وحفل زفاف.. وبرد أم فيروس.. ولقطة وفاء
الوفاء فى أى مكان يستحق التقدير دائما
ولا حديث بين النخبة السياسية والمهتمين بالشأن العام إلا عن حزب الجبهة الوطنية الذى تم تدشينه الأسبوع الماضى بمشاركة نخبة من السياسيين ورجال الأعمال ووزراء سابقين.
والحديث يدور حول مهمة الحزب القادمة وأهدافه.. وهل سيكون بديلا لأحزاب قوية قائمة حاليا أم مكملا وداعما لها.. وهل هو حزب موالاة أم حزب يحمل أفكارا جديدة مغايرة لبرامج الأحزاب الحالية..!
ولأن ما خرج عن مؤسسى الحزب حتى الآن مازال قليلا فإن أغلب الظن هو أن الحزب الجديد الذى سيكون قائما قبل الانتخابات البرلمانية القادمة فى نهاية هذا العام سيكون فى مقدمة أولوياته غربلة الشارع السياسى للبحث عن وجوه جديدة تحظى بالقبول الشعبى لتقديمها وطرحها فى القوائم التى سيتقدم بها الحزب فى الانتخابات البرلمانية والتى يتوقع أن تشهد تغييرا كبيرا فى التشكيلة الحالية للبرلمان يمكن أن تصل لأكثر من نصف الوجوه الحالية.. ووجود حزب جديد يتسم بالقوة من التشكيل الذى يبدأ به التأسيس يمثل اضافة قوية للحياة السياسية الحزبية فى مصر ويعيد إلى الساحة خبرات عديدة يمكن الاستفادة من تجاربها وأفكارها فى الحوار المجتمعى فى مختلف القضايا والذى ينبغى أن يشهد تنوعا واختلافا أيضا.
ولا نعتقد أن الحزب الجديد سيمثل بديلا لأى الأحزاب القائمة حاليا وإنما تنافس سيكون فى صالح المجتمع وظهيرا قوى أيضا للدولة المصرية يساعد فى مواجهة الأزمات.
> > >
ونعود لقضايانا الحوارية الأخرى وكلمة عتاب إلى الأستاذ الدكتور الحسينى جميل أستاذ جراحة القلب والصدر ورئيس الجمعية المصرية للقلب والصدر والذى قال إنه يعلن اعتزاله ممارسة الطب الإكلينيكى والجراحة مكتفيا بدوره الأكاديمى فى التدريس بالجامعة معللا ذلك بأن بيئة العمل غير آمنة خاصة مع الصياغة الأخيرة لمشروع قانون المسئولية الطبية.
وقرار الدكتور الحسينى فى رأينا جاء متسرعا وعاطفيا وبعيدا عن الواقع أيضا وربما بعيدا عن المسئولية كذلك لأنه رسالة شحن واثارة فى وقت غير مناسب لهذه الاختلافات التى يمكن أيضا حلها بالحوار العقلانى الهاديء الذى يضمن كل التقدير والاحترام والحماية للأطباء مع حفظ الحقوق للمرضى أيضا.. وما أكتبه هو كلمة عتاب لأستاذ كبير فى مهنة سامية نقف جميعا داعمين ومساندين لكل العاملين فيها ونأمل أن يراجع الدكتور الحسينى قراره، فلا يوجد تربص أو ترصد بالأطباء ولا أحد يقبل بالإضرار بهم.. نحن جميعيا لنا هدف واحد هو حماية ثروتنا من الأطباء.. ولا شيء آخر نقبل بخلاف ذلك.
> > >
وقضية أخرى يدور حولها الحوار وتتعلق بجهود وزارة الأوقاف لعودة الكتاتيب لمرحلة ما قبل التعليم الأساسى حيث آثار البعض المخاوف من سيطرة فكر جماعة ما على أفكار النشء فى الكتاتيب وهى وجهة نظر بعيدة تماما عن تجربة الكتاتيب التى كانت كما يقول الدكتور أسامة رسلان متحدث وزارة الأوقاف هى منظومة التعليم الوحيدة فى مصر قبل التعليم الأساسى لمدة قرن كامل.
ونعم لعودة الكتاتيب دون تردد أو قلق من افتراضات بعيدة عن الواقع فقد علمنا الكتاب الصلاة.. وعلمنا القرآن.. وعلمنا ننطق الألفاظ والكلمات.. وعلمنا جمال اللغة العربية.. وعلمنا الاحترام والانضباط.. وعلمنا تقدير «الشيخ» شيخ الكتاب الضرير الذى كان يتعرف علينا من أصواتنا.. شيخ الكتاب الذى كنا نتقاسم معه حب سندوتشات الصباح التى كانت فى حقائبنا.. شيخ الكتاب الذى كان ينتهى من التدريس ويطوف بعد ذلك على منازلنا لقراءة القرآن فيها.. شيخ الكتاب «البركة» الرجل الذى كان جزءا من بيوتنا.. من حياتنا.. من ثقافتنا.. من السلام الاجتماعى الذى كان قائما بيننا.. والذى كان ضمانة الأمن والأمان والاستقرار لمجتمعنا.. أعيدوا الكتاتيب ففيها كل الخير.
> > >
واحنا شعب حلو.. طيب.. وودود.. والسوشيال ميديا نشرت فيديو لعروسين قررا أن يحتفلا بزفافهما فى وسط البلد.. تماما بالسير وسط الناس وطافا على المحلات ووقفا فى الميدان لالتقاط الصور.. الناس تفاعلت معهما.. والعروس احتضنت فتيات لا تعرفهن سارعن إلى تقديم التهنئة لها.. والسيارات توقفت واطلقت أبواقها تحية لهما.. والزغاريد كانت تعلو وتعلو فى كل مكان.. الناس كانت فى فرحة طبيعية غير مفتعلة.. ومصطفى وياسمين احتفلا مع مصر كلها.. مصر تعشق الأفراح والفرحة وتفرح للجميع.
> > >
والناس محتارة.. ما هذا الذى نتعرض له.. هل الموجود حاليا هو نوع طبيعى من البرد أم فيروس غامض لا مثيل له.. هل هو كورونا أم متحور لكورونا أم فيروس ابن ستين.. لا شفاء منه.. فدور البرد يأتى ويستمر أسبوعا.. أسبوعين.. ثلاثة.. ثم يذهب فجأة ليعود أيضا فجأة بعدها بأيام قليلة.. ولا علاج مجد.. ولا مضاد حيوى يفعل شيئا.. والكحة لا تختفي.. والجسد متهالك.. وبرد أم انتقام وعذاب.. هو فعلا تكفير عن ذنوبنا.. وتأديب وتهذيب واصلاح..!
> > >
واتحدث عن لقطة وفاء هى لقطة الأسبوع.. ففى جنازة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فإن ضباط الخدمة السرية الذين عملوا معه حرصوا على أن يحملوا نعشه رغم كبر سنهم.. وتماسكوا يدا بيد بجوار العربة التى نقلت الجثمان.. كانوا شيوخا كبارا فى السن.. ولكنهم كانوا أقوياء فى الوفاء فحملوا الجثمان بكل ثبات.. الوفاء فى أى مكان يستحق التقدير دائما.
> > >
ومبروك للبحرين.. البحرين فى عيد.. شعب مملكة البحرين كله خرج إلى الشوارع فور انتهاء مباراة البحرين وعمان فى نهائى كأس الخليج بفوز البحرين وحصولها على الكأس للمرة الثانية فى تاريخها.. والمنتخب البحرينى أفضل فرق البطولة فاز فيها على السعودية والكويت وعمان.
ومن حق البحرين أن تفرح وأن ترفع صور الشيخ حمد بن عيسى ملك البحرين فالدعم الذى قدمه للرياضة البحرينية كان بلا حدود.. والبحرين حققت أعلى معدلات النجاح فى التنمية البشرية تحصد الثمار بالنجاح فى كل المجالات.. وكأس الخليج يتوج نجاحاتها.. البحرين تستحق الفرحة وتستحق الاشادة.
> > >
وأخيرا:
ألف شعور لك بقلبى وأولها اشتقت لك.
> وانتهى عام أحببتك فيه كثيرا وبدأ عام جديد سأحبك فيه أكثر.
> ولا تخشى الرفض من يرفضك بصدق أفضل ممن يقبلك كاذبا.
> وأيقنت الآن أن بعض الأسئلة التى يضج بها القلب بشكل دائم يفضل أن تبقى دون جواب.