطار حملات الملاحقة لبقايا نظام بشار الأسد السابق، التى بدأتها حكومة تصريف الأعمال منذ أيام على عدة مناطق فى سوريا، كشف أمس مصدر أمنى سورى أنه ستتم ملاحقة جميع فلول النظام البائد، الذين رفضوا إجراءات التسوية وتسليم السلاح، مؤكدا أنهم أصبحوا خارجين على القانون ويشكلون خطرا على السلم الأهلي.
وأشار المصدر الأمنى إلى أن إدارة العمليات العسكرية نصبت حواجز عسكرية على طريق قاعدة حميميم العسكرية الروسية فى طرطوس، بهدف تفتيش السيارات الداخلة والخارجة من القاعدة، بعد ورود أنباء عن فرار بعض بقايا النظام المخلوع إليها.
بالتوازى مع ذلك، بدأت أيضاً أمس الإدارة الجديدة عملية تمشيط واسعة جنوب اللاذقية، لإعادة الأمن والاستقرار بعد مواجهات مع عدد من رجال الأسد المتورطين فى أنشطة غير مشروعة، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الأمن العام ألقت القبض عليهم، كما صادرت أيضاً كميات من الأسلحة والذخائر، فى ريف اللاذقية.
وقال مصدر فى وزارة الداخلية السورية، إن الأمن العام اعتقل شخصيات كبيرة من فلول النظام السابق ومثيرى الشغب فى طرطوس وحمص وحماة وحلب ودمشق.
من جهة أخري، اتهم، أمس، جهاز الاستخبارات الخارجية الروسى فى بيان، أجهزة بريطانية وأميركية بأنها تُعِد لهجوم إرهابى – على حد وصفها – ضد القواعد العسكرية الروسية فى سوريا لإخراجها من البلاد.
وكشف البيان أن «الهجمات ضد المنشآت العسكرية فى سوريا، من المفترض أن ينفذها مسلحو تنظيم داعش، الذين تلقوا بالفعل مسيّرات هجومية».
وكان الكرملين قد أعلن منتصف الشهر الجارى أن مصير القواعد العسكرية الروسية فى سوريا لا يزال قيد النقاش، وأن الاتصالات مع المسؤولين السوريين لا تزال مستمرة، فيما ذكرت مصادر عسكرية سورية، أن موسكو سحبت بعض قواتها من خطوط المواجهة فى شمال سوريا ومن مواقع أخرى فى البلاد، كما نقلت بعض المعدات الثقيلة وعددا من الضباط السوريين الكبار إلى قاعدة حميميم الجوية فى اللاذقية وطرطوس البحرية.
وتعد القواعد الروسية فى سوريا جزءاً من الإستراتيجية العسكرية العالمية لموسكو، فقاعدة طرطوس تعد المنشأة الوحيدة لروسيا على البحر المتوسط التى تقدم الدعم اللوجيستى والإصلاح، فى حين تعد حميميم مركزا للعمليات الجوية.
من جهة أخري، قالت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أمس، إن ما حدث فى سوريا ناتج عن خطة أمريكية إسرائيلية مشتركة، مضيفة أن حلف أمريكا يحاول استخدام جميع القدرات الدولية والإقليمية للتغلب على إيران.