أقول ذلك بمناسبة ما يجرى فى العالم من موجات ضلال أو تضليل جعلت الناس يضربون أخماساx أسداس حول ما يرونه بعيونهم ثم تكذبه عقولهم أو ما يتردد على ألسنتهم ثم تدوسه أقدامهم..!
> أمريكا بجلالة قدرها التى لم يعد أحد يعرف توجهاتها الخبيثة تقول كلاما على لسان رئيسها أو وزيرى خارجيتها ودفاعها ثم سرعان ما ينتفض هؤلاء الساسة المحترمون ليأخذوا اتجاهات عكسية تماما وكأن الذى أعلن التصريح الأول ليس هو الجالس فى البيت الأبيض أو البنتاجون أو مقر وزارة الخارجية.
الأمثلة عديدة ومتنوعة.. الرئيس بايدن يؤكد أن أمريكا مسئولة عن أمن إسرائيل ليس فى ذلك شك وبالتالى لن تصمت عن أية إجراءات انتقامية من جانب إيران ردا على ضرب القنصلية الإيرانية فى دمشق وهو العدوان الذى أدى إلى مقتل سبعة من خيرة أبنائها.. ولم تكد تمر دقائق معدودة حتى يطلع على الجماهير وزير الدفاع ليقول بأن بلاده لن تشارك فى أى ضربات انتقامية ثم تحدث هذه المسرحية الهزلية التى لا يعرف أحد أبعادها وأسرارها حتى الآن والمتمثلة فى الطائرات الإيرانية المسيرة والصواريخ الموجهة التى وصلت حتى تل أبيب فى رحلة غامضة ومثيرة استمرت خمس ساعات كاملة ثم تبين أنها لم تصب حتى عصفورة تحلق فى سماء الإسرائيليين والذين انتهزوا الفرصة طبعا وقالوا إن دفاعاتهم الجوية هى التى أسقطت المسيرات والصواريخ قبل وصولها إلى أى هدف معلوم أو غير معلوم.
>>>
> بعد ذلك يأتى الفصل الثانى من المسرحية والذى تستهله أمريكا بتصريح للرئيس بايدن يقول فيه إن بلاده لن تشارك فى أى ضربة انتقامية جديدة ثم سرعان ما يعلن أنه لن يستطيع ترك «حبيبة القلب» وحدها وبالتالى فقد اتفق مع نتنياهو على أن تكون ضربة محدودة وخارج حدود إيران..!
>>>
أما الإيرانيون فهم يوقنون بينهم وبين أنفسهم أن إمكانياتهم العسكرية محدودة وأن التهديدات بإزالة إسرائيل من الوجود وحرق البريطانيين والفرنسيين والأمريكان فى عقر دارهم كلها قاصرة على الاستهلاك المحلى بينما الواقع يقول إنهم لو دخلوا حربا حقيقية بالفعل ما خرجوا منها سالمين..!
ومع ذلك تصدر عنهم نفس التصريحات التى لا تعبر عن الحقيقة بنسبة واحد فى المائة.
>>>
> على أى حال.. لقد أدى كل هذا الضجيج الإعلامى والسياسى إلى إصابة رجل الشارع العادى فى أى مكان بإحباط ما بعده إحباط كما دفع المراقبين والمحللين السياسيين ومعهم حتى المقربون من أصحاب القرار إلى أن يخلطوا الماء بالسولار ويحذروا خبراءهم السياسيين من التعامل مع القنبلة والدبابة فى آنٍ واحد.
لهذا بدأنا نسمع ونقرأ عن وجود صفقات سرية بين كلٍ من إيران وأمريكا وإسرائيل وأن كل ما يجرى بينهم من معارك وهمية وتهديدات ليست سوى ذر للرماد فى العيون وبالتالى حينما تحين ساعة الجد فيظلون جميعا يلفون حول بعضهم البعض داخل دوائر مغلقة إلى أن يعود كل شيء إلى ما كان عليه.. حيث يتوجه على الفور الملياردير الألمانى إلى مدينة أصفهان الإيرانية لزيارة زوجته بالمسيار والتى كان قد التقى بها منذ عام أو أكثر.
نفس الحال بالنسبة لمليارديرات إيران الذين تربطهم علاقات وطيدة بشركات استثمارية فى إيطاليا بعضها يملكها ويديرها أعضاء المافيا..!
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
هذه هى الصورة للأسف والتى حينما يتعرف البعض على ملامحها الأساسية يلعنون السياسة والحرب فى آنٍ واحد.
>>>
و.. و.. شكرا