كل عام تختار إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة شعارًا مميزًا للاحتفال بذكرى انتصارات 6 أكتوبر المجيدة، يعبر عن الحدث العظيم الذي لن نتوقف عن الاحتفال والاحتفاء به مهما طالت السنون، لأنه يؤلم إسرائيل ويذكرها بانهيارها أمام قوة وجسارة جيش مصر الذي لا يعرف مستحيلًا، والقادر على ردع كل من يفكر في الاقتراب من أرض مصر.
هذا العام واستمرارًا للتميز اختارت الشئون المعنوية شعار «حكاية شعب» وهو تلخيص جديد للانتصار وسر تحققه بهذا الإبهار والقوة والعبقرية التي مازالت الأكاديميات العسكرية في العالم تتدارسها.
«حكاية شعب» تلخيص شامل للنصر وللجيش الذي حقق هذا النصر، لأن جيش مصر هو شعبها وقوته دائما تأتى من قوة هذا الشعب وتلاحمه وصلابته وعدم تفريطه في أرضه، واستعداده للتضحية فى سبيلها ودفاعًا عن ترابها، الشعب المصرى هو أصل الحكاية.
وكما قال الرئيس السيسى فإن كلمة السر دائمًا في قوة جيش مصر هو تماسك الشعب ووقوفه بجانبه، وهذا هو العهد الدائم بين الجيش والشعب.. رباط مقدس لا تفريط فيه.. من هذا الشعب يتكون جيش الوطن وتتجسد بطولاته.
شعب تخصص منذ قديم الأزل في صناعة الأبطال.. الذين لم يستسلموا يومًا لهزيمة ولم يقبلوا الانكسار، وفي كل ميدان صنعوا المجد وتركوا بصمتهم الخالدة، في أيام قليلة بعد نكسة 1967 انتفض الرجال ليحاصروا العدو بجحيم اسمه حرب الاستنزاف كبده خسائر ضخمة قبل أن تحرق نيران 6 أكتوبر جيش الاحتلال وتكسر غروره وتلقنه درسا لن ينساه.
هذا الشعب هو الذى تحمل كل المتاعب والمصاعب بعد نكسة 67 ورفض أن يتخلى عن وطنه، بل وقف سندًا للجيش والقيادة، ورفع شعارًا لم يتنازل عنه «لا صوت يعلو فوق صوت تحرير الأرض».. لم يطالب الشعب بميزات له ولم يضغط على الحكومة من أجل أسعار أو توفير سلع، لم يرفض أبناء مدن القناة قرار التهجير، كانوا يضغطون فقط من أجل قرار واحد.. هو ضرورة خوض الحرب واستعادة الأرض وكرامة الوطن.
ولأن مصر ولادة، وبطون نسائها محرم عليها ألا تلد إلا الأبطال، فمازالت بطولات الشعب متواصلة، دعمًا وسندًا لدولته، شعب مصر في 2024 امتداد للآباء والأجداد في أكتوبر 73، لا يفرط في بلده ولا يقبل المساس به، يثق في جيشه ويسانده بلا حدود ويصطف خلف قيادته دفاعًا عن الوطن وسلامته واستقراره في عصر مليء بالأزمات والصراعات والتحديات الصعبة، والاستهداف المباشر للدولة المصرية، ولهذا.. وكما قال الرئيس السيسى فإن الشعب المصرى هو محور الارتكاز الاستراتيجي للحفاظ على الدولة، وقد برهنت السنوات العشر الماضية على وعيه وتماسكه فى الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، المصريون دائما هم حائط الصد ضد محاولات زعزعة الاستقرار والنيل من المؤسسات الدستورية.
هذه الصلابة التي يتمتع بها الشعب المصرى وارتباطه المتين بوطنه وجيشه ليست غريبة بل هي امتداد لروح أكتوبر وجيل النصر، وهو ما أكد عليه الرئيس عندما قال إن روح أكتوبر كامنة في جوهر هذا الشعب.. ومعدنه الأصيل.. تظهر جلية عند الشدائد.. معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس وصلابة الإرادة.
يقينًا ما حققته مصر فى حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصري.. وكفاءة قواته المسلحة.. وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم، كما سيظل ما فعله المصريون فى مواجهة الجماعة الإرهابية والتنظيمات المرتبطة بها دليلًا على أن هذا الشعب الجبار هو سند دولته القوى والمدافع الصلد عنها.
ولأن المواطن المصرى دائما هو رهان الانتصار الذي لا يخيب في كل المعارك عسكرية أو عمرانية.. فالرئيس حريص دائمًا على أن يتباهى به ويصفه بالبطل ويقدم له كل الحقائق، ويضعه فى الصورة كاملة.. ويشرح له ما تواجهه الدولة من تحديات غير مسبوقة وما تتعرض له من مخاطر، إيمانًا من الرئيس بأن المواطن المصرى يمتلك الوعى وعندما يدرك الحقائق، فهو قادر على أن يغير الواقع ويقهر المستحيل ويفرض الإرادة المصرية بصموده وصلابته ليحمى بلده.
الخلاصة أن الشعب هو بطل الحكاية من البداية إلى النهاية من نصر أكتوبر إلى هزيمة الإرهاب وتطهير الأرض منه، وصولا إلى معركة الإصلاح الاقتصادى وإعادة بناء الدولة.. وهو البطل في التصدى لكل المؤامرات والتحديات، ومساندة قادته الوطنيين، لذلك يحرص الرئيس دائما على دعم هذا البطل ومساندته والوقوف بجانبه لأنه يستحق كل الدعم.. ولهذا كان طبيعيًا أن يكون شعار الاحتفال بالنصر «حكاية شعب» تقديرًا للمصريين أصحاب الفضل في كل انتصار بعد إرادة الله.