ومع ثالث أيام عيد الاضحى المبارك «ثانى أيام التشريق» تنتهى أيام الاقامة فى منى للمتعجلين وتغادر الغالبية العظمى من الحجاج منى بعد رجم اخر الجمرات.. ويتوجهون إلى مكة للقيام بطواف الافاضة او الوداع قبل ان يغادروا مكة المكرمة الى المدينة المنورة لزيارة رسول الله.. لمن لم يقم بالزيارة قبل الحج .. أو يغادرون الى بلادهم لمن اتم الزيارة قبل الحج..
شهدت مكة أمس «ثانى أيام العيد» ازدحاما شديدا للقادمين من منى لطواف الافاضة والسعى بين الصفا والمروة لمن توجب عليه السعي.. وزاد الازدحام فى الحرم المكى بشكل كبير.. واعدت إدارة الحرم المكى عربات أو سيارات الجولف وخصصت لها اعلى الطوابق بالحرم «السطح» لكبار السن والمرضى للطواف والسعي.. إلى جانب اعداد كبيرة من «الاسكوتر» الكهربائى أيضا الذى يستخدمه ذوو الاحتياجات الخاصة.. لتيسير أدائهم للطواف والسعي.. وحرصت ادارة الحرم على توفير مياه زمزم فى كل مكان بالحرم المكي.. وعاد الحرم من جديد ليمتلئ بالحجاج فى مختلف ساعات النهار.. ومع كل اذان تجد زحفا بشريا كبيرا من كل الاتجاهات والطرق المؤدية للحرم للصلاة.. خاصة من يفضل المبيت فى مكة من الحجاج .. وانتشرت فى مكة المكرمة ومنى سيارات توزيع المياه التى توزع المياه المثلجة بالمجان للجميع.. وأعلنت هيئة المياه السعودية عن توفيرها ثلاثة مليارات لتر من المياه للحجاج استخدمت فى لتلبية كل احتياجات الحجاج ومن بينها ما تم تخصيصه لكسر حرارة الجو برشاشات المياه التى تنتشر فى معظم اماكن سير الحجاج على الطريق من الحرم إلى منى.. فى محاولة لترطيب حرارة الجو خلال تعرض الحجاج لحرارة الشمس فى درجة حرارة تصل الى 47 درجة مئوية..
ومع إقامة صلاة العصر أمس بدأت أصوات الرعد والبرق فى سماء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.. وكأن المولى عز وجل اراد اللطف بعباده الذين اتوا إليه من كل بقاع الأرض من حرارة الجو التى وصلت لاكثر من 47 درجة مئوية فى بعض فترات النهار.. فهطلت الأمطار بغزارة ودون توقف طيلة فترة صلاة العصر وامتدت لفترات طويلة بعدها.. وعلت أصوات الحجيج بعد الصلاة بالتهليل والتكبير ولم يتوقف الطواف حول الكعبة والسعى بين الصفا والمروة.. وواصل الحجيج رمى الجمرات فى ظل هطول الأمطار.
كما شهدت شوارع مكة خلال أول وثانى أيام العيد زحاما شديدا فى كل الطرق من المشاعر المقدسة فى منى وصولا الى الحرم والعكس.. وتقطع الاتوبيسات هذه المسافة فى زمن متوسطه ثلاث ساعات فى حين انه يمكن ان تقطع نفس المسافة بعيدا عن موسم الحج فى 15 دقيقة على الاكثر..
ومن ناحية اخرى أكدت سامية سامى رئيس بعثة الحج السياحى ان لجان البعثة «17 لجنة» تعمل تواصل عملها داخل مخيمات حجاج السياحة فى مني.. وتعمل على حل المشاكل التى تواجه الحجاج خلال اقامتهم بمنى خلال ايام التشريق.. وأشارت سامية سامى الى ان حوالى 300 حاج من حجاج السياحة تم نقلهم للمستشفيات لتلقى العلاج وتتم متابعتهم من قبل لجان البعثة وخرجوا جميعا من المستشفيات بعد تلقى الرعاية الطيبة اللازمة فيما عدا سبعة 7 حالات مازالت فى المستشفيات لتلقى العلاج..
وقالت ان البعثة سجلت 6 حالات وفيات لحجاج السياحة فى منى وعرفات ليرتفع عدد الوفيات بين حجاج السياحة إلى 8 حالات حتى صباح امس.. وانه وفقا للإجراءات المتبعة فى حالات الوفاة فيتم ابلاغ اسرهم بمصر والحصول على موافقتهم للدفن بالسعودية أو اعادة جثامينهم إلى مصر وفقا لرأى أهلهم فى مصر.. وجدير بالذكر ان هناك بوليصة تأمين على كافة حجاج السياحة يتم حصول اهل المتوفى على التعويض بعد الانتهاء من إجراءات اعلام الوراثة..
أضافت ان لجان البعثة تجرى استعداداتها لتفويج حجاج السياحة الى المدينة المنورة بداية من بعد غد الخميس حيث من المقرر ان يتم تفويج 17 ألفا و500 حاج الى المدينة قبل العودة الى القاهرة لزيارة الرسول الكريم..
وحرصا على ضيوف الرحمن وسلامة الحجاج اصدرت السلطات السعودية قرارا صباح امس بمنع رمى جمرة العقبة الصغرى والوسطى والكبرى بأول أيام التشريق امس من الساعة 11 صباح وحتى الرابعة عصرا لتجنيب الحجيج التعرض لحرارة الشمس مع درجة حرارة وصلت إلى 47 درجة مئوية.. وهو ما يمكن ان يعرض أعدادا كبيرة من ضيوف الرحمن إلى ضربات الشمس والاجهاد الحراري.. وأرسلت السلطات السعودية عبر تطبيق نسك الذى يستخدمه جميع الحجاج هذا القرار..
ومن جانبها قامت لجان بعثة وزارة السياحة المنتشرة بمخيمات حجاج السياحة التسعة بمشعر منى بالتأكيد على مشرفى شركات السياحة بالتأكيد على الحجاج بالالتزام بالقرار وعدم الخروج الا بعد الساعة الرابعة عصرا للحفاظ على سلامتهم..
بينما أعلنت وزارة الشئون الاسلامية والدعوة السعودية عن توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف على ضيوف الرحمن المغادرين عبر كافة المنافذ.