ذكريات وأحداث ستظل خالدة وباقية بالأذهان هى مصدر فخر واعتزاز لجيل من الآباء والأجداد عاشوا فيها ونقشت بداخلهم، فمع مرور 51 عاماً على نصر أكتوبر المجيد 1973يروى لنا من عاصروها ذكريات أيام الحرب والنصر ورد الاعتبار فهى لم تكن مجرد حرب إنما ملحمة وطنية شكل فيها الشعب المصرى جبهة داخلية تلاحمت وتكاتفت مع جنودنا البواسل.. هذا ما جاء على لسان المواطنين الذين عاصروا حرب أكتوبر.. مؤكدين أن الإرادة والإصرار والثقة هى مفاتيح النصر وأشاروا إلى أن الجميع ساهم بدوره مثله مثل الجندى على الجبهة فكانت هناك حملات للتبرع بالدم وتطوع بالمستشفيات والهلال الأحمر لعلاج الجرحى، وساهم الجميع بالتبرع المادى دعماً للوطن والجيش وأكدوا أننا الآن نعيش ظروفا مشابهة فمصر تعيش حالة حرب من نوع آخر لها أدواتها التى يجب مواجهة أخطارها برفع الوعى كونه خط الدفاع الأول، وعن السعادة والفرحة التى شهدتها الشوارع والبيوت عقب إذاعة بيان العبور لتملأ الدنيا زغاريد النصر.. وعن الذكريات الجميلة العالقة فى الأذهان.. حاورت «الجمهورية» بعض الذين عاصروا تلك الذكرى العطرة.. فكان هذا الحوار:
مصريون.. عاصروا ذكرى العبور.. لـ «الجمهورية»:
تسابقنا على التبرع بالدم والتطوع بالمستشفيات والهلال الأحمر لعلاج المصابين
أطلقنا الزغاريد ووزعنا العصائر والورد.. ابتهاجاً بحرب العزة والكرامة
اختيار يوم الغفران لاقتحام خط بارليف.. واستخدام اللغة النوبية.. أذهل الإسرائيليين
ذكرى خالدة.. نحرص على تأصيلها فى وجدان أولادنا وأحفادنا
يروى شعبان سيد آدم ذكرياته مع نصر أكتوبر العظيم قائلاً: ستظل ذكرى غالية على قلوب المصريين وعلى من حملوا شرف ارتداء الزى العسكرى بصفة خاصة، فقد كنت مجنداً فى الفترة من 1973حتى 1980 بسلاح المركبات ورغم مرور أكثر من خمسين عاماً على النصر إلا أن الفخر مازال بداخلى فقد عشت فترة يتمنى كل شخص لو عاشها ليروى للأجيال الجديدة البطولات والإنجازات، استرداد الأرض كان حلم كل مصرى فما بالك المجند الذى حمل على عاتقه مهمة تحرير الأرض وكان لدينا الإصرار على الانتصار وبهذه الروح تمكننا من النصر وشجعتنا ثقة شعب مصر العظيم فى جيشه والاصطفاف خلفه.
خدعة الحرب
يقول محمد عريبى – أعمال حرة: رغم عمرى الذى لم يكن يتعدى الـ16 عاماً إلا أننى وكأى شاب مصرى كنت على علم بما يدور وأنه لابد أن يأتى يوم نسترد أرضنا وكرامتنا فنحن خير جنود الأرض، وكانت ثقتنا بلا حدود فى جيشنا وكل شاب يتمنى أن يقدم نفسه ويلتحق بالجيش، فى هذا التوقيت تحديداً لم نكن نشعر بأننا فى حالة حرب فالأمور تقريبا مستقرة وكما سمعنا بأن هناك ضباطاً وأفراداً بالجيش سيتوجهون لأداء العمرة، وأنه تم اسقاط التجنيد الاجبارى كل هذه الأمور كانت مؤشرات بأننا لسنا فى حالة حرب أو استعداد للحرب ولكننا اكتشفنا بأن هذه الخدعة كانت من أهم عوامل النصر فعنصر المفاجأة كان لنا وللعدو فى آن واحد لكن مفاجأة المصريين كانت سعيدة ونحن نسمع عبر الإذاعة الأغانى الوطنية وبعدها خبر عبور الجيش المصرى القناة وتحطيم خط بارليف المنيع و الانتصار على الجيش الذى لا يقهر كما كان يطلقون على أنفسهم.
يتفق معه سامى أحمد على – مدير عام بالمعاش– قائلاً: الأمور فى الداخل كانت مستقرة حتى الأحوال الاقتصادية لم تكن فى أسوأ حالاتها لكننا كنا على استعداد لتحملها دون خوف أو شك فى قدرات جنودنا، ولم يكن هناك توقع بأمر الحرب خاصة أننا فى شهر رمضان وكما عرفنا فيما بعد بأن هذا الهدوء هو بالفعل السابق للعاصفة المصرية التى عصفت بأسطورة الجيش الذى لا يقهر وخط بارليف الذى لن يسقط فقد حطمه جنودنا باستخدام مضخات المياه وفتح الثغرات بهذا الساتر الترابى للعبور والأخذ بالثأر.. فى السياق ذاته يقول محمد على – بالمعاش– عند سماع خبر العبور العظيم تسرب الشك إلى قلوب البعض بسبب ما حدث فى 1967 لكن تأكد خبر النصر ولقنت قواتنا المسلحة العدو دروساً فى الحرب فنحن من هزمنا وحولنا الهزيمة لنصر ساحق وأهم دروس الخداع الاستراتيجى طرد الخبراء السوفييت واتضح لنا بعد الحرب أن اتخاذ هذه الخطوة حتى ينسب النصر خالصا للمصريين.
مفاتيح النصر
يقول عادل جورج – أعمال حرة: كنت مجنداً بالجيش فى أكتوبر 1973بمدينة السويس وكم تمنيت لو كنت مع الجنود المشاركين فى العبور العظيم، مضيفاً لم يكن هناك أحد على علم بأمر الحرب واتخاذ القيادة العسكرية قرار العبور فالأمور بالجيش طبيعية جداً وهذه الصورة هى التى وصلت للعدو عبر تقاريرها الاستخباراتية، وكان هناك ذكاء فى اختيار توقيت يوم الغفران وهو يمثل عيد الدى العدو وعند الساعة الثانية ظهراً الذى لم يكن متوقعاً فى نهار رمضان والجنود صائمون، بالإضافة إلى الاستماع لأفكار الشباب من الجنود وعلى رأسهم الضابط باقى زكى يوسف صاحب فكرة استخدام قوة دفع المياه لفتح ثغرات بالساتر الترابى كان له بالغ الأثر فى تحقيق النصر، كذلك اختيار اللغة النوبية فى الشفرات العسكرية وهى فكرة الضابط الشاب أحمد إدريس.
زغاريد النصر
سلامه محمد على – بالمعاش– يقول: مصر تعيش حالة حرب من نوع خاص فهى حرب بدون سلاح لكنها ذات تسليح مختلف ولها طرق مواجهة مختلفة أهمها نشر الوعى والتضحية وتحمل المسؤولية لتقوية الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات، ذكرى انتصار حرب أكتوبر من أجمل الأيام التى مرت علينا حيث سمعنا خبر عبورنا القناة والفرحة غمرت المنازل والشوارع وكنا ننتظر عودة الجنود بالزى الميرى لنحتفل بهم وسط الأغانى الوطنية وزغاريد الأهالى وتوزيع «الشربات» حلاوة النصر بالشوارع فهناك مجند فى كل بيت.
ضغوط اقتصادية
«الشعب شريك النصر» هذا ما أكدته هبه كشك قائلة: تحملنا ضغوطات اقتصادية بسبب اتجاه الدولة إلى تسليح الجيش وتعرض مصر لضغوط خارجيه فرغم انتعاش الصناعة قبل 1967 إلا أنها تراجعت بعد ذلك وساءت الأوضاع فما كان من الشعب إلا الوقوف بجانب الجيش وانتفض للتبرع ولم يشك صعوبات الحياة سواء نقص سلع غذائية أو الغلاء أو انقطاع التيار المتكرر وغيرها.
عزت حنا يقول فى أكتوبر 1973: كنت طالباً بالجامعة وأدرس خارج مصر وكم تمنيت أن أعود على الفور بمجرد سماع صوت «حلمى البلك «عبــر إذاعة صــوت العــرب فى تمـام الرابعـة و٦ دقائق بتوقيت القاهرة معلنا قيام قواتنا المسلحة بعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع وقد رأيت كيف تأثر العالم بالخارج بهزيمة العدو الصهيونى ومدى التعاطف الأجنبى معهم خاصة وأن الإعلام الخارجى كان يصف أسطورة الجيش الاسرائيلى بأنه لا يقهر وأن المقاتل المصرى لا يصلح للدخول فى معركة معلوم مقدما أنها خاسرة ورغم ذلك عشنا نحن كمصريين أجواء فرحة النصر بكل زهو وافتخار فقد رفع جيشنا العظيم رءوسنا بكل مكان داخل مصر أو خارجها.
يشير منير لبيب – مندوب بالمعاش– إلى حالة التلاحم والتكاتف الشعبى مع قواتنا المسلحة فكانت هناك حملات كبيرة للتبرع بالدم لدرجة امتلاء مراكز الدم عن آخرها، ولأن المواطن المصرى صاحب معدن أصيل كان يتم التبرع بما لديه من ذهب أو نقود وحتى الرواتب دعما للجيش والدولة وللاهتمام بأسر الجنود.
المشاركة النسائية
تشير راجية حسن – طبيبة – إلى أن الشعب كان يقدر الضغوط الواقعة على جنودنا ويكن لهم الاحترام، وكانت تقوم بعض السيدات بالتطوع للعمل بالمستشفيات أو الهلال الأحمر والتدريب على التمريض والمساعدة فى علاج الجرحى وغيرهن انضممن للمقاومة الشعبية، كما قامت سيدات سيناء بالمشاركة عن طريق توصيل المعلومات واطعام الجنود وإزالة آثارها من على الرمال تفاديا لتتبعهم، وكان يقوم عدد من الفنانين بالتبرع بأجورهم أو دخل الحفلات لصالح الجيش ودعم المجهود الحربى ومنهم أم كلثوم.
شد الحزام
بينما تقول إيفون عادل بالمعاش: إن الشعب المصرى كان يشكل جبهة داخلية تساند وتدعم أو حتى تتضرع إلى الله للوقوف بجانب جنودنا البواسل وكنا على ثقة كبيرة فى النصر وقد عشنا نعانى مرارة الهزيمة ومشاعر الخزى عقب نكسة 1967 لكننا نعتبر أنفسنا شركاء النصر حيث عانينا من اقتصاد الحرب بفترة الاستنزاف وقمنا وقتها بـ»شد الحزام» ومنا من قام بالتبرع للجيش محبة لا إلزاما لأننا كنا نريد أن نشارك كل قدر استطاعته رغم شعورنا أننا فى حالة لا حرب لكن ثقتنا فى قواتنا المسلحة غلبت هذا الشعور إلى أن تحقق النصر مدوياً بفضل عنصر المفاجأة والروح المعنوية للجنود.
طلاء النوافذ
تتفق معها حنان السيد قائلة: كنا نعيش قبل حرب 1973حالة من القلق والرعب بسبب الخوف من لجوء العدو إلى ضرب المدنيين لذلك كنا نقوم بطلاء النوافذ باللون الأزرق أو نضع الشاش والقماش على الزجاج بحيث لا ينبعث أى ضوء من المنازل خاصة فى أوقات «الغارات» وكنا على علم بتعليمات وإجراءات الدفاع المدنى الواجب اتباعها والتى أصبحت محفوظة للجميع ومنها التوجه إلى المخابئ أو الأدوار السفلية من العمارات عند سماع الغارة وغالباً ما كان هناك سور من الطوب أمام كل منزل، وعدم التقاط أى أجسام من الأرض والابتعاد عنها وإبلاغ المختصين للتعامل معها، بخلاف تعليمات السير والالتزام بالسير يمينا لفتح الطريق لسيارات الإنقاذ وغيرها من التعليمات التى كنا نعيش تحت ضغط وخوف بسببها إلى أن سجل التاريخ نصرنا العظيم وتبدد الخوف ليحل محله الفخر والفرح.
درع الوطن
فى حين يروى السيد مرتجى – بالمعاش– ذكرى طريفة مع والدته قائلاً: كنت مجنداً بالجيش فى 73 وكانت والدتى تنتظر نزولى للأجازة لإرسالى فى شراء كافة مستلزمات المنزل من سلع وخبز بالزى العسكرى الذى كان يعفينى من الوقوف بالطوابير فالجميع كان يحترم الزى الميرى ويقدر مجند وضابط الجيش فهو على علم أننا فى ظهره ودرع الوطن الذى يحميه وبعد النصر أصبح الزى العسكرى هو لبس العيد للأطفال.
عصام حسن: حرب الاستنزاف هى التدريب الفعلى لنصر أكتوبر
بطل الصواريخ: عزيمة الجندى المصرى أقوى من السلاح
كتبت ــ شيماء المليجى:
بعد مرور 51 عاما على ذكرى حرب أكتوبر يروى لنا العميد عصام على حسن عطا الله، قائد كتيبة سام 7 دفاع جوى، ذكرياته مع أيام حرب العزة والشرف والكرامة، التى تحل ذكراها هذه الأيام، والتى بدأها كرئيس لعمليات الكتيبة 552 ضبع أسود سام 7، خلال الأيام الخمسة الأولى للحرب، ثم رئيسًا للكتيبة.
قال ان حرب أكتوبر هى الحدث الرئيسى والاهم فى حياتى العسكرية ؛ كان لى الشرف والفخر أن أشارك فى حرب 67 وكنت وقتها برتبة ملازم أول، ثم اشتركت فى حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كرائد بسلاح الدفاع الجوى، وتعتبر حرب الاستنزاف هى التدريب الفعلى والعملى لنا حيث تحركت كتائب الصواريخ تحت وابل من ضرب الطيران الإسرائيلى، حتى نتمكن من السيطرة على خط القناة فى الغرب، وهذا كان الهدف الرئيسى لنا لحماية وتأمين عملية العبورللقوات.
إن مرحلة قبل حرب 6 أكتوبر 1973 مهمة للغاية، حيث كانت التمهيد للحرب، وتم بناء قاعدة الصواريخ بحرب أكتوبر، حيث بناها المدنيون من المقاولين العرب والشركات الوطنية. وأنه أثناء بناء قاعدة الصواريخ كانت تضرب من القوات الإسرائيلية واستشهد العديد من المهندسين والعمال خلال بنائهم لقواعد الصواريخ تم بناء قاعدة الصواريخ وتم نقل قاعدة الصواريخ بمجهود تكتيكى وعلمى حتى وصلت لخط القناة، موضحا أن حرب الاستنزاف كان التدريب الذى كانت نتيجته انتصار حرب أكتوبر.
وأشار إلى أن دوره فى حرب 73 الذى تمثل فى ضرب الطيران الإسرائيلى المنخفض؛ خصوصًا أنهم كانوا يقومون بضرب دُشم قواعد الصواريخ التى تبنيها «المقاولون العرب»، وسلاحنا هذا كان آخر سلاح تعاقدنا عليه من روسيا فى عهد الرئيس عبدالناصر، وصواريخ سام 7 منعت إسرائيل من اختراق عمق الدولة المصرية.
أضاف انه أثناء حرب أكتوبر 73 أسقطنا بصواريخ سام 7 عددًا من الطائرات الإسرائيلية، وهذه كانت فترة تدريب لنا على طيران فعلى مُعادٍ وليس أهدافًا تدريبية عادية.
مشيراً إلى انه وزملاءه بالكتيبة عبروا قناة السويس مع الموجة الأولى للعبور بجانب قوات المشاة، ونجحوا فى تحطيم خط بارليف الذى كانت إسرائيل تدَّعى كحرب شائعات أنه أقوى من خط ماجينو الفرنسى فى الحرب العالمية الثانية.
المواجهة العسكرية
أكد عطا الله أن القوات المسلحة جرى إعدادها وبناؤها بشكل مثالى من حيث التجهيز البدنى والتدريب والتسليح لتحقيق أهدافها المطلوبة خلال حرب أكتوبر 1973.
وبالرغم من أن المواجهة بين مصــر وإســرائيل لم تكن مباشــرة فى حربَى 56 و67، ولكن حرب 1973، كانت المواجهة العسكرية الفعلية الأولى، فضلًا عن أن إسرائيل لم تكن تحارب وحدها، بل كانت تساندها الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو؛ خصوصًا أنهم لم يرغبوا فى بقاء قوة عربية فى المنطقة؛ وعلى رأسها الجيش المصرى، حيث أمدوا إسرائيل بطائرات تختلف عن الطيران الإسرائيلى، وكانت ذات لون أسود وبلا علامات مميزة، ورغم ذلك استطعنا إسقاط الكثير منها.
نوط الشجاعة
أضاف عميد «عطا الله» أنه أثناء حرب أكتوبر 73 نجحت كتيبتنا فى اسقاط طائرات اسرائيلية كثيرة بلغ عددها 47 طائرة، وكتيبتنا بالكامل حصلت على نوط الشجاعة، كما أن أحمد سعيد عبد الباقى، أحد أفراد الكتيبة، أصيب فى عينَيه وأُخلى إلى مستشفى السويس، وحينما تمت إفاقته عاد إلى كتيبته، وهو مازال مصاباً فى عينيه واصر على ان يستكمل مسيرته فى الحرب وقال لى (أنا مش هاسيب مكانى إلا وأنا شهيد)، ولمّا حكيت هذا الكلام للواء محمد عبدالمنعم واصل، حصل على نجمة سيناء.
الساتر الترابى
أكد أن القوات الجوية المصرية حققت درجة عالية من تدمير مراكز القيادة، ومطارات، وتشكيلات العدو فى عمق سيناء، بالإضافة إلى إتلاف قوافل الدبابات المتحركة، بدأت بضربات المدفعية الميدانية الموجهة نحو مراكز القيادة، ونجحت الغارة الجوية فى تحقيق هدفها والمزيد من الأهداف بأعلى درجة من الفاعلية وأقل الخسائر، ثم بدأت وحدات الميدان التى أقدمت على ضرب ضفة السويس الشرقية بنيران قوية ومكثفة من المدفعية، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر فى صفوف العدو، بعد الهجوم المدفعى، بدأت قوات المشاة عبور القناة بواسطة القوارب التى عبرت قناة السويس، وقاموا بتأمينها بواسطة تثبيت الألواح الصلبة بزاوية حادة، وكذلك قوات الصاعقة والمظلات لعبت دورًا حاسمًا فى تحديد تشكيل القوات ومراكز القيادة والتقدم على الخطوط الأولى، بعد ان نجحت القوات الجوية فى تحقيق أهدافها.
وتم استخدام المدفعية لتدمير الساتر الترابى الذى يتجاوز ارتفاعه 40 قدمًا، وهو مشكلة بالنسبة للقوات المهاجمة، وتم تجاوز القناة بنجاح عن طريق مركبات المياه القوارب، ثم بالتسلق لأنه لم يكن هناك فتحات فى الساتر الترابى شرقًا، الذى يبلغ ارتفاعه حوالى 20 مترًا، وهذا يتطلب قدرة خاصة من الجنود المصريين الذين يحملون المدافع ويبلغ وزن المدفع أكثر من 50 كيلوجرامًا، بالإضافة إلى الأمتعة الثقيلة الأخرى التى يحملونها.
نجح المصريون فى عبور قناة السويس واستعادة السيطرة فى الضفة الشرقية على الرغم من تمركز الجنود الإسرائيليين فى نقاط حصينة وتجهيزهم بأفضل التجهيزات والأسلحة.
قال ان الجنود المصريين كانوا فى نقاطهم آمنين تمامًا وبينما الجنود الإسرائيليون الجبناء كانوا يستسلمون، بعد ذلك، استخدمنا الجسور التى احتاجتها القوات المسلحة لبدء هجوم على قوات العدو المتمركزة فى سيناء، وكان الفرق بين الجندى المصرى والإسرائيلى هو أن الجندى المصرى كان شجاعاً، بينما الإسرائيلى كان جبانًا واستسلم ففشل فى العديد من النقاط القوية وعرض نفسه للأسر، بسبب قوة المقاتل المصرى أثناء تحركه لمدة تصل إلى 10 ساعات عبر القناة، وكان علينا نقل التمركزات الهجومية فى الليل لمنع رؤية العدو وتصويره لها، . وكان يُشتَرَط تغيير المواقع لمنع الجيش الإسرائيلى من استهدافها.
وقال إن التخطيط الحكيم فى حرب أكتوبر كان السبب الرئيسى فى تحقيق النصر، مؤكدًا أن تفوق التسليح لم يكن عائقًا أمام إرادة الجنود المصريين فى التقدم فى حرب أكتوبر.
أعظم انتصارات العسكرية المصرية
قواتنا المسلحة.. درع مصر الواقية فى مواجهة أية مخاطر تهدد الأمن القومى
السفير: رضا الطايفى
«يدور الزمان دورته السنوية ويأتى السادس من أكتوبر 2024 حاملاً معه الذكرى الواحدة والخمسين لأعظم انتصارات العسكرية المصرية فى تاريخها القديم والحديث منذ انتصار أحمس الأول على الهكسوس فى معركة «أواريس»، مؤكداً أن قواتنا المسلحة تظل على مر الأعوام والأزمان هى درع مصر الواقية فى مواجهة أية مخاطر محتملة لتهديد الأمن القومي.. وتظل صمام الأمان دائماً خاصة فى ظل الظروف الراهنة غير المسبوقة فى المنطقة التى تعانى حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار منذ ثورات ما سمى «الربيع العربي» والتى ازدادت اشتعالاً منذ عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023 بالعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة الغربية وامتداد الحرب إلى لبنان فى ظل عجز عربى وتواطؤ غربي، بما ينبئ بأن المنطقة قد تدخل إلى المجهول إذا ما امتدت رقعة الحرب وتحولت إلى حرب إقليمية.
> ومما لا شك فيه أن أهم تجارب ودروس التاريخ تشير إلى أن تاريخ الأمم والشعوب – على تفاوت درجات تقدمها وتحضرها – لا يسير دائماً على وتيرة واحدة، إنما يتفاوت ما بين القوة والضعف، التقدم والتخلف، الانفتاح على العالم والإنكفاء على الذات، الانتصارات والانكسارات، وتظل النهايات دائماً هى الفيصل والمعيار بالقدرة على الخروج من مراحل الضعف والهوان إلى مراحل القوة والانتصار. ولقد كانت هزيمة يونيو 1967 بمثابة إنتكاسة عابرة وناقوس خطر فى تاريخ الوطن الذى استوعب الدرس والذى سرعان ما استعاد سابق أمجاده بتحقيق حلم العبور وتحقيق النصر ورفع العلم المصرى الذى عاد ليرفرف من جديد فوق تراب سيناء المقدس فى أكتوبر 1973. ليظل بذلك شهر أكتوبر عالقاً وباقياً فى ضمير ووجدان مصر والأمة العربية بما تحقق فيه من انتصار فى حرب أكتوبر 1973، حيث يواكب هذا العام الاحتفال بالذكرى الواحدة والخمسين لهذا الانتصار العظيم الذى يعد نقطة تحول وصفحة مضيئة فى التاريخ المصرى والعربى الحديث بما حققه من نتائج وما أحدثه من تداعيات فى مسار الصراع العربى – الإسرائيلي، والذى سيظل مسطوراً بأحرف من نور فى سجلات التاريخ بما شهدته الحرب من تضحيات وبطولات، وسيبقى انتصار أكتوبر مصدر زهو قومى ومبعث فخر واعتزاز نتذكره وتتناقله الأجيال المصرية والعربية جيلاً بعد جيل، خاصة أن هذه الحرب المجيدة مازالت لم تبح بعد بكل أسرارها التى يتوالى الإعلان عن بعضها تباعاً من عام لآخر كلما اقتضت الضرورة وبما لا يتعارض مع اعتبارات الحفاظ على الأمن القومي.
> إن حرب أكتوبر 1973 – الحرب الرابعة بين مصر وإسرائيل – لم تكن نزهة للقوات بين شطى القناة وفوق رمال سيناء، كما لم تكن حدثاً عابراً فى تاريخ العسكرية المصرية، بل كانت امتداداً لحرب شرسة جاءت نتائجها الإيجابية تتويجاً لفكر وجهد وعرق ودماء وشهداء سقطوا ليعبروا بأجسادهم ويرووا بدمائهم الطريق الواعر لهذا الانتصار فى ملاحم وبطولات فردية وجماعية ومعارك ضارية تعدت الخمسين معركة فى البر وفى البحر وفى الجو لكل منها حيثياتها وتكتيكاتها العسكرية ربما لم تبح البعض منها بأسرارها بعد وربما لم يلق البعض الآخر منها حقه فى تسليط الأضواء عليه إعلامياً وأدبياً وفنياً ودرامياً، حرباً فى مواجهة عدو اتخذ من الإجراءات والتحصينات والاستعدادات ما يجعله يوقن استحالة إقدام المصريين على اتخاذ قرار الحرب، حيث جاء على لسان الجنرال اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى فى إجابته عن تساؤل جولدا مائير يوم الخامس من أكتوبر وقبل ساعات من بداية المعركة عن مدى قدرة المصريين على عبور القناة قائلاً بكل ثقة «إن المعروف دولياً أن أصعب الموانع المائية فى العالم اثنان لا ثالث لهما: هما قناة السويس وقناة بنما وذلك لطبيعة المياه والعمق والعرض، وإذا أضفنا إلى ذلك كله المواقع الحصينة فى خط بارليف ومواقع الإشعال البترولى والنابالم الذى سيحول كل شيء فى خط المواجهة فى منطقة القناة إلى كتلة حريق قاتلة، ثم سمك الساتر الترابي، فإن ذلك كله دون أدنى تفكير كاف للدلالة على استحالة عبور المصريين لقناة السويس».
> إن الوصول بالقيادة السياسية والعسكرية المصرية إلى اللحظة الحاسمة فى الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر قد سبقه إجراءات واستعدادات خارقة فى إعادة بناء القوات المسلحة من الصفر بعد هزيمة 1967، والانتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة الدفاع النشط وصولاً إلى حرب الاستنزاف التى بدأت فى 8 مارس 1967 وانتهت بقبول مبادرة روجرز فى 8 أغسطس 1970 والتى استهدفت حسب ما أشار المشير الجمسى فى مذكراته تحقيق هدفين:
ـ الأول إصابة آلة الحرب الإسرائيلية فى سيناء بأكبر قدر مؤثر من الخسائر والدمار فى الأسلحة والمعدات والتحصينات والأفراد يكون كافياً بإقناع إسرائيل بأن بقاءها فى الأراضى العربية المحتلة سوف يكلفها ثمناً غالياً.
ـ الثانى إعادة ثقة المقاتل المصرى فى نفسه وقيادته وسلاحه وتحسين قدراته القتالية وبث الروح الهجومية فى القوات ورفع مستوى أدائها الميداني.
ولقد اعترف قادة إسرائيل أن حرب الاستنزاف هى الحرب الأولى التى لم تنتصر فيها إسرائيل وأول حرب تنهزم فيها إسرائيل منذ قيامها، وأنها الحرب التى مهدت الطريق أمام المصريين لشن حرب «يوم كيبور» ولذلك فإن إسرائيل أمسكت بأول قشة ألقيت إليها لوقف القتال بموجب مبادرة روجرز. والجدير بالذكر أن الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان سقط شهيداً خلال حرب الاستنزاف فى 9 مارس 1969 فى موقع فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية ليقدم بذلك قدوة وروحاً تجلت فى أداء القادة حينما سبقوا جنودهم وتقدموا الصفوف واستشهدوا فى الخطوط الأمامية خلال حرب أكتوبر، وهى نفس الروح والعقيدة القتالية للقادة العسكريين ومن خلفهم الضباط والجنود الذين طاردوا ـ بالتعاون مع إخوانهم فى الشرطة ـ فلول العناصر الإرهابية فى سيناء وطهروا كل أرجاء الوطن منهم.. حيث تظل قواتنا المسلحة هى الدرع الواقية للوطن برجالها العظام وعتادها الأحدث فى كل أفرعها ووحداتها.
> لقد بذلت مصر جهوداً مضنية منذ يونيو 1967 لإيجاد حل سياسى للأزمة بما فى ذلك التجاوب مع مبادرة روجرز ومبادرة يارنج مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة وغيرها، إلا أنه مع بداية عام 1972 كانت الجهود المبذولة لتحقيق السلام قد توقفت تماماً، وتزامن مع ذلك بدء المعركة الانتخابية للرئاسة الأمريكية وما ارتبط بها من تصريحات ومزايدات انتخابية إرضاء للوبى الصهيوني، مع توجه الإدارة الأمريكية بتجميد أية مبادرات سلام لتسوية قضية الشرق الأوسط، وموافقة هذه الإدارة على تزويد إسرائيل بعدد 42 طائرة فانتوم و82 طائرة سكاى هوك فى فبراير 1972. بما أعطى انطباعاً للرئيس الراحل أنور السادات بأنه لا أمل فى خيار السلام الذى أصبح مسدوداً، وأنه لا فكاك من الدخول فى حرب جديدة، وهو الانطباع الذى عمقته رسالة هنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى للرئيس السادات عن طريق محمد حافظ إسماعيل مستشار الأمن المصرى فى لقائه معه فى باريس فى بداية 1973 والتى جاء بها «نصيحتى للسادات أن يكون واقعيا، فنحن نعيش فى عالم الواقع، والواقع أنكم منهزمون، فلا تطلبوا ما يطلبه المنتصر، لابد أن يكون هناك بعض التنازلات من جانبكم، فكيف يتسنى وأنتم فى موقف المهزوم أن تملوا شروطكم على الطرف الآخر؟ إما أن تغيروا الواقع الذى تعيشونه، فيتغير بالتبعية تناولنا للحل.. وأما أنكم لا تستطيعون، وفى هذه الحالة لابد من ايجاد حلول تتناسب مع موقفكم غير الحلول التى تعرضونها». ومن مفارقات الأقدار، أن تندلع الحرب بعد أشهر من هذه الرسالة المستفزة ويبادر كيسنجر نفسه بالاتصال بوزير الخارجية المصرى محمد حسن الزيات خلال تواجده فى نيويورك لمناشدته بأن توقف مصر الحرب مع عودة الطرفين إلى خطوطهما الأولي، وهو ما رفضه الوزير المصرى إلا إذا كان المقصود عودة الطرفين إلى خطوط ما قبل 5 يونيه 1967!!!
> لقد ساهمت حرب أكتوبر ـ التى هزت منطقة الشرق الأوسط هزا عنيفا وقلبت الموازين السياسية والعسكرية والاقتصادية المعتادة فى المنطقة ـ فى انهيار نظرية الأمن الإسرائيلي، وضربت الصلف والغرور الإسرائيلى الذى أعقب انتصارهم فى يونيو 1967 فى مقتل، هذا الغرور الذى جعل موشى ديان يردد منتشيا «أن حرب يونيو هى آخر الحروب، أو هى الحرب التى انهت كل الحروب وما على العرب إلا طلب المقابلة لتقديم فروض الطاعة، لا سيما أنهم يعرفون رقم التليفون والعنوان 31 ش كابلان ـ القدس».
> إنه من بين الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 1973، أن للحرب حساباتها واعتباراتها الدقيقة من حيث درجة الاستعداد والجاهزية ومستوى التسليح، ومن حيث التوقيت الأنسب والظروف الدولية والإقليمية المحيطة ومن حيث قوة وتماسك وصلابة الجبهة الداخلية وتوفر الاحتياطى الاستراتيجى لاحتياجات الدولة والقوات المسلحة وبالتالى فإن قرار الحرب ـ أية حرب ـ لا ينبغى أن يتخذ تحت ضغوط شعبوية أو اعتبارات عاطفية أو مغريات خادعة تهدف إلى الاستدراج إلى حرب فى المكان والزمان غير المحدد لها، وهو ما راعاه الرئيس السادات تماما فبرغم تحديده عام الحسم 1971 وعدم قدرته على اتخاذ قرار الحرب فى ذلك العام لاعتبارات ارجعها إلى نشوب الحرب الهندية ـ الباكستانية، مما أدى إلى مظاهرات الطلبة فى يناير 1972 مطالبة باتخاذ قرار الحرب، إلا أنه تحمل صابرا التشكيك فى مصداقيته ولم يستجب لابتزاز المتظاهرين وانتظر واتخذ القرار الصائب فى الوقت المناسب فكان النصر المؤزر.
> كما أن الخداع الاستراتيجى وعنصر المفاجأة والمبادرة بالضربة الاستباقية والتعبئة المعنوية للقوات،: عوامل ساهمت كثيرا بالتعجيل بالنصر فضلا عن اتخاذ القرار وفق معطيات علمية وواقعية والتى أشار إليها المشير أحمد إسماعيل الذى ذكر «أن قرار اختيار يوم وتوقيت الحرب قد تحدد وفق اعتبارات علمية وفنية وتكتيكية، بما يجعل هذا الاختيار يدخل التاريخ العلمى للحروب كنموذج من نماذج الدقة المتناهية والبحث الأمين» ومن جانب آخر فقد اثبتت حرب أكتوبر وفق تقدير المشير الجمسى «أن استخدام بترول العرب كسلاح فى المعركة كان له الفعالية والتأثير الشديد دعما للعمل العسكرى واستكمالا له، حيث أدارت الدول العربية المنتجة للبترول معركة سلاح البترول باقتدار وذكاء ومرونة واعية من حيث خطط تخفيض الإنتاج ـ تصنيف الأعداء ـ وتحديد الأسعار» فلا يمكن أن ننسى العبارة الشهيرة للشيخ زايد فى مؤتمر صحفى خاص عقده فى لندن حيث كان يقوم بزيارة للعاصمة البريطانية عند إندلاع الحرب «سنقف مع المقاتلين فى مصر وسوريا بكل ما نملك، فالنفط العربى ليس أغلى من الدم العربى الذى سال على أرض جبهة القتال فى مصر وسوريا» وهو ما عكس أهمية دور التضامن العربى وقت الأزمات، ومما يؤكد حاجة الأمة العربية حاليا إلى العودة إلى العمل العربى المشترك حتى تتمكن من التغلب على ما يواجه بعض دولها من تحديات مصيرية تهدد الأمن القومى العربي، ليس فقط ولكن ايضا لمواكبة الثورات الرقمية والطفرات التكنولوجية التى يعبر بها عالم اليوم إلى مستقبل أكثر حداثة تلبى احتياجات ومتطلبات الشعوب فى القرن الواحد والعشرين.
>إن استعادة ذكريات حرب أكتوبر 1973 تقتضى منا الاشارة إلى خطاب النصر الذى ألقاه الرئيس الراحل أنور السادات والذى ورد فيه «إن القوات المسلحة قامت بمعجزة على أعلى مقياس عسكري، ولقد شاركت مع جمال عبدالناصر فى عملية إعادة بناء القوات المسلحة.. ولست اتجاوز اذا قلت أن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه.. لقد كانت المخاطرة كبيرة والتضحيات عظيمة.. إننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا وإنما حاربنا ونحارب من أجل استعادة أرضنا المحتلة سنة 1967 ومن أجل إيجاد السبل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين».
>وأن أقصى الأمانى اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الواحدة والخمسين لانتصار أكتوبر، أن نستعيد روح أكتوبر التى عبرنا بها من مرحلة الانكسار إلى مرحلة الانتصار، روح الإنتماء التى أطلقت العنان للإبداع المثمر والعمل الجاد والتعاون والتكافل والعطاء للوطن بلا حدود وبلا توقف واستعداد للتضحية بكل نفيس وغال مع اصطفاف وطنى منقطع النظير لا يعرف الفرقة ولا يرضى بأى انقسام حيث يظل التنوع والتعدد واحترام بل واحتضان الآخر مصدراً من مصادر قوة وتفرد مصر على مدار تاريخها.
اصبح ايضا من أعز أمانينا أن تعود اللحمة العربية كما كانت وأن يعود التضامن العربى إلى صورته المثلى التى امتزج فيها الدم العربى فى حرب أكتوبر دفاعاً عن الأرض العربية فى مصر وسوريا ودفاعاً عن قضية فلسطين التى يجب أن تعود وتظل قضية العرب الأولى حتى إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وحتى يسود السلام العادل والشامل والدائم الذى تنتظره وتستحقه كل شعوب المنطقة العربية.
ويبقى أن نترحم على كل شهداء هذه الحرب المجيدة، وأن نغتنم فرصة الاحتفال بها كل عام لاقامة تكريم رسمى وشعبى لكل الابطال الأحياء الذين شاركوا فيها، وأن نخصص يوماً تحتفل به مصر والمصريون بالمحاربين القدامى الذين رصعوا صدر الوطن بأعظم انتصار فى تاريخه.