الحكاية الاولى : كنت جالسا فى أحد الأماكن العامة بصحبة مجموعة من الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث عن الشأن العام والتحديات التى تواجه المنطقة ودور مصر فى التهدئة وإدارة الملفات باقتدار، وكان السؤال الأساسى هو: هل ستدخل مصر الحرب؟ وهل مصر تستطيع مواجهة امريكا؟ وهل احتمالات الحرب اكبر أم احتمالات السلام؟ تيقنت أن معظم الاسئلة موجهة لى شخصيا على اعتبار أننى متابع لكل هذه الأمور والتحليلات من واقع عملى اليومى كاتبا ومذيعا، قلت باختصار نحن لا نصارع الولايات المتحدة ولا نتحداها ولا نخلق مساحات للصراع ويجب ألا نفعل، لكن على العكس تماما نحن نحاول تقديم حلول قابلة للتطبيق مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
>>>
وفى سبيل تحقيق ذلك نحاول صناعة المستحيل ونتحمل فواتير باهظة فى هذا الإطار، واضفت ان اسرائيل تحاول استفزاز كل الدول المؤيدة للحق الفلسطينى وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن،
فيجب علينا ان نفوت الفرصة بعدم الدخول فى سجالات ستذهب بنا إلى مناطق نائية عن جغرافية الفكرة الأساسية، وعلينا ان نرمم جسور العلاقة مع كل المعسكرات خاصة الأمريكان فى ظل نوبة صحيان يمينية شديدة التطرف لا تبقى ولا تزر، كان اصدقائى يستمعون بإنصات وحينما فرغت من حديثى قالوا جميعا فى نفس الوقت ربنا يقويه السيسى ويساعده شايل فوق رأسه هموما تهد جبال.
>>>
الحكاية الثانية :تلقيت اتصالاً هاتفيا من شخص لا اعرفه وانا من العادة ارد على جميع الأرقام غير المسجلة فى عطلات نهاية الأسبوع، كان محدثى صاحب احد المصانع فى مدينة العاشر وقال: أستاذ فلان، دون مقدمات عندى ملاحظة أرجو ان توصلها لأولى الأمر، قلت تفضل دون ان اساله اى اسئلة عن شخصه وكيف وصل إلي، قال عندما نمر من بوابات الرسوم نقف لندفع الرسوم المقررة وهى تتراوح بين 5 إلى 20 بحسب الطرق، لكن فى أوقات الذروة نقف امام البوابات فى حالة زحام شديدة وتصل فترات الانتظار للمرور إلى عشرين دقيقة او أكثر.
>>>
وهنا أرى ان الدولة تخسر خسائر فادحة نتيجة هذا الانتظار، فالسيارة التى تقف كل هذا الوقت تقوم بحرق ما لا يقل عن لتر بنزين او سولار، وبما ان المحروقات مدعومة فى مصر فإن الدولة تخسر قيمة ما دعمته، ويضيف ان الشيء غير المفهوم ان الدولة تخسر لتر بنزين تكلفته دولار تقريبا « حوالى 50ج» من اجل تحصيل 10 جنيهات! فالدولة هنا تخسر تقريبا 40ج، واضاف أرجو الحصول على إحصاءات وأرقام عدد السيارات ووقت الانتظار وكمية الوقود المحترقة فى هذا الوقت ثم تقارن المبالغ المحصلة بالمبالغ المهدرة ! ويضيف» هذه آخر نقطة «، قلت له تحت امرك كما، قال هناك تطبيقات اليكترونية موجودة فى كل مكان فى العالم تسمح بالمرور ويتم خصم الرسوم مباشرة وبشكل رقمى دون انتظار ودون تحصيل ودون منح استثناءات، وختم بقوله: هذه أمانة وقد وضعتها فى رقبتك والسلام عليكم واغلق الهاتف دون ان أناقشه فيما قال.
>>>
الحكاية الثالثة: قصة محمد محسوب الذى أطلقت الصحف عليه خُط اسيوط تمثل قصة نجاح لوزارة الداخلية ورجالها الذين يصلون الليل بالنهار للحفاظ على الامن بطرق مبتكرة ودون ضجيج، لكن نظرا للخطورة الشديدة التى كانت تحيط بهذا الشخص وملابسات المكان والزمان وتفاصيل الأحداث جعلت من هذه القصة قضية رأى عام، المصريون بشكل عام شعروا بمزيد من الاطمئنان على امنهم وأمانهم لما لمسوه من يقظة وجاهزية واستعداد وشجاعة وكفاءة عالية، أما الاخوان ومن يسيرون فى ركابهم فقد حاولوا كما عادتهم تشويه كل ما هو جميل فى مصر وحسبنا الله ونعم الوكيل.