الكل ينظر إلى مفهوم حق المرأة بمناظير مختلفة، منهن من تعتقد أنها لم تحصل على حقها فى العمل وكانت إجابتى: بلى حصلت المرأة على حقها فى العمل فقد شغلت جميع المناصب العليا والقيادية حتى أصبحت وزيرة، وأيضاً عملت- ولأول مرة فى التاريخ- بالنيابة العامة ومجلس الدولة، ولكن من الممكن القول بإنها لم تحصل على النسبة المطالب بها مقارنة بالرجل، ومنهن من تعتقد أنها لم تحصل على حقها من حيث النظرة إليها على أنها خلقت للبيت فقط والنظر إليها على أنها أداة للإنجاب ليس أكثر!
واختلفت وجهات النظر بين النساء اللاتى أجرى عليهن الاستبيان، ولكن لى نظرة أخرى من حيث حقوق المرأة، فمن وجهة نظرى الشخصية حق المرأة الحقيقى هو الحق الذى منحه الدستور للجميع وهو الحق فى الحياة: الحق فى العيش بسلام بأمان الحق فى الحرية بالمفهوم الحقيقى وليس ما يظنه البعض، فالحرية فى أنها تشعر بالأمان عندما تسير بالشوارع وليس عكس ما يحدث فى أنها تشعر دائماً بالخوف الذى لا يرتبط بالملابس ولا بالاحترام بل بالخوف من أنها مجرد امرأة تسير فى الشوارع خائفة من أى شىء يحدث لها! ويحط من كونها كإنسان له كيان يجب أن يحترم، الحق فى أنها تعامل بأنها امرأة كرمها الله ووصى عليها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والتى أنهى بها خطبة الوداع واستوصوا بالنساء خيراً، الحق فى أن لا تشعر دوماً بالاضطهاد الذى يبدأ من الأسرة وينتهى بالمجتمع.
ومن وجهة نظرى أيضاً أنها لن تحصل على حقوقها التى ذكرها إلا من الأسرة والعائلة أولاً، فالأسرة لها دور هام فى ذلك، فلا تدرك المرأة أنها تضيع حقها بإيديها وليس المجتمع هو من ضيع حقها، فالحق دائماً يأتى من داخل الأسرة ثم المجتمع والمتمثل فى الدولة ثانياً، فنجد دائماً الأسرة هى من تربى داخل الطفل عقدة بأنه هو الرجل وبدون أن تشعر ترتكب جريمة فى حق المجتمع قبل نفسها، فهى تربى داخل الطفل ما نطلق عليه اليوم عقدة الرجل، ونسمع كثيراً داخل أى أسرة الأم تقول لأبنها أنت الرجل! أنت يحق لك فعل هذا وذاك، أما أنت فبنت لا يحق لكى فعل ذلك، ونسينا أن ما يفرق شخصا عن آخر ليس النوع بل الأخلاق عملاً بقوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» صدق الله العظيم.
ولكى تحصل المرأة على كامل حقوقها فى المجتمع يجب أن تمنح هذا الحق لنفسها أولاً فيجب عليها أن تسهم فى ذلك بدءاً من تربية الطفل على كيفية احترامه للمرأة التى هى اخته وامه أولاً، ليكبر هذا الطفل ويصبح الرجل الذى بكونه يحترم المرأة ويتعامل معها على المفهوم الذى تربى عليه أولاً، فلا نلوم ونطالب المجتمع فى حق المرأة الذى سلبته هى من نفسها بدون أن تشعر، وبمناسبة اليوم العالمى للمرأة كل عام وكل امرأة فى مصر والعالم العربى بخير.