قالت وكالة رويترز أمس نقلا عن موقع أكسيوس إن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو سيجرى محادثات مع عدد من الوزراء ورؤساء الأجهزة العسكرية والمخابراتية لبحث إجراء اتصالات دبلوماسية من شأنها إنهاء الحرب في لبنان.
فى سياق متصل، نقل موقع «واللا» عن تقديرات للجيش الإسرائيلى قولها إن الأهداف العسكرية بجنوب لبنان أنجزت ويمكن للقيادة السياسية التوصل إلى اتفاق.
وفى السياق نفسه، قال مسئولون إسرائيليون كبار إن مفاوضات وقف إطلاق النار فى لبنان «وصلت مراحل متقدمة»، مضيفين أن المبعوث الخاص للبيت الأبيض آموس هوكستاين، قد يسافر إلى بيروت وتل أبيب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية فى 5 نوفمبر المقبل، لمحاولة الوصول إلى اتفاقات نهائية، بحسب موقع «واى نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وأوضح المسئولون أن اتفاق وقف إطلاق النار سيبدأ بفترة تأقلم تمتد لمدة 60 يوما، يتم خلالها وقف إطلاق النار من جماعة «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، بينما ينشر الجيش اللبنانى قواته بالجنوب، على أن يتم النظر فى آلية جديدة لمراقبة المنطقة دون إصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي.
أضافت الصحيفة أنه «إذا تقدمت المحادثات، ستبدأ قوات الجيش الإسرائيلى بالانسحاب من معظم مناطق تواجدها وإعادة انتشارها فى جنوب لبنان، تاركة المناطق التى أكملت فيها مهمتها بإزالة التهديد من قوات «رضوان»، ومن المرجح أن تبقى فقط فى الأماكن التى لها أهمية تكتيكية».
وذكر المسئولون الإسرائيليون أن الوضع فى لبنان «تغيّر تماما بعد الهجوم الإسرائيلي»، وقالوا إن هناك توافقا فى بيروت على فصل الجبهة اللبنانية عن الحرب فى غزة. وأوضح المسئولون أن «القتال سيستمر بينما تجرى المفاوضات وحتى اكتمالها».
وأشارت الصحيفة إلى ما قالت إنها «مصادر استخباراتية غربية» تعتقد أن إيران قد تسمح لجماعة «حزب الله» بالموافقة على وقف إطلاق النار، بل وقد تشجعه على ذلك، حتى لو لم ينته القتال فى غزة.
وبالتزامن قال مصدر لبنانى إن المعلومات التى وردت عبر صحيفة «يديعوت أحرونوت» بشأن وجود مقترح يقوده المبعوث الأمريكى آموس هوكستاين «لا صحة لها على الإطلاق».
وأضاف المصدر لقناة «سكاى نيوز عربية»: «لم يتغير أى شيء حتى اللحظة وليس هناك أى تطورات إضافية غير تلك التى واكبت زيارة هوكستاين الأخيرة». وتابع المصدر: «هوكستاين لن يعود إلى لبنان وحتى ربما إلى إسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية، وبعد الانتخابات ونتائجها لكل حادث حديث».
على الصعيد الميداني، قتل 63 شخصا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب عشرات آخرون فى غارات إسرائيلية مكثفة على مناطق متفرقة بقضاء بعلبك التابع لمحافظة بعلبك الهرمل شرقى لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن «آلة القتل والدمار الإسرائيلية ارتكبت مجازر فى مدينة بعلبك، وعلى امتداد قرى القضاء جنوبا وشرقا وشمالا وغربا». وذكرت الوكالة اللبنانية أن عدد الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة بقضاء بعلبك ناهز 30 غارة.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 2710 قتلى و12 ألفا و592 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن نحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.
من ناحية أخري، أنذر الجيش الإسرائيلى سكان 16 بلدة جنوبية، داعيا إياهم إلى إخلاء منازلهم. وحث المتحدث باسمه، أفيخاى أدرعى فى تغريدة على حسابه فى منصة إكس سكان تلك البلدات إلى ترك قراهم والتوجه نحو نهر الأولي.
بالتزامن اندلعت مواجهات عنيفة بين عناصر حزب الله وقوات مدرعة إسرائيلية عند الأطراف الشرقية للخيام، حاولت التوغل إلى البلدة، كما شنت إسرائيل غارات على الخيام، فضلا عن بلدتى شقرا ومجدل سلم جنوباً، وفق ما أفاد مراسلون.
من جهته، أفاد الإسعاف الإسرائيلى بمقتل شخص وإصابة 3 بجروح خطيرة إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان فى معالوت ترشيحا بالجليل الغربي. وقال الجيش الإسرائيلى إنه رصد إطلاق 50 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل، مشيرا إلى تمكنه من اعتراض بعضها.
وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار فى نحو 30 بلدة بالجليل تحذيرا من سقوط صواريخ.
وفى النمسا أعلنت وزارة الدفاع إصابة 8 جنود من قواتها المشاركة فى حفظ السلام فى جنوب لبنان «اليونيفيل» فى قصف صاروخى على بلدة الناقورة وقالت إن مصدر الهجوم ليس واضحاً فى الوقت الراهن.
ونددت الوزارة بالهجوم قائلة إنه من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر.
من هو خليفة «نصر الله»؟
أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية أمس اختيار نعيم قاسم أمينا عاما لها ليخلف حسن نصرالله.
ويعتبر قاسم من الشخصيات المخضرمة فى حزب الله وشغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991، وتم تعيينه فى عهد الأمين العام الأسبق لحزب الله عباس الموسوي، الذى قتل فى هجوم بطائرة هليكوبتر إسرائيلية عام 1992، وظل فى المنصب عندما تولى نصر الله قيادة الجماعة.
ولد قاسم عام 1953 فى منطقة البسطة التحتا فى بيروت وتعود أصول عائلته إلى كفرفيلا، فى جنوب لبنان ذى الأغلبية الشيعية، وهو متزوج ولديه 6 أبناء.
بدأ قاسم نشاطه السياسى فى حركة أمل اللبنانية، التى تأسست عام 1974، ثم ترك الحركة عام 1979، فى أعقاب الثورة الإيرانية، التى شكلت الفكر السياسى للعديد من الناشطين الشيعة اللبنانيين الشباب.
شارك فى الاجتماعات التى أدت إلى تشكيل حزب الله، وظل لفترة طويلة أحد المتحدثين البارزين باسمه، وأجرى العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية. وكان منسقا عاما لحملات حزب الله الانتخابية البرلمانية منذ خاضتها الجماعة لأول مرة فى عام 1992.