جولة جديدة من المفاوضات
ثمنت حركة حماس أمس الجهود المصرية فى الفترة السابقة، وخصوصًا فى مواجهة مخططات التهجير، وأشاد وفد الحركة بمخرجات القمة العربية، وخصوصًا خطة إعادة إعمار قطاع غزة. وأوضحت أن وفدها شدد على ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق والذهاب الفورى لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، كما شدد على ضرورة فتح المعابر وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط.
وذكرت حماس أن الوفد أكد موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعى لإدارة قطاع غزة؛ لحين استكمال ترتيب البيت الفلسطينى.
وبالتزامن يواصل الوسطاء فى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، جهودهم الدبلوماسية لسد الفجوة الواسعة بين إسرائيل وحماس، فى جولة جديدة من المفاوضات بالعاصمة القطرية الدوحة تستهدف الحفاظ على التهدئة، بمشاركة مبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مما يزيد الآمال بحدوث انفراجة، حسبما نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي، عن مسئولين أمريكيين مطلعين على الأمر.
وكشف «أكسيوس» عن تفاصيل المقترح الذى قدمته الولايات المتحدة حول غزة، وينص على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، لإجراء مفاوضات على وقف دائم لإطلاق النار، كما ينص على إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء فى اليوم الأول لتمديد وقف إطلاق النار.
وستكون المحادثات الجارية فى الدوحة بحضور ويتكوف، هى الأولى منذ تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منصبه، حيث تم التفاوض على المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار فى عهد سلفه الرئيس جو بايدن.
واعتبرت حماس المقترح الأمريكى حول هدنة حتى منتصف أبريل، هو تأكيد واضح أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التى وقع عليها، وطالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذى دخل حيز التنفيذ فى 19 يناير الماضى.
وقال المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع، إن حماس ترى مؤشرات إيجابية فيما يتعلق ببدء المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار فى غزة. وأضاف فى بيان له: «جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية والمؤشرات إيجابية نحو ذلك»، بحسب وكالة «رويترز.
ودعت حركة حماس إلى البدء فورًا فى محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. وقالت الحركة فى بيانها إنَّ وفد قيادة الحركة بحث فى العاصمة المصرية القاهرة، تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى فى مراحله المختلفة.
وفى وقت سابق، قال مصدر فى رئاسة الوزراء الإسرائيلية إنَّ تل أبيب تتجه نحو تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
من جانبه، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فى بيانه، أنَّ تل أبيب ستُرسل وفدًا إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم الاثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار بعد قبول دعوة من الوسطاء، بحسب وكالة «رويترز.
وعلى صعيد متصل، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنى بالحق فى السكن اللائق بالاكريشنان راجاجوبال، إن فكرة الترحيل الجماعى للفلسطينيين من قطاع غزة «مجرد خيال، محذراً من أن حدوث ذلك سيعد «أحد أكبر انتهاكات القانون الدولى بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وتطرّق المقرر الأممى خلال حديثه الذى يأتى على هامش مشاركته فى الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف «سويسرا» التى انطلقت فى 24 فبراير وتستمر حتى 4 أبريل، لخطة تهجير الفلسطينيين منها قسرًا، إضافة إلى جهود وقف النار فى القطاع، وعملية إعادة إعماره. وأكد صعوبة تحقيق عملية إعادة إعمار فعالة بغزة، فى حال استمر الاحتلال الإسرائيلي، وبقاء خطر اندلاع مواجهة واسعة النطاق قائمًا.
وفيما يتعلق بالأوضاع الميدانية، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أنَّ طائرة مُسيَّرة إسرائيلية من طراز «كواد كابتر» أطلقت النار على منطقة الزعفران، شرق مخيم المغازى وسط قطاع غزة. بينما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية ساحل مدينة غزة بعدد من القذائف الصاروخية، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات جراء القصف.
وفى السياق ذاته أُصيب 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال على شارع صلاح الدين وسط القطاع. وأفادت الوكالة بأن طائرة مُسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، فتحت نيرانها صوب الفلسطينيين على شارع صلاح الدين، قرب مُفترق الشهداء وسط القطاع؛ ما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح.
وأُصيب 3 فلسطينيين بجروح جراء انفجار قنبلة ألقتها طائرة مُسيرة للاحتلال على تجمع لمواطنين فى حى البرازيل جنوب رفح جنوب القطاع. كما أُصيب فلسطينى برصاص الاحتلال فى بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس جنوب القطاع. كما أُصيب 7 فلسطينيين بجروح متفاوتة فى قصف من مُسيّرة للاحتلال على جرافة كانت تقوم بإزالة ركام منزل فى بلدة بيت حانون شمال القطاع.
فى وقتٍ سابقٍ، أعلنت مصادر طبية فلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 48.453 شهيدًا، منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر 2023، وأضافت المصادر ذاتها أنَّ حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111.860 منذ بدء العدوان، فى حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.