ينتظر الشارع المصرى ملامح تشكيل الحكومة الجديدة التى يتمناها حكومة تشعر بآلام البسطاء وأناتهم، حكومة ترفع المعاناة تشعر بالمواطن وتحقق له حياة كريمة على أرض الواقع، حكومة تمنع الأزمات ولا تصدرها للمواطن لديها حلول خارج الصندوق، حكومة تمارس دورها الرقابى بشكل فعلى وليس على الورق فقط، حكومة تحمى وتصون المواطن لا أن تجعله فريسة سهلة ولقمة سائغة لتجار الأزمات ومعدومى الضمير.
نحتاج حكومة صاحبة خبرات اقتصادية وسياسية قادرة على إيجاد حلول على أرض الواقع للمشاكل والأزمات التى يعانى منها المجتمع المصري، حكومة متخصصة واعية مدركة لحجم الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر الجديدة والتسويق الجيد لها.. كوادر مؤهلة علمياً وعملياً لديها خطط وإستراتيجيات واضحة ومستهدفات قابلة للتنفيذ وخاصة فى ظل التحديات الكبرى التى تشهدها المنطقة والإقليم، حكومة لديها رؤية وتخطيط واضح تتبنى مفهوم إدارة الأزمات مبكراً والتنبؤ بها لمواجهتها والتغلب عليها، تتبنى مفهوم المصارحة والمكاشفة مع المواطن أولاً بأول من خلال تداول المعلومات وخلق الشراكة بين الحكومة والمجتمع.
كما نحتاج من الحكومة الجديدة طريقة تناول مختلفة للمشاكل والعقبات التى تواجه المجتمع والشارع المصري, وتناول جديد للمعطيات وإيجاد حلول للمشاكل على أرض الواقع، لابد وأن يشعر المواطن بتغيير فورى وخاصة فى ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة التى تحتاج إلى مجهود كبير لمواجة التضخم والأزمات، مع مراعاة تأثير ما يتخذ من قرارات على المواطن المصرى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
هناك تحديات كبيرة تنتظر الحكومة الجديدة على رأسها الملف الاقتصادى وملف الأمن القومي، لذا بات لزاماً أن يتم انتقاء كوادر متخصصة واعية صاحبة خبرات علمية وعملية فى جميع الوزارات تحكمها مجموعة من المبادئ، لابد من المحاسبة والمراجعة بشكل دورى للخطط والمستهدفات المطلوبة من كل وزارة، حتى نضمن نجاحها فى تنفيذ المطلوب منها، حتى نصل إلى حلول قابلة للتنفيذ تعبر بالوطن من عثراته وتحقق قفزات واسعة تنال رضا المواطن.
الحكومة الجديدة لابد وأن تكون واعية لحجم المخاطر والتحديات التى تهدد الأمن القومى وأننا فى مرحلة دقيقة وحرجة من عمر الوطن فى ظل اضطراب إقليمى ودولى وحروب ونزاعات ومخططات تقسيم تحيط بنا من جميع الحدود والجبهات، لابد وأن يتناسب حجم عمل الحكومة وما يتم انجازه مع طموحات وآمال الشعب المصري، الذى تحمل فاتورة الإصلاحات الاقتصادية ووقف خلف الوطن والقيادة السياسية فى أصعب الظروف والأوقات، لذا لابد وأن تكون الحكومة القادمة حكومة رد الجميل للشعب المصرى الصبور الواعى الذى يعلم قيمة الوطن وقيمة ترابه وتضحيات رجاله الشرفاء المخلصين من أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم وحياتهم لحماية الوطن ومقدراته من خفافيش الظلام وقوى الشر التى كانت تسعى لهدم وطن جاء قبل التاريخ بتاريخ.. والله من وراء القصد.. حفظ الله مصر.