قتلى وجرحى إسرائيليون فى إطلاق نار بالضفة الغربية
فى الوقت الذى يتردد فيه أن صفقة وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى فى طريقها للنضوج، يخرج بنيامين نتنياهو وحاشيته متوعدين الفلسطينيين بمزيد من القهر والعنف زاعمين أن أمن مواطنيهم مهدد بسبب الفلسطينيين.
كانت إسرائيل قد أعلنت أمس مقتل 3 مستوطنين وإصابة 11 آخرين فى عملية إطلاق نار شرق قلقيلية، استهدفت حافلة ومركبات على شارع 55 فى منطقة مستوطنة «كدوميم» .
قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلي، إن هناك ثلاثة من المصابين فى حالة حرجة. وذكرت وسائل إعلام أن منفذ العملية، أطلق النار أثناء استقلاله سيارة على حافلة وسيارة للمستوطنين، ثم لاذ بالفرار. وبدأت سلطات الاحتلال حملات أمنية مكثفة بحثا عن المنفذين.
من جانبه، علق رئيس وزارء الاحتلال بنيامين نتنياهو على العملية مهددا بالوصول للمنفذين ومحاسبة كل من ساعدهم دون استثناء.
كما هدد وزير الأمن الإسرائيلي، إيتمار بن غفير أمس بوضع أكبر عدد ممكن من الحواجز لإغلاق الطرق لضمان الأمن فى إسرائيل، قائلا إن أولئك الذين يسعون لإنهاء الحرب فى غزة سيواجهون حربًا فى إسرائيل. وأضاف أنه يجب أن يحصل المستوطنون على حريتهم فى الحركة بشكل أكبر من الفلسطينيين.
وطالب وزير المالية الاسرائيلي، بتسلئيل سموتريش بتحويل مدن قلقيلية ونابلس وجنين كما جباليا فى غزة. وقال سموتريتش وهو من سكان مستوطنة «كدوميم» التى جرت قربها العملية: «إن مفهوم الأمن الذى كان قبل 7 أكتوبر ما زال موجودا وندفع ثمنه، زاعماً بقوله «إن «الإرهاب» فى الضفة وغزة وإيران هو نفسه ويجب هزيمته».
جاء ذلك بينما أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، عن ثقته فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، واتفاق بشأن المحتجزين، ولكن ربما بعد مُغـــادرة الرئيـــس الأمريكــى جو بايــدن منصــبه فى 02 يناير الحالي.
قال بلينكن فى تصريحات للصحفيين من عاصمة كوريا الجنوبية سول أمس «إذا لم نتمكن من الوصول إلى خط النهاية فى الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه سيتم استكماله فى وقت ما».
تابع: «آمل أن يكون ذلك عاجلًا وليس آجلًا، وعندما يحدث ذلك، فسيكون على أساس الخطة التى طرحها بايدن» .
يذكر أنه جرت فى الأيام الأخيرة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية فى الدوحة، عززت الآمال حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية استمرار المفاوضات رغم تبادل الاتهامات بين نتنياهو وحماس بإفشالها.
فى الوقت نفسه، قالت إسرائيل أمس إن حماس لم تقدم أى معلومات بشأن وضع 34 محتجزا فى قطاع غزة، أبدت الحركة استعدادها للإفراج عنهم فى حال تم التوصل إلى صفقة تبادل.
فى المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية أمس إن الحركة قدمت قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين فى غزة، ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي، لم تسمه، قوله: «على عكس نفى مكتب رئيس الوزراء، فإن حماس سلمت قائمة بالمختطفين لكنها لم تكشف عن أى منهم على قيد الحياة» .
كان مسئول فى حركة حماس قد أكد الأحد الماضى لوكالة «رويترز» إن الحركة وافقت على قائمة تضم 34 أسيراً قدمتها إسرائيل لمبادلتهم فى إطار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار. كما أكد المسئول الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر أن أى اتفاق مشروط بالتوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب الإسرائيلى من غزة ووقف إطلاق النار الدائم.
من جهتها، قالت مصادر بالوفد الإسرائيلى المفاوض، إن هناك حلولاً لكل النقاط العالقة بشأن صفقة غزة، تنتظر قراراً من المستوى السياسي، مشيرة إلى أن الاتفاق سيكون مرحلياً ويستمر نحو شهرين إلى ثلاثة.
أوضحت المصادر الوفد الإسرائيلى أن الاتفاق ينص على منح قيادات حركة حماس فى الداخل والخارج حصانة من الاستهداف مقابل الخروج من قطاع غزة وتسليم السلطة لهيئة فلسطينية مستقلة بالتنسيق مع دول عربية وأجنبية.
وأضافت أنه قد يتم نشر قوات دولية فى القطاع على غرار اليونيفيل المنتشرة فى جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستكون راعية لتنفيذ الاتفاق بكل بنوده.
تزامنا مع المفاوضات، تواصل الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 458 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء و الجرحي، حيث ارتكب الاحتلال خمس مجازر خلال الـ 42 ساعة الماضــية ضد العائــــلات فى قطـــاع غزة وصـــل منها 88 شهيدا و 208 مصابين.