في حفل بهيج، وبحضور نخبة من الشخصيات العامة وكبار الكتاب والإعلاميين، كرّم مركز آتون للدراسات قامة من قامات الصحافة المصرية، الأستاذ ناجي قمحة، مدير تحرير جريدة الجمهورية الأسبق.
ويُعدّ الأستاذ ناجي قمحة أحد أعمدة الصحافة المصرية، الذين أثروا مسيرتها بإسهاماتهم القيّمة، حيث تمتد مسيرته المهنية لأكثر من ستة عقود، قدّم خلالها العديد من الأعمال الصحفية المتميزة، التي حظيت بتقدير القراء والمثقفين على حد سواء.
وقد تخرّج على يد الأستاذ ناجي قمحة أجيال من الصحفيين، الذين تعلموا منه الكثير، واقتدوا به في مسيرتهم المهنية، كما كان له دور كبير في تطوير جريدة الجمهورية، والارتقاء بمستواها، حتى أصبحت واحدة من أهم الصحف المصرية.
ويأتي تكريم الأستاذ ناجي قمحة من مركز آتون للدراسات، تقديراً لمسيرته المهنية المتميزة، وإسهاماته القيّمة في خدمة الصحافة المصرية، وتأكيداً على أهمية تكريم الرواد، الذين أسهموا في بناء وتطوير الصحافة المصرية.
قدمت الفعالية الإعلامية منى المراغي، واستهلت بكلمة للكاتب الصحفي فتحي محمود مدير مركز آتون للدراسات الذي أكد أنه لا يتم تكريم ناجي قمحة كشخص، وإنما تكريم لتاريخ من الصحافة، حيث أسعد الملايين من القراء بعمله الصحفي على مدار سنوات طويلة، وتتلمذ على يديه الآلاف من الصحفيين، فضلاً عن أنه أديب.
وفي بداية كلمته، أعرب الكاتب الصحفي ناجي قمحة عن شكره للحضور، ولمركز آتون للدراسات على هذه الفعالية، مستعرضاً بعضاً من محطاته من خلال الإجابة على تساؤلات مقدمة الفعالية منى المرغي، إذ أكد أن عمله بالصحافة دمر الأديب الذي بداخله، لا سيما وأنه تخرج من كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم اللغة العربية سنة 1961 وتتلمذ على يد قمم الصحافة والأدب في مصر، وكان يحضر محاضرات لطه حسين.
ولفت إلى أنه كما اهتم بالسياسة في الصحافة، فقد اهتم بالأمور الأخرى منها صفحة “الحب يجمع” في الجمهورية، وكانت الأولى من نوعها، وكذلك أول صفحة يومية متخصصة عن التعليم، واهتم بالكتابة عن المرأة والشباب وخاصة في مرحلة المراهقة، باعتبار أن ذلك يأتي من المسؤولية المجتمعية له كصحفي، وإيمانا بدور الصحافة في تشكيل الوعي.
كشف ناجي قمحة كذلك أنه يدين بالفضل لجمال عبدالناصر، فتعلم في الجامعة مجانا بفضله، وأكمل دراسته، مؤكداً أنه كان يعلم أفكار ومواقف عبدالناصر جيداً، ولهذا كان يكتب مانشيتاته ببراعة وسرعة.
كما تطرق إلى حياته الأسرية ودان بالفضل لزوجته الراحلة، التي تحملت معه الكثير لا سيما مع انشغاله تماما بعمله الصحفي، مشيرا في هذا السياق إلى أن جريدة الجمهورية كانت بمثابة زوجته الأولى، معبرا عن درجة انشغاله التي وصل إليها عن زوجته وأسرته، معربا عن سعادته بعلاقته الطيبة مع نجله الكاتب الصحفي أحمد ناجي قمحة وقيمة أحفاده في حياته.
بدوره قال الكانب الصحفي أحمد ناجي قمحة إنه عرف والده عندما زار الرئيس الراحل محمد أنور السادات القدس سنة ١٩٧٧ وقد بكى وقتها، إلا أنه يقول إنه اكتشف والده أكثر عندما رحلت والدته عام ٢٠٠٣ وكيف بكى وقتها عليها بكاءا شديدا.
ولفت قمحة إلى أن هناك العديد من الصفات المشتركة بينه وبين والده مثل العند والشعور بالمسؤولية وحب العمل حتى وإن اختلفا فكريا حول بعض القضايا.
وشهدت فعالية التكريم حضورًا كبيرًا من رؤساء تحرير الصحف والمواقع يتقدمهم أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية وماجد منير رئيس تحرير جريدة الأهرام ومحمد إبراهيم الدسوقى رئيس تحرير بوابة الأهرام، والكاتب الصحفي رشدي الدقن مدير تحرير روزاليوسف والدكتور أيمن عبدالوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية.
كما شمل الحضور كذلك عددا من الشخصيات العامة والسياسية أبرزهم السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق والوزير إبراهيم الهنيدى رئيس اللجنة التشريعية فى مجلس النواب والفنان رمزي العدل.
وفي نهاية الفعالية قدم الكاتب الصحفي فتحي محمود درع المركز للأستاذ ناجي قمحة، مقدما له الشكر على ما قدمه للصحافة وللمجتمع، فيما قدم الكاتب الصحفي ماجد منير رئيس تحرير جريدة الأهرام نسخة من المصحف الشريف هدية له.