تحدثنا فى المقال السابق حول الحقوق التى كفلها الدستور للمواطن المعاق، والتى تنظمها قوانين عديدة، بعضها يحتاج لتفسير هادف يحقق المرجو منها، وبعضها يحتاج للوائح تفسيرية تعيدها لاهدافها، خاصة ان حالة الإعاقة لم تكن خياراً شخصياً اختاره الشخص بمحض إرادته، وليس من العدالة فى شيء أن يُضار أى شخص من وضع لم يختره لنفسه.
رغم حصول اغلب المعاقين على كارت الخدمات المتكاملة، الا ان حامل الكارت لا يتمتع بالحماية والرعاية الصحية التى يحتاجها، فالكارت لا يكفل لحامله الاستفادة بخدمات التأمين الصحى بكافة المحافظات، وهو امر بديهى – فجميع المعاقين بحاجة ماسة للرعاية الصحية – لذا فعلى الدولة كفالة تمتعهم بالتأمين الصحى على ان تسدد الجهات المعنية بالحكومة كافة النفقات العلاجية لهيئة التأمين الصحي، ولابد من تسهيل وتسريع اجراءات استخراج كارت الخدمات وتفعيل صلاحياته فى كافة اروقة اجهزة الدولة، فالتأمينات والمعاشات – رغم حصول المعاق على الكارت من وزارة التضامن التى تتبعها التأمينات والمعاشات – لا يعترفون به بل ويقومون بتوقيع الكشف الطبى على المعاق للنظر فى احقيته فى المعاش الموروث من عدمه.. ومثلها المجالس الطبية عند ترخيص السيارات، وحتى مسئولى الطرق لا يعترفون باحقيته فى المرور بين منافذ بوابات المحافظات!
مازالت نسبة الـ 5 بالمائة فى تشغيل المعاقين غير مفعلة، وحين يتم توفير فرصة عمل – بين حين واخر – لا يحصل المعاق على الاجر الذى يحصل عليه غيره من المواطنين، وكأن صاحب العمل يتصدق عليه فيمنحه اجراً أقل مما تقره القوانين بل واقل من اقرانه، فى صورة .. صدقة أو تبرع.. وهو امر مهين، وجب التصدى له، فالمعاق له كافة الحقوق ويؤدى ما عليه من واجبات، وكان الاولى العمل على منحه شققاً سكنية ضمن الاسكان الاجتماعى للدولة، تعينه على حياة كريمة – مجانية لمن لا يعمل، وبشروط ميسرة لمن يعمل.
اصبح من الضرورى تطوير الاندية الرياضية ومراكز الشباب فى جميع المحافظات بما يتناسب مع المواطن المعاق، خاصة ان الاحصاءات تؤكد ان العدد الاكبر من الميداليات والبطولات العالمية المسجلة باسم مصر، هى التى حصل عليها ابناؤها من المعاقين، لذا وجب توفير كافة احتياجات هؤلاء الابطال وتذليل العقبات لاستمرار نجاحاتهم الدولية، وتيسير اشتراكاتهم بالاندية ودعمها ماليا، وتخفيض رسوم انشاء اندية للمعاقين، بدلا من تجاهل دورهم الهام، فمصر بحاجة لاستمرار دعم مواطنيها المعاقين، ليستمر اسمها عاليا بين الامم بجهد ابنائها جميعا.. وللحديث بقية.