أعلنت مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية إطلاق مبادرتها الرائدة “من البردي الأخضر إلى الفن الخالد”، بالتعاون مع منظمة اليونسكو وبدعم من البنك التجاري الدولي CIB. يهدف هذا المشروع الفريد إلى إنقاذ نبات البردي المهدد بالاندثار من خلال دمجه في الاقتصاد الإبداعي وإبراز أهميته ككنز فني وبيئي.
تنطلق المبادرة رسميًا يوم الاثنين المقبل، في مكتبة القاهرة الكبرى. وتسعى إلى إحياء تراث البردي الخالد، أول وعاء للمعرفة في تاريخ البشرية، والتأكيد على الدور الحيوي للفن التشكيلي المستدام كقوة ناعمة تعكس الهوية الثقافية المصرية الغنية.
سيمثل حفل الإطلاق بداية رحلة ملهمة للفنانين من خلال مسابقة فريدة يحصل الفنانون الفائزون بها على إقامة فنية، حيث سيتفاعلون بشكل مباشر مع حرفيي البردي المهرة بمنطقة القارموس، ويتعلمون التقنيات المعقدة لصناعة ورق البردي التقليدي. يهدف هذا التبادل الإبداعي إلى إنتاج أعمال فنية مبتكرة مستوحاة من البردي وتستخدمه، وتعزيز الاستدامة وفتح آفاق جديدة للفنانين الشباب والحرفيين داخل الاقتصاد الإبداعي. وفي الوقت نفسه، ستلفت المبادرة الانتباه العالمي إلى الاندثار الوشيك لزراعة البردي وللطرق الممكنة لإحياء تراث أول ورق عرفته البشرية.
وأكدت الفنانة ورئيسة المؤسسة رنده فؤاد على أهمية هذه المبادرة لأنها تُمثل مبادرة نقطة التقاء حيوية بين تراثنا العريق وإبداع فنانينا المعاصرين وهذا لإن إنقاذ البردي ليس مجرد حماية لفصيلة من النبات، وإنما هو صون لذاكرة أمة وإلهام لأجيال قادمة من المبدعين”.
وأضافت رنده فؤاد أننا نؤمن بأن الفن يمتلك القدرة على إحداث تغيير حقيقي ومستدام. من خلال دمج البردي في المشهد الفني المعاصر، وبمبادرتنا تلك لا نسلط الضوء على قيمته التاريخية والبيئية فحسب، بل نفتح أيضًا آفاقًا جديدة للابتكار والإبداع، ونساهم في بناء اقتصاد إبداعي أكثر استدامة وشمولية”.
تتوج المبادرة بمعرض فني متميز يقام في إحدى المناطق التراثية بالقاهرة، تجسيدًا للارتباط العميق لزراعة البردي وهذا المشروع بروح مصر وتاريخها. يتضمن حفل الإطلاق حلقة نقاش ثرية بمشاركة شخصيات عامة بارزة وسفراء وخبراء وممثلين عن اليونيسكو والأمم المتحدة في مصر. ويدور النقاش حول استراتيجيات الحفاظ المستدام على نبات البردي ودور الفن في إحياء هذا التراث الثقافي. يلي حلقة النقاش حفل استقبال يوفر فرصة للتواصل وتبادل الأفكار.
تحمل المبادرة قيمة مناخية واستدامة كبيرة فمن خلال تعزيز زراعة البردي واستخدامه، تساهم المبادرة بشكل مباشر في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد المستدامة، وتنمية الاقتصاد الأخضر، وزيادة الوعي البيئي.
جدير بالذكر أن المؤسسة تخدم المشهد الفني المستدام المحلي والدولي منذ سنوات ولديها تاريخ حافل حيث بدأ العديد من خريجي ورش العمل الخاصة بها مشروعات تجارية بمهاراتهم المكتسبة ومنهم من عرضوا أعمالهم على المستوى الدولي.
