يشهد المجتمع سلوكيات هى فى الاصل موجودة لكنها تزايدت فى الفترة الاخيرة وهى الخلافات على المعاملات خاصة المادية.. و تفاقمت حتى داخل الاسره المصرية بين الاخوة فيما يخص الميراث مثلا.. وايضا فى التعاملات التجارية بين المواطنين.. فى ظل تباطؤ تنفيذ الاحكام والردع الذى يضمن حقوق المواطنين.. ومع تراجع دور العلماء ورجال الدين فى التوعية بما هو حلال وحرام بل اختلطت الامور وغابت فى المجتمع فاصبح الظالم يجد المبررات ويرى نفسه على حق رغم التزامه بالعبادات اليومية الا انه يتغافل حقوق من حوله واصبحت المصلحة هى الفيصل فى مثل هذه التعاملات.. بل هناك العديد للاسف من الناس لا يعلم ولا يفرق بين الحلال والحرام..
انا لست داعيا دينيا او شيخا او عالما لكننى حزين على ما وصلنا اليه وكل مواطن يشاهد حوله مثل هذه الخلافات بين الاخوة والاهل وشركاء الاعمال.
اروقة المحاكم مكتظة بمثل هذه الخلافات بين الاشقاء وآلاف الاحكام بين التجار والمتعاملين بخصوص خيانة الامانة والشيكات وغيرها واحتدمت الخلافات م وهروب المذنبين من العدالة.. وهنا اذكركم واذكر نفسى وانا لست معصوم بالوقوف مع النفس قبل انقضاء العمر.. لان العمر هو راس مال الانسان الحقيقي.. لذلك وجب على الانسان ان يعى انه راحل لا محاله وانه مفارق الدنيا وما فيها من كل شيء.. علمنا ذلك النبى صلى الله عليه وسلم حينما قال نزل الى جبريل وقال يا محمد الله يقراك السلام فيقول لك عش ما شئت فانك ميت واحبب ما شئت فانك مفارق واعمل ما شئت فانك مجزيا به.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رجال الدين غاب دورهم بشكل كبير بالتوعية وحث المواطنين على رد الحقوق واحترامها.. فالتدين ليس فقط صلاة وصيام وزكاة.. انما المعاملات تأتى فى المقدمة لانها تمس حقوق البشر والمواطنين.. فان الله عز وجل يسامح ويغفر كافة الذنوب الا حقوق العباد. نرى كثيرا من الناس للاسف يستحل اموال الناس بالباطل ولا يبالى ان كان حلال ام حرام.. والله يقول ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل.. من هذا اكل الميراث وخيانة الامانة وظلم الناس بعضهم لبعض..
وهنا اطالب بتعجيل تنفيذ الاحكام الخاصة بخيانة الامانة لتكون رادعا حقيقيا وقويا للمخالفين.. فخير وسيلة للقضاء على المشكلة هو العقاب ورد الحقوق.. كما لا يمكن ان نغفل دور الاسرة والمساجد والكنائس بالتوعية التركيز على هذه القضية بشكل اكثر من خلال ابراز عقاب الله لمثل هذه المعصية.. خاصة وانها عظيمة..وان يؤكدوا ان التدين ليس فقط بالعبادات والفرائض ولكن بالمعاملة الحسنة وحقوق الجار والعباد ورد المظالم وعدم الخلط بين الحلال والحرام بالمصالح والرغبات والاهواء وهى السمة الغالبة للاسف حاليا بين غالبية المواطنين بدون تأنيب الضمير او حتى الاحساس بالخطأ والذنب بل العكس يعتبرها البعض «شطارة» وتجارة و»فهلوة»!!!
نسأل الله حسن الخاتمة وان يعفو عنا وان يهدنا الى سواء السبيل.. اللهم آمين.