عزَّز الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى ثانى محطات جولته الآسيوية، مسار إحياء التحالفات القديمة لبلاده، وتجديد آليات التنسيق مع شركاء تقليديين عبّروا عن دعم لمواقف موسكو فى المواجهة المتفاقمة حالياً مع الغرب.
وفى فيتنام، التى وصلها بعد زيارة لافتة إلى كوريا الشمالية أثارت قلق بلدان غربية، تعمّد بوتين تأكيد سعى موسكو وهانوى لتعزيز التعاون الواسع، فى إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى نصّت عليها المعاهدة الروسية الفيتنامية للصداقة والتعاون، المبرمة منذ ثلاثة عقود.
وأكد البيان الثنائى، الصادر فى ختام جولة المحادثات المطوّلة التى عقدها بوتين مع الرئيس الفيتنامى تو لام، استقلالية العلاقات بين البلدين وتطابق مواقفهما الدولية، وعزمهما مواصلة التعاون فى كل المجالات.
وشدد البيان على مواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين لا تخضع لتغيرات الظروف الجيوسياسية، وتهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار والأمن. وأكد أن الطرفين يتبنيان مواقف قريبة جداً أو متطابقة تجاه الملفات الدولية والإقليمية.
قال خبراء استراتيجيون إن زيارة بوتين، إلى كوريا الشمالية وفيتنام، بمثابة خطوة استراتيجية مهمة، تعزز التوازن العالمى، وتعدد القطبية، وتؤكد الإخفاق الغربى فى محاولته حصار روسيا، وكذلك فى حربه ضدها عبر أوكرانيا.
وشدد الخبراء على تفوق التحركات الروسية، فى مقابل المخططات الغربية، وأن الاتفاقيات التى وقعت مع كوريا الشمالية، هى بمثابة توازن ردع، وتأكيد على ترسيخ تعدد القطبية.
وخلال الزيارة إلى كوريا الشمالية أعلن بوتين، فى مؤتمر صحفى عقب محادثات أجراها فى بيونج يانج، مع الرئيس كيم جونج أون، أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين البلدين تتضمن تقديم المساعدة فى حال تعرض أحد الطرفين لعدوان.
فى الاثناء استدعت كوريا الجنوبية، السفير الروسى لدى سول، لتقديم احتجاج على المعاهدة التى يُنظر إلى المادة الرابعة منها على أنها تبرر التدخل العسكرى التلقائى فى حالة وقوع هجوم على أى من البلدين، وهو بند يعيد التحالف الذى يعود إلى حقبة الحرب الباردة، بعد 28 عامًا من إلغاء معاهدة الدفاع المشترك بينهما فى عام 1996.
وأدان المكتب الرئاسى فى كوريا الجنوبية المعاهدة، واعتبرها تهديدًا للأمن الوطنى، وانتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولى، وحذر من التأثير السلبى لها على علاقات سول مع موسكو.
قال جانج هو-جين، مستشار الأمن الوطنى فى كوريا الجنوبية، بعد عقد اجتماع لمجلس الأمن الوطنى إن سول ستعيد النظر فى موقفها من توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
وحافظت كوريا الجنوبية حتى الآن على سياسة تقديم المساعدات غير الفتاكة فقط إلى كييف. بينما حذّر بوتين من أنه سيكون خطأً كبيرًا جدًا إذا مدت كوريا الجنوبية أوكرانيا بأسلحة فتاكة.