يمثل الاعتداء الإسرائيلى المتجدد على قطاع غزة جزءًا من منهج وفلسفة الكيان الإسرائيلى منذ نشأته على أرض فلسطين فهو القائم على القتل وسفك الدماء ونقض العهود والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات والتلاعب والكذب المستمر، فمنذ عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة ومنذ اليوم الأول يمارس هذا الكيان الكذب والخداع لشحن الغرب ضد شعب فلسطين لممالأته فى حرب الابادة البشرية التى ينفذها منذ طوفان السابع من أكتوبر وتنفيذ عملياته الإجرامية طوال خمسة عشر شهرًا ليقتل مالا يقل عن خمسين ألفا من الأبرياء بهدف تهجيرهم وطردهم من أرضهم وليس بهدف تحرير أسراهم كما يدعون.
وحينما توقفت الحرب فى يناير الماضى بجهود مصرية قطرية أمريكية تنفس العالم الصعداء لوقف المجزرة التى تمت ضد الشعب الفلسطينى وانخرط الوسطاء فى عملية صعبة تمت مرحلتها الأولى بالإفراج عن عشرات من الاسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين قضوا من أعمارهم عشرات السنوات فى معتقلات النازية اليهودية وشاهدهم العالم وهم يخرجون مرضى وجرحى من الاعتداءات وانعدام الرعاية الصحية التى تنص عليها المواثيق العالمية فى مقابل أسرى إسرائيليين خرجوا وقد بشمت بطونهم وزاد وزنهم وتحسنت صحتهم بسبب تعامل المقاومة معهم باحترام ورقى وانسانية لا يعرفها النازيون الجدد فى الكيان الإسرائيلى.
نتنياهو الحالم بأسطورة إسرائيل الكبرى المسنود على دعم الرئيس الأمريكى ترامب الذى يتخبط يمينا ويسارًا وهو الذى يريد شراء العالم كله وضمه للولايات ويريد شراء غزة وتهجير أهلها للأردن حينا ولمصر حينا وحينما تصدى له البلدان ذهب لدويلة غير معترف بها اسمها أرض الصومال لتحويلها لمنتجع سياحى تهرب من استحقاقات المرحلة الثانية ونكص على عقبيه متجاهلا ما تم الاتفاق عليه وأطلق تهديداته بالمزيد من القتل اذا لم تستسلم المقاومة وتسلم الاسرى مجانا، وبدأ من جديد عمليات القصف الجنونى للأبرياء النائمين فى الخيام فسقط المئات من النساء والاطفال.
أزمة هذا الكيان وحكومته الفاشية المتطرفة أنه يعتقد انه يستطيع أن يقتلع الشعب الفلسطينى ويهجره من أرضه ولكن عليه ان يعلم أن الأرض لا تشرب الدم وستظل دماء الأبرياء تنبت الشوك فى ظهور الأعداء وستظل غزة وأهلها صامدة فى وجوه الأعداء ولن ترضخ مقاومتها أبدًا وهى التى خرجت من المعركة أقوى عزيمة مسنودة على ظهير شعبى صامد قاوم أشرس العمليات العسكرية فتكًا وقتلاً وتجويعًا على مدار خمسة عشر شهرًا هذا الشعب يستطيع أن يصمد ويقاتل خمسة عشر شهرًا جديدة ولو استشهد فى سبيل حريته خمسون ألفا آخرين.
لا اعتقد أن العالم سيتعامى من جديد عن الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وعلى الشعوب العربية أن تتحرك بالمقاطعة ضد داعمى الاحتلال لأن الوسيط الأمريكى غير نزيه تمامًا.