»الحشاشين« وزعيمهم حسن الصباح، بذرة الإرهاب في العالم الاسلامي والمتاجرة بالدين ونشر الأفكار المريضة.. حلم الجنة وصاحب مفتاحها.. أفكار بدأت داخل عقل وقلب »الصباح« أخطر وأدهى رجل استطاع أن يسيطر على عقول الشباب والرجال والنساء من أتباعه، ليصنع الصباح بهم عالماً من القتلى والمجرمين والمغيبين.. امتلك الصباح قلبهم وعقلهم بالمتاجرة بالدين وحلم الجنة.. الصباح عقلية مريضة عشق نفسه إلى درجة الجنون وصدّق أنه المختار وأنه »مولانا« صاحب مفتاح الجنة.. هو من يقف على بابها، وهو من يسمح لمن يشاء بالدخول.. بل صنع لهم من الوهم صورة من الجنة والحوريات، مستخدماً كل الوسائل من أجل اللعب بالعقول لتحقيق أحلامه المريضة في امتلاك العالم القتل والاغتيالات والمتاجرة بالدين.. والكذب هو منهجه.
ارتكب الصباح كل الموبقات وأرعب العالم بعملياته الارهابية.. الصباح حقيقة كانت أحداثها منذ أكثر من ألف عام، ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة.. فإذا كان الصباح هو بذرة الفكر الارهابي، فهو ايضا بذرة الفكر الاخواني الذي اعتنقه حسن البنا وجماعته الارهابية.. هو البداية التي امتدت حتى عصرنا هذا.. قد مات الصباح وهدمت قلعة الموت، ولكن افكار الصباح المريضة ظلت وعاشت حتى عصرنا هذا.. الاخوان الارهابية هى الوجه الآخر للحشاشين الذين وضعوا البذرة وآمن بها اتباعهم ومشوا على منهجه سنوات عاشوا مثله خفافيش الظلام ينشروا سمومهم ويخططون لعملياتهم الارهابية ويتاجرون بالدين.. وإذا كان مسلسل »الاختيار« قد كشف بالوثائق الوجه القبيح لهم، فـ »الحشاشين« أرعب الجماعات الارهابية وبث الفزع في قلوبهم حتى قبل عرضه لأنه يعريهم ويفضحهم أمام العالم.. عمل يضاف إلى رصيد الشركة المتحدة صاحبة »الاختيار« بأجزائه و»الكتيبة 101« ومسلسل حرب للسقا وفراج.
هذا هو دور الفن وقوتنا الناعمة.. نحن لنا ان نفخر بنجومنا الذين تحولوا إلى جنود في معركة بلد ضد الارهاب وجماعته الارهابية، بداية من الشهيد »منسي«، مروراً بكل الاحداث وكل الابطال الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر.. فنانون حاربوا بالفن الذي اصبح رصاصة موجهة لقلب الجماعات الارهابية، فكانوا في أحسن حالتهم.
كريم عبدالعزيز أو »حسن الصباح«، فنان متمكن من كل أدواته الفنية.. دراسة لكل نواحي الشخصية النفسية والعقلية حتى الحركات والإيماءات والملابس.. لحظات الصمت تؤكد أنه فنان كبير مؤمن برسالته.
»زيد بن سيحون« أو الفنان احمد عيد، الذي كتب بـ »الحشاشين« شهادة ميلاد جديدة، فكان بارعاً في شخصية »ابن سيحون«، شخصية مركبة من لحم ودم، شاهدناه وكأننا نشاهده لأول مرة، فاستطاع ان يكون التابع الأمين، لكنه لم يستطع أن يمنع هوى نفسه من أن يحقد على »الصباح« ويحاول أن ينتقم منه في ابنه.. وكان الفنان فتحي عبدالوهاب صاحب بصمة وأداء مميز، يضيف إلى كل دور يُسند له، فكان بارعاً في شخصية »الوزير نظام الملك«.. نيكولا معوض في دور »عمر الخيام«، دور يضيف به علامة في طريقه الفني.. الفنان نضال الشافعي في دور من أفضل ما قدم »الإمام الغزالي«.. الفنانة سوزان نجم الدين وميرنا نورالدين كتبتا شهادة ميلاد جديدة لكل منهما.. ايضا الممثل الذي قدم دور »يحيى« أحمد عبدالوهاب وحبيبته »سارة الشامي«.. بحق »الحشاشين« عمل يليق بالكاتب الكبير عبدالرحيم كمال الذي غاص في أعماق شخصياته واستلهم من التاريخ ما يكشف به كل ما يدور وعرى الفكر الارهابي.. وكانت نهاية »الصباح« بجنونه موفقة جدا وهي طبيعية ومنطقية لشخصية عشقت نفسها ونصّبت منها إلهاً وأعطى لنفسه لقب »صاحب مفتاح الجنة«.. غاص عبدالرحيم في التاريخ، فأسقط منه على الواقع وعرى كل ما يدور داخل فكر الجماعات الارهابية.. وحقاً ما أشبه الليلة بالبارحة.. المخرج بيتر ميمي مخرج عرف كيف يترجم كل ما كتبه عبدالرحيم كمال إلى حقيقة أمامنا، فكان »الحشاشون« حقا عمل يليق بالفن المصري.