العقل هو أقوى أداة يمتلكها الإنسان، ليس فقط لأنه يتحكم فى أفكاره وسلوكياته، ولكن لأنه قادر على تشكيل واقعه. هذه الفكرة ليست مجرد فلسفة أو معتقد روحى، بل تدعمها دراسات علمية فى مجالات علم النفس، وعلم الأعصاب، وحتى الفيزياء الحديثة. يقوم العقل على إدارة وظائف جسم الإنسان الرئيسية، ويتحكم بالمشاعر، والعواطف، والإدراك، فالعقل يحتوى على مليارات الخلايا العصبية المعقدة.
إدراكنا للأشياء يتأثر بمعتقداتنا، وتجاربنا السابقة، وطريقة تفكيرنا. هذا يعنى أن الواقع ليس مجرد أحداث موضوعية، بل هو انعكاس لطريقة تفسيرنا لهذه الأحداث فقد يرى شخصان نفس الموقف لكن يستجيب كل منهما بطريقة مختلفة تمامًا. شخص يرى تحديًا، وآخر يرى أنه غير ذلك يُعتبر «مفهوم الجذب» أحد المفاهيم الشهيرة التى تتحدث عن قدرة العقل على خلق الواقع. يعتمد هذا القانون على فكرة أن الأفكار الإيجابية تجذب تجارب إيجابية، والأفكار السلبية تجذب تجارب سلبية. حتى وإن بدت هذه الفكرة غير منطقية للبعض، الأفكار تؤثر على السلوك، والسلوك يؤثر على القرارات، والقرارات تشكل الواقع. بمعنى آخر، عندما تركز على فكرة معينة، عقلك اللاواعى يبدأ فى توجيهك لاختيارات وأفعال تدعم هذه الفكرة، مما يؤدى فى النهاية لتحقيقها. والعقل الباطن يعمل مثل برنامج يدير حياتك دون أن تشعر. هو المسئول عن العادات، ردود الأفعال التلقائية، وحتى المعتقدات العميقة التى لا تدركها بوعى. إذا كنت تؤمن أنك غير قادر على النجاح، ستجد نفسك تتصرف بطرق غير مباشرة تدعم هذا الاعتقاد: تتجنب الفرص، تتردد فى اتخاذ قرارات جريئة، وتفسر الفشل على أنه تأكيد لمعتقدك. العكس صحيح أيضًا. عندما تبرمج عقلك الباطن بأفكار إيجابية وثقة بالنفس، يبدأ فى توجيهك نحو سلوكيات تزيد من فرص نجاحك. التصور العقلى هو تمرين ذهنى يعتمد على تخيل أهدافك وكأنها تحققت بالفعل. الرياضيون المحترفون يستخدمونه لتحسين أدائهم، ورجال الأعمال الناجحون يستخدمونه لتحقيق أهدافهم. كن واعيًا للأفكار التى تدور فى ذهنك يوميًا. الأفكار السلبية المتكررة تصبح معتقدات مع الوقت تحدث مع نفسك بإيجابية، لا تتوقع نتائج فورية. قد لا نستطيع التحكم فى كل شىء يحدث حولنا، لكن يمكننا التحكم فى كيفية استجابتنا له. العقل ليس مجرد أداة لفهم العالم، بل هو أيضًا وسيلة لتغييره والتعامل معه عندما تدرك هذه الحقيقة، تصبح أكثر وعيًا بقوة أفكارك وتأثيرها على حياتك. فالواقع ليس شيئًا ثابتًا نعيش فيه، بل هو انعكاس لعقولنا. كل فكرة تزرعها اليوم، ستجنى ثمارها غدًا. لذا، ازرع أفكارًا تبنى لك واقعًا يستحق أن تعيشه. ومن المؤكد أن العقل ليس مجرد تعبير بل حقيقة نفسية وعلمية أثبتتها الدراسات الحديثة. فالعقل ليس فقط أداة للتفكير والتحليل، بل هو المحرك الأساسى لكل ما نعيشه من تجارب وواقع. الأفكار التى تدور فى عقولنا يمكن أن تصبح واقعًا ملموسًا يؤثر على حياتنا اليومية، وقراراتنا، وحتى علاقاتنا. والعقل يعمل كمصفاة تمر من خلالها كل التجارب والأحداث التى نمر بها. ما نعتقده ونفكر فيه بشكل مستمر يصبح فى النهاية جزءًا من تجربتنا الواقعية. على سبيل المثال، إذا كنت تؤمن بأنك قادر على تحقيق النجاح، فإن عقلك سيوجهك تلقائيًا نحو اتخاذ قرارات تدعم هذا الاعتقاد. ستصبح أكثر جرأة فى مواجهة التحديات وأكثر ثقة فى قدراتك. على الجانب الآخر، إذا كان لديك اعتقاد راسخ بأنك لن تنجح أبدًا، فإن هذا الاعتقاد سيحد من قدرتك على استغلال الفرص، ويجعلك تتجنب المخاطرات التى قد تقودك للنجاح. ولندرك دائما أن البطل الخفى وراء قراراتنا هو العقل الواعى المسئول عن الأفكار اللحظية والتحليلية، لكن العقل الباطن هو الذى يدير جزء كبير من حياتنا اليومية. فهو المسئول عن العادات، القيم، والمعتقدات العميقة التى تشكل سلوكياتنا دون وعى منا.
أحرص دائما أن تكون تصرفاتك وقراراتك وتعاملاتك مع الآخرين متوافقة مع الواقع الحقيقى وليس الواقع الوهمى الذى تتخيله ولا تضع واقعا مزيفا لنفسك وأنت تعلم الحقيقة ضع نفسك فى ترتيبها الصحيح وتعامل مع الآخرين بقدرهم وقيمتهم حتى ولو كان ذلك على غير إرادتك ولا تعطى لنفسك أكبر من حجمها حتى لا تقع منكبا منهاراً لسوء تقديرك لواقعك. وختاما لنتأكد ونؤكد دوما أن أفكارك تصنع عالمك ونحن لسنا مجرد ضحايا للظروف أو الحظ. الواقع الذى نعيشه اليوم هو نتيجة لأفكارنا بالأمس. قد لا يكون الأمر سهلًا فى البداية، لكن مع التدريب والوعى ستجد أن تغيير طريقة تفكيرك يمكن أن يغير حياتك بالكامل. لذا، إذا أردت تغيير واقعك، ابدأ بتغيير أفكارك. وتذكّر دائمًا أن قرارك ونجاحك بيدك دون إغفال لإرادة الله سبحانه وتعالى.
حفظ الله مصر
حم شعبها العظيم وقائدها الحكيم