الله سبحانه وتعالى فى آياتٍ قرآنيةٍ كثيرة بيّن وأكد أن المرأة مساوية للرجل تماماً فى التكليف وفى التشريف وفى المسئولية، فى التكليف مكلفةٌ بأركان الإيمان، ومكلفة بأركان الإسلام، والله سبحانه وتعالى فى آيات عديدة ساوى بين المرأة والرجل فى الثواب والعقاب: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى،»وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا»، «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِى فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ»، أما الآيات التى فرق الله فيها ما بين الرجل والأنثى فمحصورة فى القوامة؛ فقال تعالى :»الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ» فهذه قوامة إدارة وتنظيم، لا قوامة سيطرة واستفزاز، بينهما درجة واحدة وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة ٌ، هى درجة القوامة، لأنه هو المنفق، أما عن الميراث؛ فقال تعالى:»لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ» ولم يجعلها الله مُطلقة بل حددها فى مواضع معينة، أى فى حالة وجود أولاد المتوفى، وفى حالة الزوجين، فالزوج يرث من زوجته ضعف ما ترثه هى منه، فقال تعالى:»وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ»، وبرغم ذلك هناك حالات ترث فيها المرأة كالرجل، كإرث الأم والأب من أولادهما عندما يكون له أولاد ذكور، عملًا بقوله تعالى :»وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ»، وايضًا التساوى بين الإخوة والأخوات لأم، عملًا بقوله تعالى:»وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ» والشهادة فقال تعالى:»اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ»، لذا يدّعى البعض بأن النساء ناقصات عقل لأن شهادة الرجل بامرأتين، ولم يفرق الله بين الرجل والمرأة فى موضع الشهادة كتقليل من مكانة المرأة بل على العكس، فقال تعالى :»أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى»، والدليل أيضًا على أن الله يحاول التخفيف من العبء على المرأة بأن الشهادة ليست حقًا بل عبئًا والدليل على ذلك قوله تعالى:»وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ»، كما أن البعض يدّعى بأن الله فى مُحكم كتابه ذكر كيد النساء، ولكن فى حقيقة الأمر كيد النساء ذُكر على لسان عزيز مصر وهو غير مؤمن، فكيد النساء هنا ذُكر حب، على العكس كيد الرجال جاء على لسان سيدنا يعقوب:»لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا»، فكيد الرجال ذُكر كره وحقد، وفى النهاية أختم قولى بأن الله سبحانه وتعالى لم يفرق ما بين إنسان وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح، ولم يفرق ما بين رجل أو امرأة إلا فى المواضع التى ذكرتها مسبقًا بعد رجوعى لتفسير كبار الشيوخ، وأيضًا من يُراجع نصوص القرآن والسنة سيجد أن الإسلام أعطى للمرأة كامل حقوقها، فحصلت على حقوقها ليست المادية فقط المتمثلة فى العمل فعملت المرأة فى جميع الميادين والمجالات، ولكن أيضًا حقوق معنوية متمثلة فى المعاملة الحسنة لها ومراعاة مشاعرها واحترامها، ويكفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى بها فى خطبة الوداع واستوصوا بالنساء خيرًا، فإذا زعم الغرب بأنهم ينادون بحقوق المرأة فأقول لهم الإسلام أعطى للمرأة حقوقها من قبل أن تحصل عليها المرأة الغربية، بل الإسلام حصن حقوقها والغرب استغلها ذريعة لإهانة المرأة!
كما يتحدث الجميع عن حقوق المرأة، ولكن ما يتبادر إلى ذهنى ما هى حقوق المرأة المُطالب بها؟ وبعد عمل إحصائيات واستبيان على عدد من النساء والاستماع إلى ما يطالبونه من تلك الحقوق، تلخصت تلك الحقوق فى نتيجة واحدة وهى حصول المرأة على وضعها فى المجتمع والشعور بقيمتها وإنها كيان يتعامل معه وتحصل على حقها فى الاحترام والتقدير.. وللحديث بقية