الشرفاء قابضون على جمر الوطن.. اختاروا أن يكونوا إلى جواره فى خندقه لا تغريهم منافع ومكاسب فانية زائلة مهما عظمت.. الإساءة للوطن عندهم خيانة ليس فى أوقات المحن والشدائد فحسب ولكن فى كل الأوقات فى السراء والضراء بل الحياد فى الوطن بالنسبة لهم خيانة لا يمسكون العصا من المنتصف.. بل يجاهرون ويرفعون الصوت وراية العمل والكفاح والنضال من أجله.. أموال الدنيا لا تساوى عندهم شيئاً.. مثل المقاتل الجسور الشريف الذى يمسك بسلاحه مستعداً للموت من أجله.. لا يفكر ولا يتردد ولا تشغله دنيا أو مال أو أبناء.. ولدينا منهم القدوة والمثل الذين افتدوا وطنهم وأصبحوا من الخالدين.. وقدموا أرواحهم ودماءهم من أجل أن ينعم بالكرامة والعزة والأمن والاستقرار.
هناك من أصيبوا بمرض الإساءة للوطن وسقطوا فى بئر الخيانة.. النوع الأول من أشرار النفوس الذين تجرى العمالة فى دمائهم.. لا يعتدون بالوطن أو الوطنية بل يعتبرونه حفنة من التراب.. وهذا النوع تقوده جماعة الإخوان الإرهابية التى تسابقت على خيانة الوطن.. تآمراً وإرهاباً وإساءات وأكاذيب وارتضت أن تكون مجرد أداة فى يد المخطط «الصهيو- أمريكي» وخيانتهم بدأت منذ 97 عاماً وتحديداً منذ 1928 عندما زرع الاستعمار الإنجليزى هذه الجماعة فى جسد الوطن وأسندوا لحسن البنا مهمة التأسيس ومنذ هذا التاريخ بدأت عواصف الفتن والخيانة ومحاولات تقسيم الوطن ونزع هويته والمتاجرة بالدين واتخاذه ستاراً تختبيء خلفه المؤامرات والإرهاب والعمالة لقوى الشر.. وتجلت خيانة الإخوان منذ اندلاع ثورات الخراب العربى وطبقوا مقولة «كلما دخل الإخوان بلداً خربوها وقسموها وأسقطوها وحاولوا تقسيم شعبها وأهلها إلى فرقٍ وشيعاً» ولم يكن تعلم الشعوب المغيبة أن الإخوان هم الوجه الآخر للصهيونية وأداة تخدم مخططاتها.. لذلك قاد الإخوان المجرمون ظاهرة الميليشيات والجماعات الإرهابية التى تتحرك وفقاً لتعليمات أجهزة المخابرات المعادية.. من خلال كتائب المرتزقة تحت رايات مزيفة تزعم الإسلام واتضح فى السنوات الأخيرة لشعوب الدول العربية تحديداً أن الإخوان بالفعل هم رمز الخيانة وكما شهدت مصر بدايتهم.. أيضاً كانت سبباً فى نهايتهم على يد الشعب المصرى العظيم فى ثورة 30 يونيو 2013 بل وهى التى كشفت حقيقة جماعة الإخوان أمام الشعوب العربية والإسلامية بعد أن تسببت فى إسقاط بعض دول المنطقة وتبقى مصر هى الوحيدة التى نجت من مؤامرة الربيع العربى التى قادتها جماعة الإخوان.
هناك فريق آخر ترقى سلوكياته وإساءاته وسقطاته وتشويهه للوطن ورموزه فى ظنى إلى حد الخيانة.. وللأسف الشديد نحسبهم من النخب ورغم أن قلة قليلة لا تذكر ولكن هناك أمرين يشكلان خطورة فى إساءات هؤلاء أن الناس البسطاء ربما تنخدع فى أحاديثهم لكن يقيناً لا يصدقونهم ولكن الشيء الذى أتوقف عنده أن هؤلاء المواطنين البسطاء تفوقوا على هذه النخب المزعومة علماً ووعياً ودعماً ومساندة لوطنهم.. لم يزايدوا ولم يسيئوا إليه مهما بلغت التحديات والمعاناة والأزمات.. لكنهم قابضون على جمر الشرف والوطن.. لا يقبلون أن تخرج منهم شق كلمة بشيء أو تجرح الوطن.
العجيب أن القلة القليلة من هذه النخب التى أدمنت المتاجرات ولهثت حول المكاسب والمغانم والأموال والظهور وادعاء البطولة رغم أنها ليست فى حاجة إلى المال والمكاسب والمغانم لأنهم يعانون تخمة لكنها النفوس الضعيفة الضائعة التى استسلمت لشهوات رخيصة وفانية وأساءت للوطن ورموزه زوراً وبهتاناً لصالح مكاسب وأموال لن تشفع لهم ولن تساوى ولن تصلح ما أفسدته إساءة لوطن عظيم يواجه طوفان من التحديات والتهديدات والمخططات والأزمات.. وبدلاً من أن يقفوا إلى جواره ويثبتون فى خندقه.. لكن لعابهم سال سريعاً على المال بألوانه المختلفة لمغازلة من يدعمون بسخاء مقابل كلمات رخيصة فى حقة وطن عظيم.
تعلمنا أن مواقف ومعادن الرجال تظهر فى أوقات الشدائد.. لكننى أتحدث عن الرجال وليس الأقزام وتجار وسماسرة الأزمات ممن كنا نحسبهم من النخب والمثقفين.. تارة يسيئون إلى رموز هذا الوطن زوراً ونهشاً بلا مبرر أو داع منهم من كان أو عمل فى دهاليز الدولة الوطنية قلنا ساعتها «سقطة عابرة» أبدى عليها الأسف والندم ولم نأخذ باعتبارنا أنها آفة تجرى فى الدماء منذ الصغر.. ونعرف أيضاً أننا نحترم ونتمتع بالأصل ونقبض على جمر الوفاء عن عملنا معهم من هؤلاء الرموز أو نواجههم فى ذروة قوتهم تلك هى شيم الفرسان.. لكن أن نكيل لهم الإساءات والتشويه بعد رحيلهم أو استبعادهم عن مناصبهم ليس هذا من الشرف والأصل بل يعكس معادن رديئة رخيصة أصابها الصدأ وألقيت فى أكوام الخردة الفالصو.. فلم يثبتوا أنهم رجال رغم أن منهم قلة قليلة لا تذكر من رموز المال أو من نحسبهم من رموز الفكر والاستنارة.. لكنها بضاعة فاسدة لطالما تعارضت مع الوفاء للوطن.
هؤلاء الذين يسيئون ويشوهون بشكل بائس وطناً عظيماً لا يعانون من مشاكل وأزمات مالية وأخذوا نصبيهم من المال والمناصب ما يشبع شهوة الشيطان.. لكنها الأمراض النفسية والسعار والجشع.. أن تجلس أمام الميكرفون أو تمسك بالقلم أو تتبارى على مواقع التواصل أو تتحاور مع وسائل إعلام دولية لارتداء ثوب البطولة الزائفة وتنساق وراء أكاذيب وشائعات ومحاولات تشويه وتشكيك فى حق الوطن وهى مخططة وممنهجة فأنت فى خانة العار وهناك من يرتدون رداء السلام والمصالحة يكيلون الاشادات والفضائل لقوى الشرف وينتقصون من قدر وطنهم هؤلاء أيضاً يعانون من مرض خطير أن «عينهم مكسورة».. «أطعم الفم تستحى العين» ربما فى هيئة مرتبات أو تحويلات أو مزايا أو عقود.. لا يستطيعون مجرد مناصرة وطنهم على حساب من يدفعون وهذا هو المال الحرام.. طالما أنه يتعارض مع شرف الوطن والوفاء له.. فأنا أرى وطنى دائماً هو أعظم الأوطان لا يمكن ان أجامل على حسابه أو انتقص من قدره أو أخفى فضائله ومواقفه فهو أعز ما أملك فى هذه الحياة وبدونه لا معنى للحياة.
ارتداء ثوب البطولة على حساب الوطن أو أن تلبس الغزالة ملابس الأسد وتدعى الفروسية.. فهذا سقوط أخلاقى وتدن وقلة احترام وأدب وهؤلاء حفروا قبور تاريخهم فى وعى المصريين.. لم يعودوا يحترمونهم أو حتى يهتموا بهم ولا يرون رؤيتهم.. فالشعب العظيم فى حالة اصطفاف تاريخية خلف وطنه وقيادته.. يتحمل معاناة الحصار والأزمات المصنوعة.. لكنه لا يفرط فى وطنه ولا يسمح لنفسه بكلمة مسيئة أو تشويه حتى ولو بدون قصد.. فما بالنا بمن نحسبهم نخباً.. لذلك أرى أن هناك حملة ممنهجة للأسف يشارك فيها عدد لا يساوى عدد أصابع اليد الواحدة لتشويه مصر ورموزها وتاريخها والانتقاص من قدرها وهى أكبر من هذه الأباطيل والخزعبلات والمحاولات الفاشلة البائسة وهى عظيمة وتقود المنطقة منذ فجر التاريخ بحكم الجغرافيا والحضارة والدور والتاريخ والمكانة والقوة والقدرة.. لن تنال منها حملات أقل ما توصف به أنها رخيصة مكشوفة ومعروف أهدافها ولن تنجح كما فشلت حملات الإخوان المــجــرمــين ومــصيرها معروف.. فـ«مصر- السيسى» التى تتعامل بشرف وندية وشموخ.. تتمسك بمواقفها ومبادئها.. لن تلتفت لمثل هذه الإساءات والأكاذيب تخرج من مرضى وضعاف النفوس والذين أصابتهم لعنة وغواية المال وعينهم «مكسورة» والمصريون يعرفون جيداً وعلى يقين «من هو الكذاب الأشر» ومن هو الشريف ومَنْ هو المأجور والمسعور.