وجامعة «أبوالغيط».. وأمريكا والكويت.. و«الفلوس بتنور وش الست»..!
ولم يعد هناك متسع من الوقت لحسابات أو مراوغات سياسية أو بحثه عن السلطة واختلاف فى الرؤية.. القضية الآن تتمحور فى معركة تستهدف انهاء الوجود الفلسطينى على الأراضى الفلسطينية سواء فى قطاع غزة أو مدن الضفة الغربية.. والمتحدث باسم حركة «فتح» فى غزة منذر الحايك دعا حركة «حماس» إلى التخلى عن الحكم من أجل الحفاظ على الوجود الفلسطينى وأن على حركة حماس أن ترفق بغزة وأطفالها ونسائها ورجالها، ونحذر من أيام ثقيلة وقاسية وصعبة قادمة على سكان القطاع.. والحايك دعا حماس إلى أن تغادر المشهد وأن تدرك تمامًا ان المعركة القادمة هى إنهاء الوجود الفلسطينى.
وما يقوله حداد ندركه جميعًا وتعيه حماس جيدًا.. ولكن حماس لن تترك المشهد لأن حماس ترفض نزع السلاح فى المرحلة القادمة وتعتبر أنه حق لها وتجسيد لاستمرار المقاومة ما دام الاحتلال قائمًا..!
وأفكار حماس على هذا النحو تعنى بكل وضوح وصراحة مواصلة الانتحار الجماعى وتعنى استمرار أخطاء هجمات السابع من أكتوبر من عام 2023 التى كانت بداية لمأساة تدمير غزة.. وبداية لأفكار تصفية الوجود الفلسطينى عن طريق تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى.. وبداية كارثة إنسانية فى حرب الإبادة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.
إن ما قاله «حداد» يمثل النصيحة الأخيرة لحماس ولكل الذين يتعاطفون معها.. هذا ليس وقتًا للشعارات ولا للبطولات الوقتية، هذا وقت تفعيل صوت العقل.. هذا وقت القرار لانقاذ ما يمكن انقاذه.. والانسحاب من المشهد قد يكون حبل الانقاذ.
> > >
واكتب عن جامعة الدول العربية فى ذكرى مرور 80 عامًا على تأسيس الجامعة التى تمثل بيتًا للعرب تحتضته القاهرة.. وعندما نكتب عن الجامعة الآن نكتب عن الأمين العام حاليًا السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصرى الأسبق وأحد الرموز فى مؤسسة الدبلوماسية المصرية العريقة فالسيد أبوالغيط الدبلوماسى الذى يصعب قراءة ما يدور داخله من تجاذبات وحسابات وأفكار لهدوئه البالغ المتسم بنوع من الثبات الانفعالى الناجم عن خبرات وتجارب السنين يقود الجامعة العربية فى أوقات بالغة الحساسية ومتغيرات تستدعى مهارة فائقة فى الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من مظاهر استمرار التضامن والتعاون وبقايا حلم «العروبة».
والسيد أحمد أبوالغيط لا يملك العصا السحرية لأن تكون الجامعة العربية كيانًا مؤثرًا فى النزاعات والقضايا العربية ولا آلية لحل هذه المنازعات ووضع الحلول التى يمكن الالتزام بها.. ولكنه يحاول ويحاول.. ولولا وجوده على رأس هذه المؤسسة العربية فى هذه المرحلة الحالية لكان آخر مظهر لـ»العروبة» وللكيان العربى قد انهار أيضا ولكان الحلم العربى قد ضاع إلى الأبد.. وكل التهنئة لأبوالغيط ولجامعة الدول العربية التى تمثل آخر ما بقى لنا من أوراق التوت التى تساقطت تباعًا.
> > >
ومن أبوالغيط الذى يقود دبلوماسية قائمة على ذكريات الأيام الخوالى إلى السياسات الأمريكية الجديدة والتى لا تعترف بالذكريات ولا بالتاريخ ولا بالجغرافيا ولا بعلاقات تاريخية أو غير تاريخية ولا حتى بالمصالح المشتركة..! فالآن يتجهون إلى محاولة ابتزاز الكويت الشقيق.. الآن يرسلون الاشارات إلى الكويت بأن عليهم أن يتجاوبوا مع سيد العالم الجديد دون نقاش أو حوار.. فوزير التجارة الأمريكى هوارد لوتنيك يذكر الكويت بأن بلاده أنفقت مائة مليار دولار فى حرب تحرير الكويت و«رغم ذلك فإن الكويت تفرض رسومًا جمركية مرتفعة على المنتجات الأمريكية»..!
والوزير الأمريكى يذكر الكويت بالمليارات التى تحملتها بلاده فى حرب تحرير الكويت لم يتحدث بالطبع عن المليارات الأخرى التى حصلت عليها أمريكا من عائدات بيع الأسلحة بعد الحرب ومن الامتيازات الضخمة فى دول المنطقة مع أن كل ما أنفقته فى الحرب لم يتعد الخمسة مليارات دولار وليس مائة مليار دولار..! والوزير الأمريكى لم يكن يلمح فقط للرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية.. كان يقصد أبعادًا أخرى ويمهد الطريق لما هو قادم.. وما هو قادم لا يحمل خيرًا أبدًا..!
> > >
وهم فى أمريكا يبحثون عن مدخرات العالم كله الآن.. فى أمريكا تحولوا إلى تجار.. والسياسة أصبحت تجارة.. وكل شىء بمقابل.. وفى يوم واحد فإن الولايات المتحدة كما يقول وزير التجارة هوارد لوتنيك باعت ألف بطاقة ذهبية جديدة تمنح حق الإقامة الدائمة فى أمريكا بقيمة خمسة مليارات دولار بسعر الإقامة للفرد الواحد خمسة ملايين دولار..! وأثرياء العالم سيدفعون.. وأمريكا ستحصل منهم على مليارات المليارات.. وسيأتى رئيس أمريكى آخر ذات يوم ليرفض الاعتراف بهذاا لإجراء ويطردهم من أمريكا وسيصفق له الأمريكان..!
> > >
وتعالوا نستمع إلى صوت الحكمة والفنانة وئام مجدى وهى تقول بكل صراحة «الفلوس بتنور وش الست»..!!
وكلام وئام صحيح مليون فى المئة.. ولكنها لا تنور وش الست فقط الست والراجل والعجوز والطفل.. رائحة أوراق البنكنوت فيها سحر عجيب.. خاصة عندما تكون الأوراق خضراء.. الدولار العجيب الذى أصبح داء ودواء فى وقت واحد.. الفلوس هى اللسان لمن أراد فصاحة.. من عنده الذهب إليه الناس دائمًا قد ذهبوا.. والكبير هذه الأيام ليس كبيرًا بعلمه ولا بأخلاقه ولا بأصله ونسبه.. الكبير كبير بجيبه.. وبالأرانب التى فى حوزته.. وبنور النعمة على وجهه..!
> > >
واللهم من اعتز بك فلن يذل ومن اهتدى بك فلن يضل ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر ومن استنصر بك فلن يخذل ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم.
> > >
وأخيرًا:
> كثيرون على قيد الحياة قليلون على قيد الإنسانية.
> وقبل أن تتعلق بأحد كن مستعداً لغيابه.
> ولا تتعلق بأحد كثيرًا حتى لا يقتلك غيابه.
> وتخلص من همومك بوضعها فى جيبك المثقوب.
> والأمان ثم بقية المشاعر.