أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، على رفض مصر القاطع لأى محاولة لتعديل الواقع الديموغرافى لغزة، من خلال مقترحات التهجير وإعادة توطين الشعب الفلسطينى خارج الأراضى الفلسطينية، مشدداً على أن تلك التصرفات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولى الإنسانى وتقوض جهود السلام وتهدد السلم والأمن الإقليمى.
جاء ذلك خلال مشاركة د. بدر عبد العاطي، أمس فى اجتماع اللجنة العربية الإسلامية حول غزة وذلك على هامش مشاركته فى منتدى انطاليا الدبلوماسى المنعقد بتركيا.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الاجتماع جاء فى إطار متابعة القمة العربية الأخيرة بالقاهرة وتنفيذ مخرجاتها، مشيرا إلى أن وزير الخارجية استعرض الجهود الرامية للعودة الفورية للتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز النفاذ يوم 19 يناير، وأكد على ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية للاتفاق، بما يسهم فى إطلاق سراح الرهائن والأسري، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وزير الخارجية استعرض التحركات الجارية للدفع بالخطة العربية ــ الإسلامية لإعادة إعمار غزة، وضرورة تمكين السلطة الفلسطينية، مبرزاً فى هذا الإطار دور مصر والأردن فى تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرهم فى قطاع غزة. وقد حرص المشاركون فى الاجتماع على تأكيد الدعم لخطة التعافى المبكر وإعادة الإعمار ومؤتمر إعادة الإعمار المقرر عقده بمصر.
الوزير عبدالعاطى أكد أيضا أن مصر لم تدخر جهداً منذ بدء النزاع للعمل على خفض التصعيد وتوفير المساعدات الإنسانية، كما أنها تواصل المفاوضات بين طرفى النزاع، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، مشددا على ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مرحلة مفصلية فى ظل استمرار المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة، وهو ما يتطلب استجابة دولية موحدة لتحقيق السلام والكرامة والعدالة للشعب الفلسطيني، والعمل على خلق الأفق السياسى اللازم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلال مشاركته فى الاجتماع الموسع للجنة الوزارية العربيه الإسلامية مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبى وعدد من الدول الأوروبية شدد عبد العاطى على أولوية وقف إطلاق النار والعمل على استدامة اتفاق 19 يناير 2025، وكذلك أهمية البدء فى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
وخلال مشاركته فى جلسة نقاشية حول مستقبل غزة استعرض عبدالعاطى الخطة العربية الأسلامية لإعادة الأعمار المقرر عقدة فى مصر فور التوصل لوقف اطلاق النار فى القطاع كما قدم شرحا لما سيتضمنه المؤتمر من ورش عمل ودور القطاع الخاص وشركاته .
وفى نفس السياق ، عقد د. بدر عبدالعاطي، امس لقاء مع الدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، على هامش المنتدى وتناول اللقاء آخر التطورات بالنسبة لجهود مصر فى تثبيت اتفاق وقف اطلاق النار والمفاوضات الجارية لبدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وكذلك التحركات لدعم الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة مع الفاعلين الدوليين، والتحضيرات ذات الصلة بمؤتمر إعادة الإعمار الذى تستضيفه مصر بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وأكد الوزير عبدالعاطى مجددا رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والتمسك بالحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف.