يقينًا سيكتب التاريخ أن الفترة التي نعيشها الآن هي الأسوأ في نماذج خيانة الأوطان والعمالة الرخيصة لمن يدبرون للمنطقة مخططات الخراب وإعادة تقسيم مدمرة، وبطل هذا المشهد المخزى بلا منازع جماعة الإخوان الإرهابية وجماعات التأسلم الكاذبة التي ستثبت الأيام لكل من انخدعوا فيهم أنهم أكثر من أضر بالدين وأخطر من أساءوا للأوطان وأسرع من فتحوا أبواب البلاد للأعداء، وأبشع من سفكوا الدماء البريئة.
لمدة 14 شهرًا كاملة وغزة وأهلها ينزفون ولم نجد محاولة واحدة من تلك التنظيمات والجماعات المتأسلمة لنصرتها، لا الإخوان تحركوا ولا أنصار بيت المقدس اهتموا ولا جبهة تحرير الشام أعلنوا الجهاد المقدس، الكل التزموا الصمت وتربعوا على مقاعد المشاهدة، وتركوا لإسرائيل أن تفعل ما تريد، وكأنهم لا يرون ولا يسمعون، إسرائيل تقتل الأبرياء الفلسطينيين وتشرد الأسر وتدمر المدن الغزاوية والمناطق اللبنانية، بينما هؤلاء مشغولون بالجهاد الأكبر بالهجوم على دولهم والتشكيك في جيوشها وقيادتها وصناعة الأزمات داخلها بالفتن والأكاذيب والشائعات، وكلنا نرى ما يفعلونه ضد الدولة المصرية.
الجماعات التي لم تُطلق رصاصة واحدة ولا صرخة جهاد ولو خاطفة تجاه إسرائيل هي نفسها التي تسهر قنواتها وصفحات ميليشياتها للتحريض على الثورة المزعومة في مصر، وترويج الأكاذيب الواحدة تلو الأخرى ضد مؤسساتها الوطنية، وهي أيضا نفسها التي أطلقت النفير لإشعال شمال سوريا بإدلب وريف حلب في نفس يوم هدوء الأوضاع في لبنان، الأسلحة التي كان من المفترض أن تحارب إسرائيل تم ادخارها لمحاربة الدولة الوطنية العربية، واللافت أن إشارة البدء كانت من نتنياهو، بالطبع لم يفاجئنا كل هذا، فمن يعلم تاريخ هذه الجماعات ويغوص في تفاصيل نشأتها ويستمع لمن خرجوا عليها بعد أن أدركوا حقيقتها يعرف تمامًا أنهم أداة مصطنعة لتخريب الدول العربية، جيوش مستأجرة للقتال في المنطقة وتنفيذ المخطط، حماية للأرواح الغربية القتل «منا فينا» ليحصد الغرب الثمار على الجاهز.
لكن الخطر فى المخدوعين بوهم الدين الذي يروجه هؤلاء وإدعاء أنهم حماة الإسلام وباحثون عن دولة الخلافة التي تعيد مجد الدين، ورغم أنهم حكموا مصر عامًا ولم تظهر لهم أى خلافة، وإنما ظهر فساد وتمكين للإرهابيين وعمالة واتفاق للتنازل عن أرض سيناء لتنفيذ نفس المخطط الذي تحاول إسرائيل تنفيذه الآن، وحكموا تونس ولم تقم خلافة الكاذبون وإنما قامت امبراطورية الغنوشي وعصابته التي فجرت الغضب الشعبي بسبب النهب والفشل السياسي الكارثي والفتنة التى اصطنعوها، ومن قبلها حكموا السودان 30 عامًا ولم تظهر للخلافة أى علامات بل ظهر تفتيت الدولة والفساد والحروب الأهلية، ولن أتحدث عما حدث في فلسطين وتقسيم الدولة المحتلة أصلا إلى غزة والضفة بقرار من حماس، وتفتيت التماسك الفلسطيني الذي اضعف صوتهم.
لكن المؤكد أن كل تجاربهم فى الحكم فاضحة لكونهم جماعات مصالح ونبت شيطاني تتم زراعته لزعزعة استقرار الدولة وتفكيك أركانها ونشر الفوضى في ربوعها، وكلمة السر في خداع البسطاء هي حماية الدين وعودة الخلافة، طوال أكثر من 90 عامًا ليست هناك دولة ظهروا فيها أو حكموها إلا وكان مصيرها الفوضى، وللأسف بسببهم أصبح الفشل مرتبطًا بالدين لأنهم اعتبروا أنفسهم رجال الدين والحاكمين باسمه والدين برىء منهم الدين قيم تحقق العدالة والرشاد والصدق والسلام، وهؤلاء بعيدون تمامًا عن ذلك، فليس من الدين القتل والتفجير وليس من قيمه التكفير، وليس من مبادئه الخيانة، فواحش ارتكبوها جهارًا نهارًا باسم الدين والحق أنها بهدف وحيد وهو مصالحهم السياسية ومكاسبهم الشخصية التي يرون أنها تتحقق من خلال التآمر وتنفيذ ما يملى عليهم، السمع والطاعة المرشد الإرهابية يتوازى معه أيضا سمع لما يؤمرون به وطاعة لمن يمولونهم ويحركونهم، تلك عادتهم منذ النشأة خيانات لا تنتهى للأوطان والدين وعلى هذا الطريق المعوج دينًا وأخلاقًا سار مرشد الإرهاب الأول حسن البنا، صفحات خيانته وعمالته لصالح انجلترا تكفى لإصدار كتاب متكامل، وعلى نهجه سار من جاءوا بعده.