طوال فصل الشتاء يصاب أكثر من 80 ٪ من البشر بنزلات البرد بدرجات متفاوتة وتزداد الحالات لأصحاب الجيوب الأنفية والحساسية.. والمعتاد لدى العامة اللجوء للراحة مع تناول عصائر الليمون والبرتقال والمشروبات الدافئة وخلال ثلاثة أيام.. يكون الإنسان قد بدأ يتجاوز دور البرد والرشح والعطس.. وقد يذهب البعض للطبيب كل حسب درجات الإصابة فيوصف له ويشخص ما إذا كان دور البرد ناتجًا عن حساسية.. أو فيروس ويصف له العلاج المناسب.. وهذا هو الأسلوب الصحيح أو الأمثل.. أن نلجأ للطبيب المختص.. وهو صاحب الكلمة الأولى فى طريقة العلاج.. ومن لم تكن فى استطاعته الذهاب للطبيب خاصة فى ظل ارتفاع الفيزيتا.. عليه بالأسلوب الشعبي.. الليمون وفيتامين «سي» والمشروبات الدافئة والسوائل والراحة التامة.. وهو ما يلجأ له أكثر من 60 % من أصحاب نزلات البرد.
لكن الكارثة الحقيقية.. أن يلجأ كثيرون دون استشارة الطبيب إلى ما يطلقون عليه «حقنة هتلر».. أو ما يسمونه العلاج السحرى لنزلات البرد.. حقنة «ثلاثة فى واحد».. خليط من الكورتيزون والمضاد الحيوى والفيتامينات.. والمصطلح المناسب لها كما يقول الأطباء.. أنها «حقنة الموت».. التى حذرت منها وزارة الصحة عدة مرات وحذر الأطباء من أنها قاتلة وتسببت فى وفاة العديد من الشباب.. وهذه التركيبة من المضاد والكورتيزون والفيتامينات يحدث بينها تفاعل كيميائى يؤدى إلى الوفاة خلال دقائق معدودة.. ورغم هذه التحذيرات سواء من وزارة الصحة بعد تلقيها آلاف الشكاوي.. وحالات الوفيات.. أو من الأطباء الذين شاهدوا العديد من حالات الوفيات للشباب فى عمر الزهور بسبب هذه الحقنة القاتلة التى يظنها كثيرون أنها الحل السحرى لعلاج البرد .. أقول إنه بالرغم من هذه التحذيرات إلا أن الصيدليات مازالت تبيع هذه الحقنة.. وكل يوم يسقط ضحايا جدد لهذه المواد القاتلة.. فمن يسمح بترويجها وكيف تستمر الصيدليات فى بيعها وقطعًا يعرفون أنها الموت العاجل فى زجاجة.. ولماذا لا تقوم وزارة الصحة بتوزيع نشرات على الصيدليات بمنع تداول هذه الحقنة القاتلة.. وسن تشريع عقابى ووقف ترخيص أى صيدلية تبيع هذه الحقنة.. أو أى ممرض يعطى هذه الحقنة وهو يعلم مدى خطورتها.
> > >
إن الحوادث المأساوية عدية ومتنوعة.. وكل يوم يسقط ضحية لحقنة هتلر.. أو الحل السحرى للبرد.. والموت المستجعل.. مع كل عطسة ولذلك لابد من تشريع فورى لمنع الصيدليات من بيع حقنة البرد وربما سمع كثيرون من هذه التحذيرات فلم يأخذها على محمل الجد.. أو طالع تعليمات لأطباء أو وزارة الصحة.. فلم يعرها أى اهتمام.. لكن الذى مر أو شاهد بعينه.. كيف يدخل فى غيبوبة فورية من يأخذ هذه الحقنة.. ثم يموت خلال دقائق يعرف مدى خطورة هذه الحقنة القاتلة.. ولا يستهين اطلاقًا بهذه التعليمات.. وحدث واحد وتجربة واحدة كفيلة بمنع وشطب ترخيص أى صيدلية تبيع هذه الحقنة.. وما حدث للمهندس الشاب الذى يستعد لزفافه بعد يومين.. واصيب بنزلة برد وهو يعد لزفافه وفرش شقة الزوجية ولا يريد أن يتعطل يومًا.. سارع إلى الصيدلية ليأخذ حقنة البرد حتى يتعافى سريعًا.. فدخل فى غيبوبة سريعة.. وفارق الحياة.. وفى نفس الأسبوع.. حدث أن شابًا مكافحًا ترك عمل الميري.. وافتتح محل مأكولات وبيتزا.. وكان يسابق الليل بالنهار ليسدد ايجار المحل وباقى الالتزامات.. وعندما اصيب بنزلة برد حادة أسرع إلى أقرب صيدلية وأخذ حقنة البرد.. فدخل فى غيبوبة حادة وفشلت كل المحاولات فى اسعافه.. ومن مستشفى إلى أخري.. ورعاية إلى أخري.. وخلال ساعات قليلة فارق الحياة وهو الشاب صاحب البنيان الرياضي.. راح فى لحظات ضحية حقنة هتلر القاتلة.
> > >
إن نقابة الصيادلة مطالبة بأسرع ما يمكن بمنع تداول هذه الحقنة وشطب ومحاسبة أى صيدلية تتداول هذه التركيبة القاتلة!!