تحدثنا فى المقال السابق حول كيفية اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة لليوم العالمى لحقوق الانسان، والذى يوافق اعلان جائزة الأمم المتحدة فى مجال حقوق الانسان، وجائزة نوبل للسلام.
لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة فى جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام فى العالم، فى حين أن تناسى حقوق الإنسان قد أدى إلى أعمال همجية أثارت غضب ضمير البشرية، وظهور عالم يتمتع فيه البشر بحرية الكلام والمعتقد والتحرر من الخوف والعوز قد أعلن أنه أعلى تطلعات من عامة الناس، ومن الضرورى أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم، ومن الجوهرى تعزيز تنمية العلاقات الودية بين الدول.
لأن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين فى الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء، لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة فى هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأى سياسى وغير سياسي، أو الأصل الوطنى أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر، وفضلاً عن ذلك لا يجوز التمييزُ على أساس الوضع السياسى أو القانونى أو الدولى للبلد أو الإقليم الذى ينتمى إليه الشخص، سواء أكان مستقلاًّ أو موضوعًا تحت الوصاية أو غير متمتِّع بالحكم الذاتى أم خاضعًا لأيِّ قيد آخر على سيادته، لكلِّ فرد الحقُّ فى الحياة والحرِّية وفى الأمان على شخصه ورغم الاتفاق العالمى على البنود الثلاثة الاولى السابقة من الاعلان العالمى لحقوق الانسان، وعلى باقى بنود الاعلان الـ 30 كاملة.
إلا أن الواقع يفرض على البشر قيودا تتحدى إرادة الأمم المجتمعة، فرغم مرور عشرات السنوات على اطلاق الإعلان، ورغم اننا نحتفل هذا العام تحت شعار حريتنا مستقبلنا، الا ان غزة تشهد ما لا يرتضيه الحيوان لابناء فصيلته، ومثلها تعيش لبنان والسودان وليبيا واوكرانيا تحت وابل النيران المستمر، واخطار التشريد وعدم الاستقرار، بل ولا يأمن الاب او الام على أبنائهم شيئا … تحتفى أجزاء من العالم بالحرية، ولا تمتلك أجزاء أخرى من نفس العالم ليس حق تقرير مصيرها .. بل والحق فى الحياة، فنهاية حياة الفرد فى مناطق الصراع مرهونة بمن يمتلك القوة .. والقوة فى الاراضى المحتلة يمتلكها من لا يستحق ان يعيش فى تلك الأرض، يسعى البعض للحرية ويسعى اخرون لخراب الأوطان