لا تزال الحرب مستمرة فى غزة، وامتدت إلى المنطقة، وهناك تخوف من أن الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة، ومن هنا فكرت أن أكتب عن «حقيقة الحرب على غزة». وقد سمعت وشاهدت مقطع فيديو فى إحدى منصات التواصل الاجتماعي، عن «حقيقة الحرب على غزة»، ولفت انتباهى الحديث لانه شهادة من أهلها، وهو لصحفى ومؤلف ومعلق أمريكى هو كريستوفر لين»كريسهيدجز»، (٦٨ عاماً)، وعمل كمراسل صحفى مستقل فى أمريكا الوسطى بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور، ودالاس مورينينج نيوز، وكان يكتب لصحيفة نيويورك تايمز (من 1990 حتى 2005)، رئيس مكتب الشرق الأوسط فى نيويورك تايمز، ويكتب عمودا أسبوعيا فى «شير بوست»، ويستضيف برنامج «التعليقات الإخبارية الموضوعية»، تقرير كريس هيدجز، على شبكة «أخبار حقيقية».
هذا الفيديو، تناول نقاط عديدة، كالتالي:
إن التوغل والقصف فى غزة ليس من أجل القضاء على حماس، وليس من أجل وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، و ليس من أجل تحقيق السلام، ولكن هدف إسرائيل تحقيق الموت والدمار فى غزة، باستخدام الأسلحة الفتاكة فى ساحة المعركة وعلى أهداف مدنية غير محمية، وهى المرحلة النهائية فى حملة التطهير العرقى للفلسطينيين المستمرة منذ عقود.
العدوان على غزة الغرض منه خلق بيئة سيئة، وأحياء فقيرة خارجة عن القانون فى الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى تصبح الحياة للفلسطينيين بالكاد .
تستخدم إسرائيل طائرات هجومية متطورة، والسفن البحرية لقصف مخيمات اللاجئين المزدحمة بالكثافة السكانية (المدارس، المبانى السكنية، المساجد، الأحياء الفقيرة)، لمهاجمة السكان الذين ليس لديهم أى وسيلة للدفاع عن أنفسهم، من جيش، ولا قوات جوية، ولا دفاع جوي، ولا بحرية، ولا أسلحة ثقيلة، ولا وحدات مدفعية، ولا دروع آلية، ورغم ذلك يطلقون عليه حرب.
إنها ليست حربا، أنه القتل والموت. صور الأطفال الفلسطينيين القتلي، مصطفين كما لو كانوا نائمين على أرضية المستشفى الرئيسى فى غزة، وهذه الصور ستتحدث عنها إسرائيل مستقبلاً إلى الفلسطينيين بلغة الموت والقتل.
أولئك الذين ينظمون مثل هذه الاعتداءات على أهالى غزة، لا يفهمون الغضب الرهيب الذى ولد منذ فترة طويلة من الإهانة والعنف العشوائى والإساءة. الأب والأم اللذان يموت لهما طفل بسبب نقص اللقاحات أو الرعاية الطبية المناسبة لا ينسون، صبى ماتت جدته المريضة أثناء احتجازها على حاجز إسرائيل لا ينسي، العائلات التى تحمل أطفالها إلى المستشفيات لا ينسون، كل الذين يتحملون الذل والإساءة وقتل من يحبون لا ينسون، يصبح هذا الغضب فيروسا داخل هؤلاء. فهل من عجب أن 71 % من الأطفال الذين أجريت معهم مقابلة فى إحدى المدارس فى غزة مؤخراً، أرادوا أن يكونوا شهداء.
هذا الدفاع الأعمى عن إسرائيل، والوحشية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، هى خيانة للذاكرة لكل الذين قتلوا فى عمليات إبادة جماعية أخري، فى أوقات أخري.
إن الدرس المستفاد من المحرقة «الهولوكوست» ليس أن اليهود مميزون، وليس أن اليهود فريدون، وليس لأن اليهود الضحايا الأبديين، بل الدرس المستفاد من المحرقة «الهولوكوست» هو أنه عندما يكون لديك القدرة على وقف الإبادة الجماعية فافعل ولا تتردد، بغض النظر عمن ينفذ تلك الإبادة الجماعية أو من تستهدفها، أنت مذنب!.
وانتهى الحديث بذلك.
بعد هذا يبدو سؤال
الأن هل السلام ممكن؟
ما صدر من القادة الإسرائيليين فى مختلف المستويات من تصريحات عدائية، وصلت إلى حد الدعوة إلى تسوية غزة بالأرض، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، ولم تجد تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة عن ما يحدث فى غزة عملية تطهير عرقى وعقاب جماعى لأهالى غزة، اى رد فعل عالمي. وهل السلام ممكن بعد كل ذلك؟، أجابت عن هذا السؤال الكاتبة الإسرائيلية « تنيا رينهارت «، فى كتابها « أكاذيب عن السلام «، وقالت فيه أن إسرائيل ولدت من رحم الحرب، ولا يمكن أن تعيش بغير الحرب، لأن السلام يقتلها.