ونحن والخليج.. والحجاج.. و«بيريحنى بكايا ساعات»
ومن التاريخ نبدأ.. ونتحدث عن حصار الإغريق لمدينة طروادة.. فقد طال الحصار وعجز الإغريق عن دخول المدينة فلجأوا إلى الحيلة.. وتظاهروا بالانسحاب بعد أن تركوا حصانًا خشبيًا ضخمًا أمام أبواب المدينة.. واعتقد سكان طروادة أن الإغريق قد انسحبوا يأسًا من دخول المدينة فأدخلوا الحصان الخشبى إلى داخل الأسوار وأغلقوا الأبواب وانشغلوا فى احتفالات النصر.. وبعد أن ناموا واطمأنوا وفى ساعة متأخرة من الليل خرج من داخل الحصان مجموعة من المقاتلين الإغريق انقضوا على الحراس الذين كانوا شبه نائمين وفتحوا أبواب المدينة ودخلها الإغريق واستولوا عليها..!
وتذكرنا هذه القصة بما حدث فى روسيا قبل أيام قليلة.. فأوكرانيا نجحت فى ادخال شاحنات إلى روسيا كانت محملة ببيوت متنقلة.. وفى ساعة الصفر وبأجهزة عن بعد انفتحت أسقف البيوت المتنقلة لتخرج منها مسيرات محملة بالمتفجرات انطلقت تضرب المطارات والطائرات فى عدة مطارات روسية لتسبب خسائر بمليارات الدولارات..!
والعملية التى أطلق عليها «شبكة العنكبوت» قد تكون بتدبير ومساعدة من دول أوروبية تريد توجيه ضربة قوية لروسيا لإضعاف موقفها فى مفاوضات يفترض أن تكون فى تركيا إلا أنها قد تكون بداية التحول الاستراتيجى فى أوكرانيا وقد تدفع الرئيس الروسى بوتين إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية فى الحرب الدائرة.. وهو ما يعنى أننا على وشك الدخول فى مواجهة وصراع من نوع آخر فالرد والانتقام الروسى لن يكون سهلاً وحصان طروادة الكرواتى قد يكون مدخلاً إلى جحيم منتظر..!
> > >
ونعود للشأن المصرى العربى وحديث بعض «الأبواق» الإعلامية المعروفة بعدائها لمصر والتى تحاول فى كل المناسبات دق إسفين فى العلاقات المصرية ــ العربية خاصة الخليجية والإيحاء بأن هناك توترًا فى العلاقات أو اختلافًا وتباينًا وتباعدًا فى المسافات.
وأى حديث فى هذا الإطار هو مجرد اجتهادات وتخمينات تنبع وتستند إلى نوايا أصحابها وتبعد بشكل كامل عن الحقيقة وعن تفهم طبيعة العلاقات المصرية ــ الخليجية الخاصة.
وفى هذا فإننا لا ندعى العلم ببواطن الأمور ولكننا على ثقة من أن هناك حرصًا بالغًا على أن تظل هذه العلاقات على أعلى درجة من التفاهم والتنسيق والمصلحة المشتركة.. وعلى ثقة أيضا من تفهم كل الأطراف لطبيعة ما يراد بهذه المنطقة وما يكتب لها من سيناريوهات لا تحمل معها خيرًا لأحد.
ويقينا فإن ما بين القاهرة ودول الخليج العربية من روابط ووشائج وصلات يفوق أى محاولة للوقيعة أو للتباعد.. ومصر ستظل هى العمق الإستراتيجى لدول الخليج العربية ودول الخليج العربية هى الامتداد الطبيعى لمصر.. شاء من شاء وأبى من أبى.. مصر ودول الخليج العربية كيان واحد.. بنيان واحد.
> > >
ونذهب إلى الحياة.. وإلى حيث تتجه كل الأنظار هذه الأيام إلى الأراضى المقدسة حيث يتجمع الحجاج من كل بقاع الأرض.
ونأمل ونتمنى أن يكون الحج موسمًا نرسل من خلاله دروسًا للعالم فى السلوك والانضباط والنظافة والنظام فما يحدث خلال التدافع والازدحام هو سلوكيات من أنواع غريبة تفسر جمال هذه اللحظات الروحانية التى ينبغى أن تحلق فيها النفس وتصفو بعيدًا عن دنايا الدنيا وآثامها.
> > >
وثلاث هزات أرضية ضربت مصر فى ساعتين.. وهى هزات لم يشعر بها سكان الغردقة ومطروح والقاهرة التى مر بها الزلزال ولكنها كانت كافية لأن تثير فينا المخاوف وتعيد إلينا ذكريات الزلازل المؤلمة.. ولا نملك إلا الدعاء.. استرها يارب.
> > >
ومن أين يأتى هجوم الناموس والذباب علينا هذه الأيام..؟! لقد أصبح الذباب أيضا شديد العداء لنا.. والمبيدات والرش والدخان تحولت إلى مجرد ديكور ولم يعد لها فاعلية تذكر.. والناموس أصبح مخيفًا يمتص دماءنا ومازلنا فى بداية فصل الصيف.. ومع نهايته سيكون الناموس قد «توحش»!! شوفوا لكم حلاً ولابد من رش الشوارع والأشجار يوميًا.. وبمواد فعالة وليس مجرد الدخان..!
> > >
وكل يوم هناك خبر عن طلاق وزواج المشاهير من فنانين وإعلاميين.. والأخبار أصبحت مستفزة خاصة صور حفلات البذخ عند الزواج.. وحفلات الطلاق أيضا..! ناس لها عالمها الخاص.. يتجوزوا.. يتطلقوا.. يعيشوا «مساكنة».. ومن غير «مساكنة» خلوهم فى حالهم والناس فى حالها.. وتجاهلوا هذه الأخبار ضررها أكثر من نفعها..!
> > >
وياه على الكلمات والاحساس وأم كلثوم وهى تغنى.. عيون كانت بتحسدنى على حبى، ودلوقتى بتبكى عليا من غلبى، وفين أنت يا نور عينى، ياروح قلبى فين.. فين أشكى لك فين.. عندى حاجات وكلام وكلام.. فين دمعك ياعينى.. بيريحنى بكايا ساعات..!
وآه.. آه.. من هذه الجملة «بيريحنى بكايا ساعات».. جملة بألف جملة لخصت كل شىء وفسرت كل شىء..!
وأخيرًا:
> والشخص الذى يجعلك من أساسيات يومه يستحق أن تبنى له فى قلبك وطنًا يليق به.
> ولك حرية كره الأشخاص، لكن ليس من حقك تشويه سمعتهم.
> ويتكفل الله بمداوة أرواحنا دائمًا.
> الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان والسماء رفعها ووضع الميزان.
