من الصعب أن تصل إلى رقم محدد لعدد محال الكباب على مستوى الجمهورية أو حتى على مستوى القاهرة وحدها لا احد يمتلك الرقم لكن يكفى أن تسير فى أى شارع لتجد محلاً أو أكثر أو تجد دخان المشويات يملأ المكان قد يختلف مستوى محال الكباب أو شكلها أو أسعارها حسب المكان، لكن يبقى المشهد العام أن محال الكباب والكفتة والمشويات أصبحت أحد أبرز ملامح المناطق المختلفة، ولكل منطقة محل يتصدر التريند بين أكيلة الكباب وقد يأتون إليه من مناطق مختلفة.. وخلال السنوات الاخيرة تحول الامر فى محال الكباب والمشويات إلى نظام السلاسل بعد ان توسع بعضهم وافتتح فروعاً فى أحياء مختلفة، وبعضهم تجاوز العشرة فروع وعدد منهم اصبح له اسماء معروفة خارج مصر، وزبائنه من الاشقاء العرب والسياح.. وإذا كانت محال الكباب قد ارتبطت تاريخيا بالمناطق الشعبية، فقد اصبحت الان تحجز مكانها فى كل الاحياء الراقية وتتسابق للتواجد فى المدن الجديدة، بل والقرى السياحية الراقية.
ولا يختلف عشاق الكباب والكفتة حسب القدرة المالية أو المستوى الاجتماعي، الكل فى حب الكباب سواء، مواطنين ونجوم رياضة وفن وسياسة، وفى اغلب محال الكباب تجد عادة صور صاحب المحل مع النجوم تزين الحوائط وتعطى رسالة بأنه مصدر ثقة.
اللافت أنه حتى مع الارتفاع الملحوظ فى أسعار الكباب والذى وصل فى بعض المحال إلى ما يزيد عن 1500 جنيه، لم تتأثر المحال ولم يتراجع عدد الزبائن بل ظل الاقبال كما هو، حباً فى الكباب، وعشقا فى المشويات التى اصبحت جزءاً من ثقافة المصريين وتستحق دراستها، فرغم دخول مطاعم وسلاسل فرانشيز عالمية بكثرة إلى مصر، لم يمس هذا عرش محال الكباب التى يبدع اصحابها فى تطوير انفسهم بما يتناسب مع طلبات الزبائن، وهو ما فعله بعض اصحاب الاسماء التاريخية فى عالم الكباب ليحولوا مطاعمهم إلى محال فايف ستارز فى اماكن راقية ليخاطبوا الزبائن، كل حسب مقدرته بل وانتقلت المحال إلى الاندية فأغلب الاندية الكبيرة فى القاهرة بها فروع لمحال الكباب المعروفة، الكبابجية ايضا يطوعون خبراتهم فى مخاطبة الشباب بما يناسب طبيعتهم وقدراتهم المالية، من خلال وجبات «تيك اواي» خفيفة ورخيصة، حتى يجذبوا أكبر عدد منهم والا يخرجوا من السوق.
وإذا كانت الاغلبية تحافظ على سمعتها وحماية الاسم لكن البعض يرتكبون جرائم فى مستوى الكباب، واللحوم المستخدمة والبعض قد يتهربون من الضرائب لهذا يصف خبراء الاقتصاد تجارة الكباب بأنها جزء من الاقتصاد الاسود.
مفاجأة..
٨٠٪ من كباب المحال.. لحوم مجمدة
«القصابين»: «الفرمة الجاهزة» خطر على الصحة.. والرقابة ضرورة لردع معدومى الضمير
المغالاة فى أسعار الكباب والكفتة فى المطاعم غير مبرر والضمير هو من يحكم عملية البيع فى المطاعم خاصة فى ظل تفاوت الأسعار الرهيب من مطعم إلى آخر، حيث يستخدم البعض لحوم بلدية سواء فى الشواء أو الفرم لعمل الكفتة فيما يلجأ البعض الآخر إلى استخدام لحوم مستوردة أو مجمدة، بينما يلجأ بعض معدومى الضمائر إلى استخدام ما يعرف بالفرمة الجاهزة من المدبح وأجمع أعضاء شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية على خطورة مثل هذة الخلطات على الصحة العامة.
أوضح مصطفى وهبة رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية أن سعر اللحوم البلدية معروف حيث إن كيلو اللحم كندوز يتراوح سعره حسب المكان بين 370 و450 جنيها واللحم البتلو ما بين 350 و400 جنيه واللحوم البلدية يترواح السعر ما بين 320 و420 جنيهاً وعِرْقِ البتلو 420 جنيهاً والكبدة البلدى يتراوح سعر الكيلو منها ما بين 400 و430 جنيهاً والضانى يتراوح سعر الكيلو ما بين 500 و520 جنيهاً والجملى يتراوح ما بين 270 و300 جنيه، وبإضافة هامش ربح بسيط تتضح الفوارق بين المطاعم، معللاً تفاوت الاسعار بين المطاعم نتيجة استخدام البعض لحوم بلدية بقرى وجاموسى والبعض الآخر يستخدم المستورد.
فيما أوضح هيثم عبدالباسط نائب رئيس الشعبة أن أسعار منتجات اللحوم فى المطاعم مبالغ فى أسعارها بشكل كبير، وكنا نظن أن مستخدم اللحوم البلدية فى مطعمه يمكن أن يبيع كيلو الكباب بهامش ربح 100 فى الكيلو بسعر 550 جنيهاً فلماذا يصل سعره فى بعض الأحيان إلى أكثر من 1200 جنيه، وهذا سؤال يحمل دلائل كثيرة تحتاج إلى الإجابة عنها، مضيفا أن بعض المطاعم تستخدم ما يعرف بالفرمة الجاهزة والتى تباع فى المدبح بسعر 200 جنيه للكيلو، وهذا خطر على الصحة العامة مطالباً الجهات الرقابية ضرورة التفتيش على هذه المطاعم نظراً لخطورة استخدام مثل هذه الخلطات التى تضر بالصحة العامة للمواطنين.
أوضح عبدالباسط أن 80٪ من محال الكباب والكفتة تستخدم اللحوم المجمدة حيث إنها قليلة السعر إذا ما قورنت باللحوم البلدية ومن ثم تضاعف المكسب لدى بعض المطاعم، لافتاً إلى أن بعض المحال تستخدم للترويج عنها إعلانات تستقدم فيها بعض الفنانين ولاعبى كرة القدم وهؤلاء يتقاضون مبالغ كبيرة جداً لذا تجد بعض المحال ترفع سعر ما تقدمه نظراً لما تم صرفه على الإعلانات.
1300
جنيه سعر الكيلو فى المناطق الراقية والشعبية بـ560
أصحاب المطاعم:
أجور العمالة والإيجارات وراء المبالغة فى الأسعار
الجودة أهم من السعر «شعار» يرفعه أصحاب محال الكباب والكفتة والعاملون فيها مؤكدين أن زيادة أسعار اللحوم ومدخلات الإنتاج له الضلع الأكبر فى ارتفاع الأسعار إضافة إلى أجور العمالة ومصروفات المكان.
الحاج سيد الشيخ صاحب محل كباب وكفتة بحى دار السلام أكد أن الجودة هى أساس عمل المطاعم، وأن استخدام المحل اللحوم الجيدة البلدية والعمالة المدربة هو من يجذب الزبون مؤكداً أن مطعمه لا يستقدم أى لحوم مجمدة أو مستوردة بالإضافة إلى استخدامه الخضراوات الطازجة يوماً بيوم مشيراً إلى أن سعر اللحوم البلدية فى الأسواق حـالياً يتـراوح بين 380 و420 جنيهاً حسب المكان لذا فسعر كيلو الكباب بعد الطهى يصل إلى 560 جنيهاً والكفتة بـ480.. مضيفا أن أجرة الصنايعى وصلت 300 جنيه فى اليوم فيما يتقاضى العامل قليل الخبرة 150 جنيهاً إضافة إلى ارتفاع نفقات المحال من كهرباء ومياه أضافت عبء جديد يضاف على الفاتورة النهائية للمستهلك، معلناً أن معظم أصحاب المحال يلجأون الآن إلى عمل عروض على الطلبات الكبيرة «عروض الأسرة» وعروض «الصحبة» لجذب المستهلكين والتغلب على ارتفاع الأسعار.. فيما أوضح محمد مروان «عامل « بمحل لبيع الكباب والكفتة أن بعض المحال تقوم بعمليات شواء اللحوم المستوردة والمجمدة وتقدمها للزبائن على أنها لحوم بلدية، وهذا أساس تفاوت الأسعار فى محال الكباب والكفتة مشيراً إلى أن الزبون بعد التجربة يعرف المحل الجيد من المحل السيئ مضيفاً أن بعض المحال تقوم بإضافة كثير من البهارات على اللحوم المجمدة حتى تقارب فى طعمها طعم اللحوم البلدية.
بسؤال الحاج ناصر مدير احد المطاعم الشهيرة لبيع الكباب والكفتة أكد أن سعر كيلو الكباب الضانى وصل 1200 جنيه وفيلتو ضانى 1300 جنيه وكيلو كباب وكفتة 1050 جنيهاً والريش الضانى بـ1300 جنيه وطاسة كفتة بالصلصة بـ»طشة» الزبادى 270 جنيهاً والفرخة رستو مع بطاطس بـ360 جنيهاً وكتف الضانى نيفة بـ800 جنيه وكيلو الكبد وكلاوى ومخاصى وكفتة باللية بـ900 جنيه وورق عنب بالكوارع بـ270 جنيهاً.
المواطنون:
التفكير فى وجبة «كباب وكفتة» حاليًا.. مغامرة
رغم الضغوط الاقتصادية إلا أن رب الأسرة يحرص على الخروج مع أسرته بشكل دورى ولو مرة واحدة فى الشهر لتناول الطعام خارج المنزل بهدف تغيير روتين الحياة اليومي.
محمد عبدو صاحب ورشة بشق التعبان أكد أنه قام بدعوة أسرته المكونة من 4 أفراد إلى تناول وجبة فى أحد محال الكباب وقام بطلب وجبة تحت مسمى 999 وعند سؤاله عن سعرها وجدها بـ1600 جنيه فى حين أنه من حوالى ثلاث سنوات كان سعرها لا يتعدى 550 جنيهاً فقام بتغيير طلبه بعدما فوجئ أن سعر طلبه أكبر سيتجاوز 1900 جنيه تفادياً للخسائر ومراعاة لميزانية البيت وفى نفس الوقت محاولة إرضاء أبنائه وزوجته الذين يعتبرون تلك الأكلة بمثابة مكافأة شهرية لتغيير روتين الحياة اليومي، لكن بعد تلك الأسعار المبالغ فيها سوف يعيد حساباته مرات قبل التفكير فى المغامرة بخوض التجربة الباهظة التكلفة.
عباس محمد حنفى «معاش» يقول إن أسـرته مكونة من 5 أفراد وكان يقوم أسبوعيا بدعوة أسرته للخروج وتناول الطعام فى الخارج، ومع تزايد الضغوط الحياتية وارتفاع تكلفة «الخروجة» على حد قوله يكتفى الآن بالخروج مرة واحدة فى الشهر لتناول الطعام فى أحد المحال المعقولة، مضيفاً أن تكلفة عزومة الأهل فى السابق كانت لا تتعدى 500 جنيه ولكن مع ارتفاع الأسعار أصبحت تكلفة الوجبة تحتاج معاش إضافى للمعاش الذى يتقاضاه، لكنه يشعر بالضيق الشديد خاصة أن أحفاده كانوا ينتظرون تلك الـ»عزومة» شهرياً منه، لكن ما باليد حيلة.
من جانبه قال إسلام بخيت مدير بإحدى شركات المحمول إنه من عشاق الكباب والكفتة فكان يقوم هو وأصدقاؤه فى العمل بشراء العروض التى تقوم بها محال الكباب حيث إن تكلفة هذه العروض قديماً كانت أقل من تناول وجبة منفردة، لكنهم تغيرت اهتماماتهم تماماً بعدما أصبحت الأسعار نار فقد وصل سعر كيلو الكباب 1300 جنيه بخلاف السلطات والأرز والعيش مما يجعل التفكير فى شراء تلك الوجبة بمثابة تضحية بأغلب الراتب، خاصة بعد انتشار تلك المطاعم بكثافة يجعل الخوف ملازماً له سوى أن يأكل فى المحال الشهيرة، وهذه المحال أسعارها فلكية.
فيما أوضح عمرو الديب مدرس «أعزب» أنه عندما يقرر شراء الكباب والكفتة يفضل تناول سندويشات اللحوم لأن سعرها فى المتناول وتكلفتها أقل بكثير من الوجباب فثمن ساندوتش الكفتة يكلفه 70 جنيهاً فى حين أن وجبة واحدة داخل المطعم تكلفه أضعاف هذا المبلغ ويضيف أنه يقيم فى إحدى المناطق الشعبية ورغم ذلك فإن أسعار المطاعم فيها ارتفعت بشكل كبير.
المصريون ينفقون 30 ٪ من الدخل فى «قصور الكباب»
د. خضر: محال الشواء.. جزء من التراث المصرى.. لكنه خارج اقتصاديات الدولة
يتزايد نسب الاقبال على تناول اللحوم المشوية خاصة أنها خالية من الدهون وغير مشبعة بالزيوت مثل اللحوم المحمرة أو المطهية فى طواجن، لكن خبراء التغذية والصحة أكدوا أن الشواء لا يعنى انعدام الأضرار الجانبية التى قد تصيب الإنسان بسبب شوى اللحوم.
حيث أوضحت د. أمنية جلال أستاذ التغذية بجامعة حلوان أن الاكل المشوى خاصة الكباب يحرص عليه الكثيرون نتيجة التوابل المضافة مع اللحوم أثناء الشوى بما يساعد فى فتح الشهية بشكل معتدل ليست به أضرار صحية، لكن الأجزاء المحروقة الناتجة عن عملية الشواء تطلق مادة سامة مسرطنة ناتجة عن حرق البروتين الموجود فى اللحوم على الفحم، مؤكدة أن تناول اللحوم الصافية المشوية مفيد للصحة العامة ولكن تحذر من تناول الكفتة لأن معدومى الضمير يقومون بخلط جزء بسيط من اللحوم بأشياء أخرى تحتوى على نسب دهون كبيرة وهو ما يعطيها مذاق مميز، ولكن تناولها قد يسبب كثير من الأمراض خاصة أمراض القلب وتصلب الشرايين والجلطات.
دكتور مجدى نزيه عزمى استشارى التثقيف الغذائى أشار إلى أن تناول الأطعمة المشوية بشكل عام سواء كانت لحوم أو مخبوزات أو خضراوات بشكل معتدل ليست به أى مشكلة ولكن تكمن خطورة تناول الأطعمة المشوية بصفة مستمرة أو الاعتماد عليها من المحتمل أن يؤدى إلى أضرار صحية مستقبلية نتيجة ارتفاع نسب الكربون فى الأطعمة المشوية سواء على الفحم كالكباب والبسكوت المخبوز فى الفرن أو الخضراوات التى يتم طهيها بمعزل عن الماء، وزيادة نسب الكربون يؤدى إلى أنواع من الأورام السرطانية لمن لديهم استعداد وراثى لذلك.
ومن وجهة نظر اقتصادية يقول د. سيد خضر أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق إن انتشار محال الكباب والكفتة فى مصر له تأثيرات اقتصادية وثقافية واجتماعية متنوعة، حيث تعتبر هذه المحال جزءا أساسيا من الحياة اليومية لكثير من المصريين، مما يجعلها عنصرا مهمًا فى الاقتصاد المحلى الأسود غير المفيد للدولة لأن معظم تلك المحال لا تعمل بشكل رسمى وبالتالى تفقد الدولة إضافة قيمة مضافة لها من الإيرادات الضريبية، حيث تعتبر محال الكباب والكفتة جزءا من قطاع الطعام السريع، مما يساهم فى خلق فرص عمل جديدة، ودعم المزارعين العاملين فى مجالات تربية المواشى أو الزراعة المرتبطة بأنشطة تلك المحال، ويجب ألا نتجاهل أن تلك المحال تستغل الثقافة والهوية حيث تمثل محال الكباب والكفتة جزءا من التراث المصري، خاصة للسائحين الذين يأتون مصر يرغبون فى معرفة ذلك التراث الشعبي، كما أن التنافس بين تلك المحال أسهم فى تقديمها عروض أسعار متباينة وقد يأتى ذلك على حساب الجودة والتلاعب فى الكميات المطلوبة، مما جعل أحد جهات الإحصاء والدراسات تكشف أن المصريين ينفقون على تلك المحال ما بين 20٪ إلى 30٪ من ميزانية الأطعمة الجاهزة.
دراسة:
مكاسب 100 ٪
فى دراسة حديثة عن جدوى فتح مشروع مشويات أعدها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر أكدت أن صافى الأرباح السنوية لهذه المشروعات تقدر بنحو نصف مليون جنيه فى السنة الأولي، ويستمر الارتفاع التدريجى فى الأرباح سنوياً وفق جودة الطعم والإقبال من المستهلكين وابتكار أساليب جديدة فى العرض الترويجى بما يزيد من الإقبال إضافة إلى إدخال أصناف جديدة.
أشارت الدراسة إلى أن مشروعات المشويات تتميز بسرعة تدوير رأس المال حيث إن تكلفة المشروع فى الأماكن البسيطة لا تزيد على نصف مليون جنيه، متضمنة تجهيز المكان وشراء المستلزمات التى ينطلق منها لتحصيل أرباح بنسبة 100٪ وزيادة خاصة لأن أغلب تلك أصحاب المحال يتهربون من الضرائب وبعضهم يلجأ إلى اختلاس التيار الكهربائى ووصلات المياه ولا يحاسبون وفق الأسعار التجارية.
لفتت الدراسة أن حجم المبيعــات الســنوية لدى بعض المحال المتوســطة تصل قــرابة 2.5 مليون جنيه فى السنة الاولى ويصل إلى 3.6 مليون جنيه فى السنة الخامسة متضمنة نسبة أرباح خيالية مما يدفع بعضهم إلى استخدام أساليب غير مشروعة فى استبدال اللحوم البلدى بالمجمدة للإفادة من فارق الأسعار.
«متعة الطعام».. وراء الإقبال
يوضح الدكتور ياسر قنصوة استاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا فى ذات السياق عندما تحلل طبيعة الشخصية لدى عموم الشعب المصرى تجد أن قناة المتعة الرئيسية عنده هى الأكل الظاهرة الجديرة بالدراسة أن نسبة الصرف الأكبر لدى أى بيت مصرى على اختلاف مستوى معيشته هى موجهة إلى الطعام على وجه التحديد ولا تعنى الفرد كثيراً أوجه الترفيه الاخرى مثل الرياضة أو القراءة أو حتى التسوق.
يضيف د.قنصوة أن الكباب يأتى على رأس قائمة البدائل من الأطعمة التى تحقق المتعة لأسباب مختلفة حسب طبيعة الأفراد هناك أشخاص «يكسبون بشكل أو بآخر مئات الآلاف يومياً، فمتعتهم أن يأكلوا يومياً هم وأهلهم وأصدقاؤهم «كباب» وهناك ابناء الطبقة الوسطى وما دونها يحبون أن يجربوا الأمر ولكن على فترات متباعدة وهناك فقراء يذهبون ايضا كل فترة بعيدة فتكتشف أن الزحام الموجود فى هذه المحال يضم كل الفئات لأن هناك نسبة وتناسب بينها من أفراد المجتمع.
يرتبط هذا الاتجاه بظاهرة عالمية هى الخوف من الغد بما يخلق حالة من الاستعجال على الاستهلاك، كأن المواطن يقول لنفسه «أحينى النهاردة وموتنى بكرا».. يصبح لديه فهم للاستهلاك هذا الشيء لو اختفى سيقل الاستهلاك بالضرورة خاصة لهذه السلع ذات الاثمان الباهظة ويرتفع مع هذا معدلات الادخار مع الارتفاع السكانى تجد تأثيرات ظاهرة الفهم خلقت زحاماً على بعض السلع التى يفترض ألا تشهد هذا التكالب.
يوضح الدكتور ياسر قنصوة أن هذا الأمر يتصل كذلك بدرجة الاستثمار لدى أصحاب رءوس الأموال، فالمواطن هنا إذا كانت لديه مقدرة مالية سيكون كسولاً فيها يتجه إلى وضع الأموال فى بنك مثلاً أفضل من خوض مشروع لأنه يبتعد عن المخاطرة، فإذا استثمر سيتجه للأكثر أمانا والمضمون بالنسبة له وبالتالى هذه المحال لها مضمونية.