تجاوزت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلى لقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى الـ30 ألف شخص.
قال المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة أشرف القدرة أمس ان عدد الشهداء تجاوز الـ30 ألفا بعدما وصل إلى مستشفيات القطاع 79 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن». ومن الجانب الإسرائيلي، بلغ عدد القتلى فى صفوف الجيش منذ السابع من أكتوبر 582 قتيلا، وعدد المصابين 3007.
وواصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 146 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحي.. واستهدف القصف الإسرائيلى جنوب غربى مدينة غزة، بينما كان المئات ينتظرون الحصول على المساعدات.. أدى القصف الذى استهدف دوار النابلسى شمال القطاع إلى استشهاد أكثر من 150 مدنيا، وإصابة نحو 1000 آخرين.
أتى ذلك، بينما قدم آلاف الفلسطينيين إلى الدوَّار من مدينة غزة ومن جباليا وبيت حانون انتظارا لوصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عند طريق هارون الرشيد الساحلى فى منطقة الشيخ عجلين بغرب مدينة غزة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية. فيما نقلت أعداد كبيرة من الجرحى إلى مستشفى الشفاء، ما فاق قدرة الطاقم الطبى على التعامل معها، ونقل عدد من الجثامين والمصابين إلى مستشفيى المعمدانى فى مدينة غزة، وكمال عدوان فى جباليا.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، «المجزرة التى ارتكبتها وقالت: «سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التى ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا، وتتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسئولية كاملة، والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية.
وشددت الرئاسة على «أهمية التدخل الفورى من العالم أجمع لوقف هذا العدوان، وخاصة من الإدارة الأمريكية التى توفر الدعم والحماية لهذا الاحتلال، مشيرة إلى أن مواصلة هذه المجازر تؤكد بكل وضوح أن الهدف الحقيقى لها هو ذبح الشعب الفلسطينى وتهجيره من أرضه، وهو ما لن نسمح به إطلاقاً».
من جانبها، أدانت حركة حماس أيضا المجزرة وحملت الادارة الأمريكية والمجتمع الدولى والاحتلال والمنظمات الدولية مسئولية قتل المدنيين فى ظل تجويعهم على يد إسرائيل.
وذكر المكتب الإعلامى الحكومى ان جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مُروّعة لمواطنين كانوا يبحثون عن لقمة العيش جنوب غرب مدينة غزة حيث أنهم ذهبوا للحصول على الغذاء وعلى مساعدات.
وقال البيان «كان لدى إسرائيل النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام مقصودة ومع سبق الإصرار والترصّد فى إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقى لأهالى قطاع غزة، كما أن الجيش الإسرائيلى كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات إلا أنه قتلهم بدم بارد.
وناشدت الحركة كل دول العالم وكل الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى بالتدخل الفورى والعاجل من أجل الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.
وخرج مشفى كمال عدوان آخر مشفى عامل فى شمال غزة عن الخدمة. وأكدت وزارة الصحة أن سكان شمال قطاع غزة بلا أى خدمات صحية نتيجة توقف مولد المشفى ما يؤدى إلى فقدان. وتوقفت خدمات مشفى كمال عدوان بشكل كامل نتيجة عدم توفر الوقود وتعنت الاحتلال وصوله لمشافى شمال غزة.
يأتى هذا بينما، دمرت طائرات الاحتلال مربعا سكنيا فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ما ادى لاستشهاد 14 مواطنا على الاقل واصابة العشرات بالإضافة إلى أضرار فى عدد كبير من المنازل..وفى رفح جرى توغل محدود فى شرق المدينة نفذته دبابتا ميركفا وسبع جرفات فى محيط مكب صوفا حيث شرعت بأعمال تجريف فى المكان.
على صعيد آخر، أفادت إذاعة جيش الاحتلال أن الجيش سحب لواء المظليين من قطاع غزة. ويأتى ذلك بعد أن قضى اللواء ثلاثة أشهر فى العملية العسكرية بخان يونس.
وحول المساعدات والأوضاع الانسانية، تدرس الولايات المتحدة إسقاط المساعدات جواً على غزة مع تباطؤ عمليات التسليم البرية. ويدرس البيت الأبيض إمكانية إسقاط المساعدات جواً من الطائرات العسكرية الأمريكية إلى غزة.
وقال مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن «إسرائيل ردت بشكل غير متناسب على هجوم حماس ونحن فى خضم كارثة مع استخدام الجوع كسلاح فى غزة». ودفعت الحرب الغاشمة التى يشنها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة الناس الذين يتضورون جوعا فى شمال القطاع إلى أكل أوراق الصبار السميكة.
ويبحث مجلس الأمن الدولى مسألة انعدام الأمن الغذائى فى غزة وسط استمرار الصورة القاتمة والقلق المتزايد من انتشار المجاعة هناك. وقال مسئول كبير فى مجال الإغاثة بالأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولى الثلاثاء الماضي، إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص فى قطاع غزة يمثلون ربع السكان أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وأكد المسئول الأممى أن حدوث مجاعة على نطاق واسع «أمر شبه حتمي» ما لم يتم اتخاذ إجراء. وتفكر إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن فى هذه الخطوة، وخاصة مع القلق المتزايد داخل البيت الأبيض بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى غزة، خاصة فى الشمال إذ يوجد تهديد متزايد بالمجاعة.
وقال مسئول أمريكى لموقع «أكسيوس»: «الوضع سيئ حقاً، نحن غير قادرين على الحصول على ما يكفى من المساعدات بالشاحنات، لذلك نحن بحاجة إلى إجراءات يائسة مثل الإنزال الجوي».
وأكدت الأمم المتحدة، فى بيان سابق، انخفاض كمية المساعدات التى تصل إلى غزة بمقدار النصف هذا الشهر، مقارنة بشهر يناير، بعد أن أصابت الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال فى بعض المناطق عمال الإغاثة، مما يجعل من الصعب على المجموعات الإنسانية مواصلة عملياتها، إلى جانب تعمد إسرائيل عرقلة وصول الشاحنات الخاصة بالمساعدات.
ومع تدفق المساعدات إلى الأجزاء الجنوبية من القطاع، على الرغم من تدفقها ببطء شديد لا يمكن معه تجنب أزمة الجوع هناك، فإنها لا تكاد تصل إلى المناطق الشمالية البعيدة عن المعبر الحدودى الرئيسى ولا يمكن توصيلها إلا عبر جبهات القتال الأكثر نشاطا.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة، محذرا من أن مثل هذه الكارثة ستكون «شبه حتمية» إذا لم يحدث تحرك.
وأبلغ مكتب تنسيق الشئون الإنسانية مجلس الأمن أن وكالات الإغاثة تواجه «عقبات هائلة»، بما فى ذلك القيود المفروضة على الحركة وإغلاق المعابر ومنع الدخول وإجراءات التدقيق المرهقة.