> ونحن نتحدث عن السياحة الريفية وما يمكن أن تقدمه لمصر من دخل اقتصادى وإسهام فى تنمية الريف.. قرأت ما أسعدنى حقاً عن قرية مصرية تزدهر فيها السياحة الداخلية.. بل والسياحة الخارجية أيضا.. على عهدة كاتب المقال فى اليوم السابع.. القرية هى «الشخلوبة».. والشخلوبة: جاء اسمها من أسماك تسمى الشخلوب وكانت تتواجد بكثرة حولها.. فهى جزيرة فى وسط مياه بحيرة البرلس.
> والبرلس هى واحدة من خمس بحيرات مصرية على ساحل البحر المتوسط.. نتصل بالبحر.. وتمتد إلى الداخل ويمكن أن نبدأها من ساحل سيناء حيث بحيرة البروديل ثم بعدها تأتى بحيرات المنزلة، والبرلس، وإدكو، ومريوط.. وقد عانت هذه البحيرات طويلاً من مشاكل عديدة أقلها الثلوث ثم عمليات الردم التى اقتطعت منها مساحات كبيرة.. والصرف الصحى الذى افسد مياهها وقتل الثروة السمكية.. ولكن هذا كله توقف بعد اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذه البحيرات واطلاقه المشروع القومى لتطهيرها وتنميتها وإعادة ازدهار الثروه السمكية وتهيئة الفرص للاستغلال العمرانى والسياحى لها.. وتشرف على عمليات التطهير الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
> وقد اطلق هذا المشروع القومى فى مايو 2017 لتطوير كل بحيرات مصر.. وعددها 14 بحيرة بتكلفة مبدئية مائه مليار جنيه وتشمل إلى جانب بحيراتها على شاطئ المتوسط: بحيرة بورفؤاد وبحيرة التمساح والبحيرات المرة وبحيرة سيوة وبحيرة نبع الحمراء وبحيرة قارون وبحيرة الريان وبحيرة ناصر وبحيرات توشكي.. وتشمل أعمال التطوير تنظيم مراسى وتوفير مراكب للصيادين لزيادة الثروة السمكية مع استغلال المناطق المحيطة سياحياً وعمرانياً.. ومع الفرص الاقتصادية الهائلة التى ستضيفها إلى اقتصاد مصر، أعمال تطهير بحيراتها.. فإن نصيب السياحة من فوائد هذا التطهير.. جدير بالاهتمام بهذه البحيرات كمنتج سياحى جديد تتميز كل بحيرة فيه بلون من ألوان السياحة.
>>>
> وبحيرة البرلس التى تقع فيها قرية أو جزيرة الشخلوبة هى ثانى أكبر البحيرات المصرية.. وتم الانتهاء من أعمال التطهير للمرحلتين الأولى والثانية.. واقيم كورنيش حولها.. وتعتبر البرلس ثانية أكبر البحيرات مساحة بعد المنزلة ومساحتها 108 آلاف فدان تقريبا بعد أن انخفضت مساحتها إلى 50٪ من مساحتها الأصلية نتيجة التعديات.. وقد أعلنت محمية طبيعية فى عام 1998.
> وجزيرة الشخلوبة هى واحدة من 28 جزيرة توجد فى بحيرة البرلس.. وهى تتمتع بالطبيعة والجمال والخضرة.. فى وسط مياه البحيرة.. ويسمونها عروس البرلس إشارة إلى جمالها.. وقد اصبحت مزاراً سياحياً للسياحة الداخلية وأغلبها من المحافظات المحيطة.. بل وأصبحت تفد إليها السياح من ألمانيا وفرنسا ومن السعودية والإمارات.. وتنظم لزائريها رحلات بلانشات فى أنحاء بحيرة البرلس.. وتقدم لهم وجبات السمك وهى أساساً من السمك البورى المشوى مع الأرز.
>>>
> وتتميز الشخلوبة ايضا باستقبالها الطيور المهاجرة من أوروبا.. ما يعد كذلك مجالا لسياحة مشاهدة الطيور.. وتجربة قرية الشخلوبة تجربة تستحق الرعاية وتستحق التقليد فى باقى جزر البرلس وباقى الجزر فى باقى البحيرات.. وهى تحتاج بلاشك إلى التفكير فى إقامة أماكن للاقامة على مستوى يلائم أفواج صغيرة.. ويزيد من مدة إقامة الزوار.. ومن الدخل المتحقق من زيارتهم.
> مصر غنية بامكانياتها السياحية وبتنوع منتجها السياحي.. وهذا منتج سياحى جديد.. منتج جزر البحيرات المصرية.. الذى يحتاج إلى من يتبناه.. ويعمل على تهيئة هذه الجزر لاستقبال حركة سياحية داخلية وخارجية.. وتوفير مستلزمات هذه الحركة السياحية من أماكن إقامة وغيرها.
>>>
> ومعظم هذه البحيرات المصرية يمكن أن يكون كل منها مقصداً سياحياً مستقلاً.. وأولها بحيرة ناصر.. هذه البحيرة منجم ذهب لمختلف ألوان السياحة.. فهناك أولا سياحة صيد الأسماك.. وقد سبق أن نظمت فيها مسابقات لصيد الاسماك.. ولكنها توقفت.
> كمال أن البحيرة وما بها من تماسيح هى نوع من السفارى النيلية.. يمكن أن تتاح فيها الفرصة لمشاهدة هذه التماسيح التى تكاثرت أعدادها بشكل بالغ.. ولأنه ممنوع صيد هذه التماسيح للحفاظ على التوازن البيئي.. فقد أصبح الأمر يستلزم ضرورة الحصول على الموافقات الدولية اللازمة للتخلص من جانب من هذه التماسيح.
> بحيرة ناصر يتوافق معها منتج لسياحة الآثار.. ومنتج للسفارى فى الصحراء الشرقية.. الآثار طبعاً فى سياحة أسوان ومعابدها.. ومعابد بحيرة ناصر على امتدادها وصولاً إلى معبدى أبوسمبل.
> ومنتج سفارى الصحراء يتيح فرصة رؤية ما بها من حياة برية ونباتية وربما وصولاً إلى محمياتها على البحر الأحمر وأهمها محمية وادى الجمال.
> منتج آخر هام وهو السياحة العلاجية.. فرمال أسوان فيها نوع من المعادن المشعة التى تفيد صحياً.. مع أسلوب الدفن فى الرمال الذى تتشارك مع عدة مناطق مصرية أشهرها سيوة.
> منتج بحيرة ناصر يمكن أن يكون هو منتج أسوان وضمنها بحيرة ناصر.. أو بحيرة ناصر وضمنها أسوان.. وفى أى الاحوال هو منتج قائم بذاته يمكن الترويج له كمنتج مستقل.. ويمكن أن يضاف إليه منتج البحر الاحمر ومنتج الاقصر.. هذا عن بحيرة ناصر.. مثل هذا يمكن أن نقول عن باقى البحيرات.. هذه كلها على أى حال كنوز سياحية مصرية علينا أن نفتحها لتثرى سياحتنا وتثرى اقتصادنا.. وتوفر مئات الألوف من فرص العمل.. وربما عدنا مرة أخرى للحديث تفصيلا عنها.