بدأت مظاهر الحياة تعود تدريجيا أمس إلى العاصمة السورية، بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق. عادت الدوائر الحكومية للعمل بعد إغلاقها على مدى اليومين الماضيين، وبدت حركة مرور السيارات خفيفة جراء القصف الإسرائيلي على محيط المدينة.
وفي الوقت نفسه اجتمع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد غازي الجلالي مع رئيس الحكومة المكلف محمد البشير، حيث أعلن البشير أنه «تم تكليفنا بتسيير الأعمال حتى أول مارس المقبل».
وأضاف: «عقدنا جلسة تضم وزراء حكومة الإنقاذ ومجلس الوزراء السابق لنقل الملفات بينهما وتسيير الأعمال».
وقالت مصادر سورية إنه سيتم حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب، وأضافت أنه سيتم النظر بحالة الجيش الحالي وإعادة ترتيب أوضاعه، مشيرة إلى أن ضبط الأمن وتقديم الخدمات والانتقال السلس أولويات في حكومة تصريف الأعمال.
أكدت المصادر أن حكومة تصريف الأعمال ستهيئ الأجواء لحكومة دائمة، مضيفة أن المشاورات مستمرة لتشكيل حكومة، موضحة أن وزراء حكومة الإنقاذ سيواصلون أعمالهم في حكومة تصريف الأعمال.
في الوقت نفسه، قال مصدران مقربان من مقاتلي الفصائل المسلحة السورية لرويترز إن قيادة القوات أمرت مقاتليها بالانسحاب من المدن وبنشر وحدات تابعة لهيئة تحرير الشام من الشرطة وقوات الأمن الداخلي.
من ناحية أخرى، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون، أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية في سوريا لم يكن متوقعا، ولكنه يظل لحظة تاريخية يعقبها تغير سريع للأوضاع، ما يجعل سوريا الآن في مفترق طرق.
وقال بيدرسون إن سوريا لديها فرص كبيرة للغاية ولكن بمخاطر كبيرة أيضا، ويجب النظر إلى الجانبين، لافتا إلى أنه ما زالت هناك بعض القضايا التي تتعلق بالنظام والأمن في سوريا يجب النظر إليها.
وأعرب عن أمله أن يستتب الأمن في سوريا والهدوء، مشيرا إلى التطور المقلق للتحركات والقصف الإسرائيلي على الأراضي السورية، مع استمرار التأكيد على ضرورة حماية المدنيين تماشيا مع القانون الإنساني الدولي، والحفاظ على المؤسسات العامة.
وفي واشنطن، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الإطاحة بالنظام السوري فرصة؛ لكنها تحمل أيضا خطرا كبيرا، مرحبا ببيان قادة الفصائل السورية المعارضة بشأن تشكيل حكومة تضم أطياف السوريين.
ونبه بلينكن – في تصريح أوردته قناة (الحرة) الأمريكية- إلى أن المقياس الحقيقي هو الالتزام بفعل ذلك، مشددا على التزام واشنطن الواضح بتجنب تفكيك سوريا ومنع تصدير الإرهاب والتطرف.
كما أكد ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخاارجية الأمريكية إن واشنطن لديها عدد من الطرق للتواصل مع الفصائل المسلحة، وقال «شاركنا في هذه المحادثات على مدى الأيام القليلة الماضية. وشارك الوزير أنتوني بلينكن نفسه في محادثات مع دول لها نفوذ داخل سوريا، وسنواصل القيام بذلك».
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن سوريا يجب أن يحكمها شعبها، مؤكدا أن بلاده ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في بناء سوريا خالية من الإرهاب.