لا شك أن التشكيل الوزارى الجديد، الذى شمل أيضا المحافظين.. فقد تضمن 19 وزيراً و21 محافظاً جديداً، إضافة إلى 32 نائباً للمحافظين، أمامه تحديات كبيرة فى الداخل والخارج وسط محيط ساخن فى المنطقة والإقليم.
أمام الحكومة الجديدة أولويات مهمة.. وهى المحافظة على مكتسبات الدولة، وأن تعمل على تخفيف الأعباء عن المواطنين، مع الاهتمام بمثلث التنمية، الصحة والتعليم والصناعة.. فالمرحلة القادمة لا تتحمل رفاهية التجربة بعد 11 عاماً على ثورة 30 يونيو.. المواطن المصرى ينتظر من الحكومة التحرك الجاد نحو تخفيف الأعباء والعمل على طريق الاكتفاء الذاتى صناعة وغذاء.
الحكومة الجديدة أمامها العديد من الملفات المهمة، يتقدمها المشاركة الواعية للقطاع الخاص والتنمية وتشجيع الصناعة والزراعة والاهتمام بالمنتج الوطنى والصناعات الصغيرة والمتوسطة، واستمرار المشروعات القومية العملاقة، مع حماية مسار الإصلاح الاقتصادى بتوفير المزيد من الحماية الاجتماعية للمواطنين.
المواطن ينظر إلى الحكومة كتشكيل متكامل ووزراء ومحافظين ونوابهم، وليس كجزر منعزلة، يأمل أن يرى عملاً متكاملاً شاملاً فى تنسيق وانسجام فى بناء الجمهورية الجديدة.. ولا ننسى أن الحكومة الجديدة ينتظرها العام المقبل انتخابات البرلمان.. ومن هنا يجب أن تجدد الأداء واكتساب رضا المواطن الذى هو الذى سيختار نائبه القادم.
على المواطن ألا ينتظر أن تقوم الحكومة بالعمل وحدها.. فعليه تدوير عجلة الإنتاج، من خلال القطاع الحكومى أو القطاع الخاص، ومصر لديها القدرة الكبيرة على النجاح بأبنائها، من خلال الصناعة والزراعة والتصنيع.
فى ظني، أن الملفات التى أمام الحكومة ليست جديدة على د.مصطفى مدبولي.. فقد حددها خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى للتجديد، الذى ركز على محددات الأمن القومى فى ضوء التحديات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى بناء الإنسان المصرى صحياً وتعليمياً وأن يكون هناك إصلاح اقتصادى حقيقى يلمسه المواطن يحد من غول الأسعار والاهتمام بملفات الوعى والثقافة والخطاب الدينى والمشاركة السياسية، وأعتقد أن ما تم طرحه فى الحوار الوطنى يفتح أمام الوزير الجديد وكذلك المحافظ ملفات مهمة للسير إلى الأمام والانطلاق لتحقيق آمال المواطنين فى حكومة «تخفيف الأعباء».
إن انحياز الحكومة الكامل يجب أن يكون للمواطن وتوفير احتياجاته.. وأعتقد أن الملف الاقتصادى والصناعى من أهم أولوياتها لتوفير فرص العمل للشباب المسلح بالعلم والتكنولوجيا الحديثة.
إن فتح أبواب الاستثمار بمصر تحتاج من الحكومة المزيد من العمل وتوضيح الرؤية الشاملة لجذب الاستثمارات وتوطين الصناعة.
وقد جاء التشكيل الجديد متواكباً مع المرحلة وطبيعتها من حيث عناصرها الجديدة التى تدخل الوزارة لأول مرة ومن مختلف الأعمار ولديهم الخبرة التى تشكل المكون الرئيسى للوزراء والمحافظين الجدد.
صحيح، تم دمج وزارات مثل الخارجية والهجرة والنقل والصناعة والتعاون الدولى والتخطيط، بفلسفة الانتقال إلى العمل المتكامل الذى يسهم فى الحد من الروتين والبيروقراطية.. وهنا استفادت الوزارة الجديدة من التجارب الدولية التى مارست تجربة دمج الوزارات التى لها مهام متقاربة، وهذا يعنى تشكيل حكومة تسعى لسرعة إنفاذ قراراتها من أجل مصلحة المواطن.. عموماً ونحن نهنئ مصر بالحكومة الجديدة، التى عرفت التشكيل الحكومى من وزارة نوار إلى مدبولى كلنا أمل فى أن تكون حكومة تحقيق الآمال للمواطن فى ظل تحديات حادة تحيط بنا فى المنطقة والإقليم.
المحافظون الجدد
لا يختلف الكلام كثيراً.. فالمحافظون عليهم تبعات مهمة بحسب تكليفات الرئيس السيسى وتوجيهاته.. فالمحافظات بعيداً عن القاهرة الكبرى والاسكندرية تضم الجانب الأعظم من أبناء مصر يعيشون فى أكثر من 4700 قرية، إضافة إلى التوابع.. أمامهم تحديات كبيرة أيضا فى مشروعات التنمية الريفية والنهوض بريفنا العظيم الذى يحتاج إلى هزة تنموية تأخذ بيد أبنائه فى كل المجالات.. ويحتاج الريف إلى مزيد من اهتمام المحافظين وألا يجلسوا فى مكاتبهم المكيفة، وينزلوا للشارع ويستمعوا إلى أهلنا فى المدن والقري.
كتبت فى هذا المقال قبل أيام بمناسبة العيد القومى للمنوفية عن محافظها الذى نال ثقة القيادة وتم التجديد له فى المنصب، حول أدائه الجيد واستجابة اللواء إبراهيم أبوليمون لكل الطلبات التى تقدمت بها إليه من أجل أهلنا فى قرى المنوفية ومازال أمامه فى التجديد الآن الكثير لتحقيقه لقرانا وهو حقيقة لم أطلب منه شيئًا شخصياً، لكنها كانت مطالب عامة للمواطن، وكان ينزل بنفسه أو يرسل المسئول للوقوف على الحقيقة التى كتبت عنها، وهذا دورنا كصحافة، كشف المستور للمسئول.. وهذا ما فعلته مع اللواء أبوليمون منذ تعيينه، والذى شجعنى باستجابته حتى لو كان فى يوم اجازة.. فله التهنئة وبالتوفيق وكل عام والجميع بخير بمناسبة العام الهجرى الجديد.