هل حانت لحظة تحقيق الحلم بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967؟ بعد إعلان ثلاث دول أوروبية جديدة الاعتراف بفلسطين دولة ذات سيادة، ذلك القرارالذى أثار قلق إسرائيل وغضبها فيما رحّبت السلطة الفلسطينية وعددٍ من الدول العربية بالقرارالذى جاء تتويجاً لصمود الشعب الفلسطينى فى غزة بعد اعتراف رؤساء حكومات دول النرويج وإسبانيا وإيرلندا بفلسطين ومطالبتهم باقى الدول الأوروبية بالاعتراف، فيما قال وزير خارجية فرنسا إن هذه الخطوة «ليست محظورة على بلاده، لكن الوقت ليس مناسباً الآن»، واعتبر رئيس الوزراء النرويجى أن بلاده ترى أنَّ السلام لا يمكن أن يتحقق فى الشرق الأوسط دون الاعتراف بفلسطين كدولة، بينما اتهم رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إسرائيل بأنها تعرّض حل الدولتين لخطر على إثر الحرب فى غزة، وأرى أنه كلما زاد عدد الدول التى تعترف بفلسطين كدولة، فإن ذلك من شأنه أن يساعد فى حصول فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، إذ تعتبر السلطة الفلسطينية مراقباً غير عضو فى الأمم المتحدة مثلها مثل الفاتيكان، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة قد وافقت على الاعتراف بحكم الأمرالواقع بدولة فلسطين ذات السيادة فى نوفمبر 2012، وذلك بتحديث وضعها من «كيان» إلى «دولة مراقب غير عضو فى المنظمة».
إن إعلان ثلاث دول أوروبية اعترافها بفلسطين المستقلة يؤكد أن كفاح الشعب الفلسطينى لم يذهب سدي، إذ أعلن رئيس الوزراء الإيرلندى سيمون هاريس، اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، معرباً عن ثقته بأن «مزيدا من الدول ستنضم إلينا فى هذه الخطوة فى الأسابيع المقبلة»، فيما قال رئيس الوزراء النرويجى يوناس غار ستوره، إن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية اعتباراً من 28 مايو الحالي، مشدداً على أنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام فى الشرق الأوسط إذا لم يكن هناك اعتراف» بالدولة الفلسطينية، كما أعلن رئيس الوزراء الإسبانى بيدروسانشيز، أمام مجلس النواب الإسبانى إن بلاده ستقر فى مجلس الوزراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما أدى لاستياء إسرائيل فيما رحبت الرئاسة الفلسطينية بالإعلانات الصادرة عن الدول الثلاث، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تسهم فى تكريس حق الشعب الفلسطينى فى تقريرمصيره على أرضه وفى أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين، ويقينى أن اعتراف ثلاث دول بدولة فلسطين سيدفع المزيد من الدول لتحذو حذوها خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك فى الوقت الذى تعيش فيه إسرائيل حالة من الصدمة والتوتر عقب طلب مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، عن اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وسيعرض طلب المدعى العام كريم خان أمام الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، ولا توجد مهلة يتعين على القضاة أن يحسموا أمرهم قبل انقضائها فى مسألة إصدار أوامر الاعتقال، وإذا اتفق القضاة على وجود «أسباب معقولة» للاعتقاد بأن جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت، سيصدرون مذكرة اعتقال.