الذى جرى على مدار الساعات الماضية فى الحرب التى دارت رحاها فى «السماء» لساعات قليلة بين إيران وإسرائيل هى حرب بلا نصر تهدف لإنقاذ أو حفظ ماء الوجه لجميع الأطراف فى الصراع الدائر فى وعلى المنطقة.
فإيران التى كانت فى موقف حرج للغاية بعد تعرضها لعدة عمليات عسكرية تفجيرية داخل أراضيها ثم لاغتيال أحد قادتها العسكريين البارزين فى هجوم على قنصليتها فى دمشق لم يكن أمامها إلا الرد.. والرد كان معروفاً مسبقاً وهو إطلاق عدة صواريخ وطائرات مسيرة كانت فى استقبالها الدفاعات الأرضية فى إسرائيل والمقاتلات الأمريكية والبريطانية التى انطلقت تتعقب الطائرات المسيرة قبل وصولها لأهدافها.. ثم أعلنت إيران انتهاء العمليات العسكرية من جانبها.. وتنتظر الآن رداً إسرائيلياً آخر يتناسب مع السيناريو المعد سلفاً برعاية أمريكية ـ بريطانية.
وتستطيع إيران أن تعلن أنها قد ردت الرد المناسب، وفى مقدور إسرائيل أن ترد أيضاً بمساعدة أمريكية.. ولكن الخوف كل الخوف أن تكون هناك ضربات من قواعد أمريكية موجودة فى المنطقة لأنها ستسبب حرجاً وتوتراً فى العلاقات العربية ـ الإيرانية وستضع هذه الدول فى مواجهة مع إيران تهدد بقلاقل داخلية وانعكاسات بالغة الخطورة.
إن الحرب الدائرة حالياً قد تكون جزءاً من توازنات ومواءمات سياسية محدودة.. ولكنها قد تكون أيضاً البداية لإشعال المنطقة كلها وتوسيع دائرة الحرب.. وهذا هو السيناريو الأكثر رعباً.. والأكثر استبعاداً الآن.. كل الأطراف تدرك خطورة ذلك..!
>>>
وأستأذنكم فى أن أكتب عن صحيفة «الجمهورية»، الصحيفة التى تغيرت قيادتها الصحفية برحيل الأستاذ عبدالرازق توفيق رئيس التحرير وتولى الأستاذ أحمد أيوب مهمة القيادة.
«فالجمهورية» التى أنتمى إليها منذ أكثر من خمسين عاماً ليست مجرد صحيفة لنقل الأخبار والتعليق عليها «الجمهورية» هى لسان حال الشعب.. وهى الصحيفة الأكثر اقتراباً من الجماهير والتفاعل معها.. الجمهورية كانت وستظل الصحيفة التى تعبر عن كافة الآراء والتطلعات.. صحيفة تنتمى وتنحاز إلى صوت المواطن وتعبر عنه.. صحيفة تخاطب كل فئات المجتمع بأسلوب سهل وبفهم عميق.. والجمهورية هى الصحيفة التى تنحاز إلى البسطاء.. إلى الغلابة.. إلى الكادحين فى كل مكان.. إلى العامل والفلاح والموظف.. إلى الذين يبحثون عن لقمة العيش الحلال.
وإذا كانت الصحافة الورقية تواجه متاعب فى معركة شرسة مع السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية فإن «الجمهورية» بالكلمة الصادقة وبالرأى الحر قادرة على البقاء والمنافسة بتبنى قضايا المواطن والالتحام به والتعبير عنه.. «الجمهورية» هى صحيفة الشعب ومن الشعب.. كل التوفيق لقائد مسيرتها الجديد.. وكل الأمل فى أن تعود للصحافة كلمتها ورونقها لاستعادة أمجاد صاحبة الجلالة.
>>>
ونعود لحواراتنا المحلية وأحد البنوك الذى يطرح شهادة مدتها ثلاث سنوات بفائدة تراكمية قدرها ٥٨٪ «خمسة وثمانون فى المائة»..!! والفائدة مرتفعة جداً.. واكتناز الدولار لم يعد مجدياً.. ومعدل الفائدة الكبير سيدفع البنوك الأخرى لمواصلة تقديم الشهادات والأوعية الادخارية التى تقدم عائداً مجزياً.. ولولا أن البنوك الوطنية تقدم هذه العائدات المرتفعة لكان للدولار شأن آخر وقيمة أخري.. والمعادلة صعبة.. وصعبة جداً.. والخروج من هذه الدائرة لن يكون بين عشية وضحاها.. الطريق مازال طويلاً..!
>>>
وأصحاب توكيلات وموزعو السيارات فى ورطة ما بعدها ورطة.. فقد اشتروا واستوردوا السيارات بسعر الدولار القديم.. وبعد هبوط قيمة الدولار فإن استيراد السيارات من الموديلات الجديدة يعنى أن أسعارها ستكون أقل من السيارات التى بحوزة التجار من أعوام سابقة..! ولا حل أمام تجار السيارات إلا تخفيض الأسعار وبسرعة للتخلص من مخزون سيارات الأعوام التى انقضت، فكلما ازداد تمسكهم بالبيع بالأسعار المبالغ فيها ازدادت خسارتهم!! عليهم الاكتفاء بهامش ربح بسيط والإعلان عن تنزيلات كبيرة فى الأسعار.. وإلا عليهم أن يتحملوا الخسارة.. كل الخسارة وحدهم.. ويمهل ولا يهمل.