«لقد وقعنا فى الفخ» جملة شهيرة تنسب للفنان عادل إمام خلال أحداث فيلمه الكوميدى «مرجان أحمد مرجان».. تذكرت ذلك المشهد الكوميدى لأن هذه الجملة أصبحت تنطبق على دولة الاحتلال الاسرائيلى التى أدرك قادتها الآن.. أن حربهم العدوانية على قطاع غزة بالذات قد وصلت إلى طريق مسدود وصارت فخاً حقيقياً للجيش الغازي.
لقد قامت الولايات المتحدة وآخرون بمنح الجيش الاسرائيلى وقتاً كافياً حتى الآن عام بأكمله للقضاء على المقاومة الفلسطينية وقاموا بإمداده بكل ما يحتاج إليه لإنهاء تلك المهمة بكفاءة وسرعة.. رغم كل الأصوات الرافضة للحرب والمظاهرات الحاشدة التى اجتاحت أوروبا وأمريكا.. لكن الجيش الاسرائيلى «المحترف» لم ينجح إلا فى الهدم والتخريب وتشريد الآمنين وعمل مقابر جماعية للمدنيين الأبرياء!!
أما المقاومة الفلسطينية فقد سجلت ملحمة صمود غير مسبوقة وكبدت العدو خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات. كما تفوقت عليه أخلاقياً بحسن التعامل مع الأسرى المحتجزين لديها.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. فقد أطلت برأسها من جديد بقوة وزخم فى مناطق سبق احتلالها ولا يتوقع ظهورها فيها.. وهنا بدا واضحاً أمام قادة الاحتلال الذين يشعرون باليأس والإحباط أن المعارك ستطول وتتحول إلى حرب استنزاف شاقة مريرة وأنهم على وشك الصراخ بصوت عال «لقد وقعنا فى الفخ».
الإصرار والتعمد
من المفروض أن القانون الجنائى يفرق بين القتل الخطأ.. والقتل مع سبق الإصرار والترصد، ففى الحالة الأولى تكون العقوبة أخف جداً من الحالة الثانية.
وبتطبيق ذلك على الحكومة الإسرائيلية الحالية نجد أنها تستحق أن تحتل المكانة الأولى بين مجرمى الحرب عبر التاريخ العسكرى كله.. فقد ارتكبت جرائم إبادة ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء بإصرار وتعمد رغم كل الموانع ومنها:
> تزعم أنها تنتمى إلى المعسكر الذى يدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
> وجود عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.. وقد كان من المتوقع أن تكون حريصة على أرواحهم.
> قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية.. ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية التى تضغط من أجل وقف الحرب ضد غزة، ووجود تيار كبير داخل الدولة الصهيونية نفسها يطالب بعقد صفقة لإطلاق سراح الأسري.. ووقف الحرب.
> التعاطف الدولى غير المسبوق تجاه القضية الفلسطينية الذى وصل إلى حد اعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية.
> تضرر سمعة الدولة الصهيونية بشكل لم يحدث من قبل فى مختلف قارات العالم.
> امتلاك الدولة الصهيونية لأسلحة ذكية وجديدة قادرة على إصابة الأهداف بدقة عالية، دون التسبب فى وقوع أضرار أو خسائر بين المدنيين.
> استياء الحليف الأكبر أمريكا فى الظاهر غير الحقيقة مع إعلانه غير الحقيقى بوقف تسليم بعض الذخائر إلى الجيش الإسرائيلى لكبح جماحه ومنعه من اجتياح رفح.
6 ملايين لاجئ فلسطيني
أعلنت الأونروا أن لديها الملايين نزحوا إليها وتسببت إسرائيل فوق الحرب فى تدهور الأوضاع فى باقى الأراضى الفلسطينية المحتلة خصوصاً الضفة الغربية.
وقالت الأونروا إن هناك 2 مليون مواطن فلسطينى داخل القطاع بعيداً عن أماكن سكنهم.
وفيما يتعلق بالعملية التعليمية قالت إن الحرب فى غزة منعت وحرمت 39 ألف طالب وطالبة من أداء امتحانات الثانوية وأن 450 طالباً ارتقوا شهداء هذا العام بينما التحق فقط 1320 طالباً فى 29 من الدول العربية بينهم 1090 طالب يتواجدون فى مصر.