حرب العاشر من رمضان من أهم المواقع الحربية فى سلسلة الأحداث العسكرية والسياسية التى تنفذها الدول العربية لمواجهة التمدد الإسرائيلى نحو الأراضى العربية فى إطار مساعى الصهيونية العالمية للسيطرة على أجزاء من الدول العربية اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.. وبعد النجاح فى إنشاء دولة إسرائيل الحالية عام 1948 وحصولهم على الموافقة العالمية لتلك الدولة اتجهت الصهيونية العالمية نحو تقوية الدولة الإسرائيلية والعمل على إضعاف الدول العربية اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، وتضمنت مخططاتهم مواجهة أى دولة أو فصيل عربى يسعى للتطوير، ولذلك قامت الصهيونية العالمية وإسرائيل بالتركيز بعد ثورة 1952 على مصر نظراً لاتجاه الدولة المصرية فى ذلك الوقت لإحداث تطوير بشرى وعسكرى واقتصادى وصناعى واجتماعى وسياسي.
وبدأت بحرب 1956 من خلال التعاون الإسرائيلى الفرنسى الإنجليزى وبعد فشلهم وانسحابهم من سيناء وبورسعيد واستمرار التطوير المصرى الذى أصبح خطراً على إسرائيل، خاصة بعد تطوير الصناعات الحربية المصرية وإحداث تعاون سياسى قوى مع الدول الإفريقية والآسيوية فى مواجهة إسرائيل والصهيونية العالمية واستقطاب دول شرق أوروبا للتعاون عسكرياً وصناعياً واقتصادياً مع الدول العربية ونجاح مصر فى تأهيل وتطوير العنصر البشرى فى كل الدول العربية وبعد النجاح فى تنفيذ مشروعات الصواريخ أرض/ أرض حتى مدى 700كم والطائرة المقاتلة بالتعاون مع الهند قامت إسرائيل بتنفيذ حرب 1967 لإجهاض هذا التطوير.. ونجح الشعب والجيش المصرى تحت زعامة جمال عبدالناصر ثم أنور السادات فى إعادة تطوير القوات المسلحة وتطوير وتأهيل العنصر البشرى المصرى وإعداد الدولة المصرية للحرب وتنفيذ مخططات وعمليات الخداع الإستراتيجى والإخفاء والتمويه وإنشاء حائط للدفاع الجوى الصاروخى على طول غرب القناة من بورسعيد حتى الزعفرانة واقناع الاتحاد السوفيتى سابقاً بحصول مصر على صواريخ دفاع جوى متطورة لأول مرة شاملاً الصواريخ وبعد اطمئنان السادات على جاهزية القوات المسلحة والشعب المصرى والدولة المصرية ككل للحرب أصدر قراراً ببدء الحرب فى السادس من أكتوبر 1973 «العاشر من رمضان» وتحقق النجاح فى عبور قناة السويس واحتلال كل المواقع والنقاط الحصينة شرق القناة خلال يومين فقط وبأقل الخسائر البشرية نتيجة للتعاون الوثيق بين جميع القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوى والمهندسين والاستطلاع والصاعقة والمظلات والنجاح فى فتح الثغرات فى السد الترابى بخط بارليف شرق القناة بأفكار مصرية مستخدماً المضخات المائية ذات الضغط العالي.
يؤكد العاشر من رمضان قدرة الدول العربية على مواجهة التمدد الإسرائيلى نحو الأراضى العربية من خلال التخطيط والعزيمة والإصرار ووضع هدف واضح للدول العربية يتضمن أساساً إحداث تطوير فى العنصر البشرى العربى وفى الصناعة المدنية والعسكرية والزراعة وتقوية الاقتصاد العربى فى مواجهة الاقتصاد الإسرائيلى واستيعاب العلوم والتكنولوجيات المتطورة وتقوية العلاقات الدولية والسياسية مع دول العالم لاقناعهم بأحقية الدول العربية للحفاظ على أوطانهم والحد من التمدد الإسرائيلى الذى يهدف لإنشاء دولة إسرائيل ما قبل الكبرى بحلول عام 2041 ثم تحقيق هدفهم الأكبر وهو إنشاء دولة إسرائيل الكبرى بحلول عام 2072.
ما تقوم به مصر حالياً برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى من رفض للتهجير للفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والتنسيق الدولى المصرى المستمر للحصول على دعم دولى لإعادة تعمير قطاع غزة سيساعد على تقوية الموقف العربى لمواجهة التمدد الإسرائيلى نحو الأراضى العربية وإجهاض مخططات الصهيونية العالمية لإنشاء دولة إسرائيل ما قبل الكبرى وبعدها دولة إسرائيل الكبرى وتحقيق الأمن والسلام بالمنطقة العربية وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة آمنة منزوعة السلاح بجوار دولة إسرائيل الحالية.